المجرات… هي عرش الرحمن!!!!!

ذ. طارق الحمودي

هوية بريس – الخميس 03 أبريل 2014

وقفت على مقطع مرئي لشاب مصري متحمس معروف بخرجاته المثيرة يزعم أنه اكتشف ما لم يكتشفه العلماء المتقدمون في معنى قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) وخلص في سبقه العلمي إلى أن العرش هو مجموع المجرات…!!

أسس الشاب المندفع اكتشافه هذا -(القنبلة العلمية) كما يصفها- على بيان معاني الاستواء لغة، وكان يتحدث بنوع من الثقة الزائدة بالنفس، ويظهر عليه ضعف شديد في اللغة العربية.

ومن ذلك أنه بين الفرق بين قولنا: وصلت إلى الجبل..و..وصلت على الجبل…!!!!!!!

وتوقفت كثيرا عند قوله: وصلت على الجبل… وقلت: عن أي لغة يتحدث هذا الشاب المتحمس؟!!

كان قصده أن يثبت أن خلق الله اكتمل بخلق العرش لقوله تعالى: “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ” (الأعراف:54).

ولم ينتبه هذا الشاب المتحمس إلى أن العرش خلق قبل السماوات والأرض لقوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ” (هود:7).

قال قتادة: قبل أن يخلق السماوات والأرض.

وقال مجاهد: قبل أن يخلق شيئا.

ويبينه حديث الصحيحين عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض).

وفي صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).

فهذا بين في أن خلق العرش سابق لخلق السماوات والأرض…!!

وأما معنى استوى على العرش فيقول الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير: (والذي يؤخذ من كلام المحققين من علماء اللغة والمفسرين أنه حقيقة في الارتفاع والاعتلاء).

وعلى كلامه ملاحظات أخرى… وما ذكرته كاف في كتم وتعطيل مفعول قنبلته العلمية!

أسأل الله لي وله الهداية والتوفيق… ونصيحتي له.. لا تجعل تدبر القرآن ترفا علميا!!!!

وأخيرا أقول:

“إن أي محاولة لفهم كتاب الله تعالى أو فهم شريعته دون الرجوع إلى الحديث النبوي سيكون مآلها إلى فهم مشوه وفكر مشوش.. ثبتنا الله وإياكم على السنة النبوية… عضوا عليها بالنواجد”.