عاقبة الظلم..
نور الدين درواش
هوية بريس – السبت 05 أبريل 2014
لقد انتشر الظلم وذاع وألفته النفوس والطباع، في كل البقاع والأصقاع… و”إنه ليس شيءٌ أسرع في خراب الأرض ولا أفسد لضمائر الخلق من الظلم والعدوان، ولا يكون العمران حيث يظهر الطغيان، وإن الظالمَ الجائر سيظلّ محاطاً بكلِّ مشاعر الكراهية والعداء والحقد والبغضاء، لا يعيش في أمان، ولا ينعَم بسلام، حياتُه في قلق، وعيشه في أخطار وأرق؛ لأنَّ الظلم جالبُ الإحن ومسبِّب المحن، والجَور مسلبةٌ للنعم مجلبة للنقم، وقد قيل: الأمن أهنأ عيش، والعدل أقوى جيش”.
ولقد توعد الله الظالمين بعذاب أليم في الدارين فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليــه وسلم: “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته“، وقرأ: (وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) متفق عليه.
أمـا واللهِ إنَّ الـظُّـلــمَ لُـؤمٌ — وما زالَ المسيءُ هو الظَّلومُ
إلى ديانِ يومِ الدِّينِ نمضي — وعـند اللهِ تجـتمعُ الخصومُ [أبو العتاهية]
والله تبارك وتعالى ينصر الأمة العادلة وإن كانت كافرة فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنه لا قدّست أمة لا يأخذُ الضعيف فيها حقَّه غيرَ متعتَع” أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
ولئن ضعف المظلوم عن مجابهة القوة بقوة مماثلة، والبطش ببطش مساو فإن الله قد حبا المظلومين سلاحا لا يخطئ ففي الحديث عن النبيّ صلى الله عليـه وسلم أنه قال لمعاذٍ رضي الله عنه: “واتّق دعوةَ المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب” متفق عليه.
وما أجمل قول ابن الوردي:
إِياكَ من عسفِ الأنامِ وظلمِهمْ — واحذرْ من الدعواتِ في الأسحارِ
ويُنسب لعلي رضي الله عنه:
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً — فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَـنامُ عَيـنُكَ وَالمَظـلومُ مُنتَبِهٌ — يَـدعو عَـلَيكَ وَعَـينُ اللَهِ لَم تَنَمِ
فمن عجز عن قول الحق فلا يقل الباطل. ومن عجز عن نصرة المظلوم فلا يعن عليه الظالم، وإن عجزت عن إحقاق الحق ونصب ميزان العدل فلا أقل من أن تكف لسانك عن لوم المظلومين فإن مرارة الظلم أشد على العقل وأذهب له من السُكر الجنون…
وَقَالُوا قد جُننت فَقلت كلا — وربي مَا جُننت وَلَا انتشيت
وَلَكِنِّي ظُلمت فكدت أبْكِي — مـن الظُّـلم الْمُبـين أَو بَكَـيْت [سنان بن الفحل الطائي].
