الدكتور محمد وراضي يذكر رأيه في العلاقة بين «أزول» والسلام عليكم
هوية بريس – عبد الله المصمودي
الأربعاء 02 أبريل 2014
كتب الدكتور محمد وراضي مقالا عنونه بـ”بين «أزول» و«السلام» أية علاقة؟”، وذلك إسهاما منه برأيه في الموضوع المثار حول التحية بـ”أزول” بدل السلام عليكم، والتي أثيرت بعد أن انتشر مقطع مرئي -نشرته هوية بريس- للشيخ محمد زحل يقول فيه بأن من أراد أن يجعل “أزول” بدل السلام عليكم فهو يعادي أحكام الدين، إشارة منه إلى أصحاب المشروع الأمازيغي العلماني الذي يطالب بتمزيغ المغرب، وطرد العربية وإسلامها.
ولقد جمع مقال الدكتور وراضي إشارات ومعلومات وحقائق مهمة، ننشرها مقتطعة، كالتالي:
1- نشأت أمازيغيا قحا بالجنوب المغربي.. طوال حياتي، بعد أن تعلمت الدارجة المغربية (13 سنة)، وقبل أن أتعلمها، لم أسمع قط بكلمة “أزول”.
2- الشيخ محمد زحل كرجل ناضل وجاهد لإعلاء كلمة الله، لا يستحق التعرض للسخرية ولا الهجمة الشرسة من طرف من هم بمثابة أحفاده! إنه لم يمارس غير حقه في الاختلاف الذي هو حق طبيعي، وديني، وعقلي، وقانوني، ودستوري.
3- نحن مع أستاذنا في الدفاع عما ورد في الذكر الحكيم. إننا مصرون باستمرار على الاستزادة من المعارف. وعلى إضافة الجديد إلى القديم الذي نحن على علم به.
4- علينا إذن قبل كل شيء وبعده، مناقشة كلمة “أزول”. هل هي أمازيغية الجذور؟ وما مصدرها؟ ومن أي منطقة من مناطق التواجد الأمازيغي كانت ولا تزال تتداول؟ ولماذا لم نسمع بها قبل الآن، وكأنها قد استيقظت من النوم؟ أو تولى منظرون أمازيغيون وضعها أو دفعها إلى الواجهة لاستعمالها بعد أن علاها الغبار لقرون، لا لسنوات، أو حتى لعقود؟
5- التجربة.. تفرض علينا معرفة الدواعي إلى استدعائها والمنافحة من أجل وضعها محل “السلام” الذي تعودنا اعتماده منذ نعومة أظفارنا!!
6- هل الكلمة جرى تداولها على الألسن عبر التاريخ -والرومان، والوندال، والبيزنطيون، والفنيقيون جاثمون على أرضنا-؟ أم إن لها مصادر مكتوبة هي “المعجم الأمازيغي” إن كان لهذا المعجم فعلا وجود؟ ومتى افترضنا وجوده، فبأي لغة كتب؟ وبأية حروف؟ بلغة أمازيغية هنا، أم بلغة أمازيغية هناك؟ بحروف عربية؟ أم بحروف تيفيناغ؟ وهل تم التواطؤ على استعمال “أزول” للتحية بين عامة الأمازيغ منذ قرون؟ أم إن التواطؤ على استعمالها لم يحدث بعد حتى الآن، وإنما هو في طريقه إلى الحدوث؟ وبماذا نفسر الاختلاف بين الأمازيغ أنفسهم في القبول بالكلمة؟ وهل تدخل العصبية في القبول بها، أم إنها أبعد ما تكون عن فرقاء، كلهم ينتمون إلى مازغ بن سام بن نوح عليه السلام كما قيل؟ في إشارة إلى أن جميع أنبياء الله ورسله مسلمون كما ورد في الذكر الحكيم؟
7- وإذا قيل لنا إن “أزول” كلمة تستعمل فقط عند إلقاء التحية، سألنا عن نوع التحية التي يتم إلقاؤها؟ أهي تحية الإسلام؟ أم تحية غيره من الديانات؟ أم إنها تحية لا تمت إلى أي دين بصلة؟ بحيث إنها لا تعدو أن تكون مجرد ترحاب بشخص أو بأشخاص؟ فالترحاب أو الترحيب، استقبال ودي لا يفترض أن له علاقة بالدين. يقال: قابله بترحاب وبحرارة. ويقال: مرحبا بك.. فأزول احتفاء بالزائر، والسلام دعاء له! يعني أن الأول بعبارة أخرى، لا صلة له بالدين، وإنما له صلة بالأخلاق القائمة على العقل أو العادة. وأن الثاني دعاء من صميم الدين الذي له ضوابطه في الفقه الإسلامي. ومن ضمنها إفشاء السلام والرد عليه من باب التواصل والتوادد.
ثم ضرب أمثلة كثيرة من تفسير القرآن كما ردّ لفظة أزول إلى معناها العربي، وتصريفها، ليصير لها معنى سلبي.. مبينا أن “أزول” الأمازيغية لا تعدو تحية استقبال، وهي من الموروث الثقافي الذي له قيمته، ولا يمكن أن تحل محل تحية الإسلام “السلام عليكم”، وفي ذلك قال: “ونريد هنا أن يطمئن الشيخ محمد زحل إلى أن إحلال كلمة “أزول” محل كلمة “السلام” كتحية خاصة بالمسلمين بعيد المنال. وأن المدافعين الأمازيغ عن ثقافتهم، لا يعني التطلع إلى تغيير مفاهيم الدين. إذ من حقهم الدفاع عن موروثهم الثقافي في إطار دولة الحق والقانون والعدل والمساواة. فالإسلام ذاته حريص كل الحرص على حفظ هويات الشعوب. إنه يتحدث عن الاتحاد، كما يتحدث عن الاختلاف. لكنه في الوقت ذاته يدين العصبية، إلى حد قوله صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية“.
ثم ختم مقاله مؤكدا ذلك: “وأعتقد اعتقادا جازما بأن الأكثرية لا تقبل ولن تقبل استبدال السلام كتحية الإسلام والمسلمين بـ”أزول” كتحية محدودة الأفق، انطلاقا من المعنى الذي تحمله حين توجه إلى المرحب به، بينما السلام يحمل أكثر من دلالة ويؤدي أكثر من دور..”.