الجنس(1) عند بني علمان وأسيادهم
ذ. الحسن العسال
هوية بريس – الإثنين 07 أبريل 2014
قال الله تعالى: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾، وبهذا كان قوم لوط المفسدون أشد صدقا من بني علمان اليوم، الذين يجعلون عفة المسلمين شبقا، ويجعلون شبقهم عفة، هم لا يدعون للاختلاط فقط، بل يتمنون الامتزاج بين الجنسين، كما يمتزج لاعبو الكرة المستطيلة، ومع ذلك فهم النساك في زوايا الحداثة، المتعبدون في محراب العلمانية.
إلا أن كتاباتهم وتصريحاتهم وسلوكهم ودفاعهم المستميت عن الخنا والفجور يفضح حقيقة اتهامهم.
المسلم الذي يرى الحجاب فريضة من الله، هو، حسب بني علمان: يعاني الكبت، والامتناع عن مصافحة المرأة لوعة عشق، والمناداة بالفصل بين الجنسين نظرة جنسية متطرفة.
أما الدعوة للتعري فهي زهد علماني!
تقول زينب الغزوي، إحدى مؤسسات الحركة البديلة للحريات الفردية “مالي” لوكالة فرانس برس: “أنا لا أفهم لماذا تحاول الدولة نفسها، من خلال هذا القانون(2) إلى المدافعة عن الحشمة، وفي المقابل تدعي أن لديها دستورا ديمقراطيا”.
وتضيف الغزوي: “إن التردد في عدم تجريم الجنس خارج إطار الزواج هو اعتراف بنفاق الدولة والمجتمع”.
أما خديجة الرياضي، رئيسة جمعية المغرب لحقوق الإنسان، فتقول: “إننا نعلم جميعا أن العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج من الأمور الشائعة في المغرب. وحين يتم إخفاء كل هذا فإن ذلك يشجع على سوء المعاملة وانتهاكات الحريات الفردية”.
أما أحد غلمان بني علمان المدعو طارق الدميري فيصرح بأنه لا مانع لديه بأن تمارس أخته الزنا، على نفس خطى المختار الغزيوي: الذي صرح لقناة الميادين الشيعية: بأنه يقبل أن تمارس أمه وأخته وبنته حريتهن مثل ما يبدو لهن ذلك ملائما، ويجب أن يصل المغاربة إلى هذه الشجاعة/الدياثة، وادعى، بكل وقاحة، أن هذه الحرية قدر، كأنه صعد إلى اللوح المحفوظ واطلع على ما فيه… فإن كانت للصوفية شطحات، فهذه شطحات العلمانية، اللهم إنا نبرأ إليك مما يقول هؤلاء.
وأردف الغزيوي مستنكرا: ونحن نفرض على أناس يختفون ليمارسوا جريمة الحب، نحن نتطلع إلى جهة الشمال جهة البلدان المتحضرة.
فهو وغيره ممن يدعون لحرية الفسق يأبون إلا أن يدخلوا في الوعيد النبوي لأنهم يدعون إلى المجاهرة بالفاحشة، حبا في زرقة عيون الأسياد في “الشمال”.
يتحدثون عن الحرية، وهم لا يتزحزحون عما يسطره الأسياد قيد أنملة.
وما يؤكد هذه التبعية المطلقة عرض فرقة أكواريوم المسرحية الخبيثة “ديالي(3)” المقتبسة من مسرحية أمريكية بعنوان “مناجاة المهبل”.
المؤمنون يناجون ربهم، وغيرهم يناجي عضوه، ويتهم المؤمنين بما هو متلبس به حتى الصدغين.
وهذا العرض المسرحي تكييف بالصيغة المغربية، للمسرحية العالمية “مناجاة المهبل”، التي كتبتها الأميركية إيف إنسلر سنة 1996 وترجمت إلى 46 لغة، لتشيع الفاحشة في العالم، ولتعم القيم الكونية التي يريدون فرضها على الثقلين لو استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
أما هيام لطيفة أحرار برذيلة التعري، خصوصا في مسرحية “كفر نعوم”، فلا يحتاج إلى دليل، إلا أن الأمر لم يقف عندها، بل تعداه إلى شقيقتها فاطمة الزهراء أحرار التي توسلت، هي الأخرى، برذيلة التعري سبيلا للشهرة، في مسرحية “لعبة الحب” التي اقتبستها أيضا فرقة مسرح اليوم والغد بخشبة سينما إسبانيول بتطوان، مما أثار حفيظة الجمهور الحاضر فضلا عن غيره.
وتبدي لطيفة أحرار فرحتها العارمة لمشاركة بعض بنات جنسها لها في العري قائلة: “ولحسن الحظ مازالت هناك نسبة من مغربيات القرن الواحد والعشرين يرتدينه(4) على الشاطئ بشكل عاد جدا كما كان يحدث في السبعينيات”.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت” رواه البخاري.
والغريب أنه على الرغم من ادعاء العلمانيةِ العقلانيةَ فإنها تسقط في مثالب شطحات الصوفية، إذ تشترك معها في رفع التكليف عن “خواصهما”.
لأنه إذا كان الصوفي يستنكف عن التكاليف الشرعية عندما يصل أقصى منازل التصوف، فإن العلماني يستنكف عنها بمجرد دخوله الفن، أو وطئه خشبة المسرح، فلو زنت لطيفة أحرار فوق الخشبة وفضت بكرتها لن تعتبر زانية، وإذا احتسى أحدهم الخمر، لن يسكر، لأنه فوق الخشبة!
هل سمعتم بخرف أكثر خرفا من هذا الخرف؟
إن هؤلاء المهووسين بالجنس، لأنهم في مجتمع مسلم، يثيرون الزوابع حول تلبسهم، ليتسنى لهم، في غمرتها، طمس حقيقة هوسهم، بإلصاق التهمة بخصومهم.
وإذا كان من يتعرى باسم الفن، فهناك من يتعرى باسم الاحتجاج، لأنهم يتمنون اليوم الذي يرون فيه الناس في الشوارع خلو مما يستر سوءاتهم.
فهذه حركة “فيمن”، المستوردة هي الأخرى من الغرب، لا تحتج إلا بكشف الصدور، وكان من بينها التونسية “أمينة فيمن” التي مرغت وجه والديها المحافظين في التراب، بعدما تركاها فريسة لحركة التعري، لما كانا يعملان معا في السعودية. إلا أن الحقيقة التي كشف عنها الوالدان لقناة تونسية، والتي تفضح ادعاء الحركة حرية أفرادها، هو أن أمينة تعاني من اضطرابات نفسية، بدليل ترددها على طبيبة نفسية، وإدلاء والديها بشهادة طبية لمقدم البرنامج، إضافة إلى محاولتها الانتحار.
والمثير في هذه الحكاية هو أن الأم لما علمت بانضمام ابنتها لحركة التعري “فيمن” فكرت بالتبرؤ منها، إلا أنها أكدت، وهنا الشاهد المثير، على أن من أثناها عن ذلك هم المتدينون.
ولنعرج الآن على الشمال الذي يهفو إليه قلب الغزيوي ورفاقه، فقد صدرت دراسة مَسْحِيَّة أوروبية حول التحرش الجنسي شملت الدول الثماني والعشرين المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوربي، والتي قام الباحثون فيها بمقابلات مباشرة مع نساء تتراوح أعمارهن بين 15 و 74 سنة.
وخلصت الدراسة إلى أن ثلث النساء في الاتحاد تعرضن للعنف الجنسي مرة على الأقل طيلة حياتهن، فهل نفعتهن الحرية الجنسية المطلقة؟
أما في اليونان، مهد الفلسفة الغربية، فقد قامت جماهير باناثانيكوس اليوناني “بدخلة” [تيفُّوTFFOU] “جنسية” ثلاثية الأبعاد، وذلك بمناسبة اللقاء التقليدي الجماهيري بين فريقي باناثانيكوس وأوليمبياكوس اليونانيين.
فهل بعد هذا الكبت كبت؟
وكانت “الدخلة” تجسد فريق باناثانايكوس وكأنه رجل يقوم باغتصاب فريق أوليمبياكوس ممثلا في امرأة.
هذا ما ننتظره في مدرجاتنا إذا انصعنا لهوس بني علمان الجنسي.
ولأن الغرب لا يعاني الكبت وعقدة الجنس، كما يروج لذلك بنو علمان، فقد تعرضت ألمانيا لفضيحة صور الأطفال الإباحية، بدأت مع النائب الاشتراكي الديمقراطي سيباستيان إيداتي، إذ اكتشفت الشرطة الجنائية الألمانية اسمه على القائمة التي قدمتها السلطات الكندية، والتي تعاملت مع شركة لبيع صور الأطفال الإباحية على الشابكة، بعد أن كشفت الشرطة الكندية عن شبكة للاستغلال الجنسي للأطفال عبر العالم. وقد عاش المجتمع الألماني، على إثرها، صدمة حقيقية ويريد حلاً لحماية الأطفال وتجريم الصور الإباحية المستغلة لبراءتهم.
وقد أثار الخبر زوبعة من ردود الفعل بين المواطنين الألمان، خصوصا أن عدد المتورطين في هذه الفضيحة بلغ 800 شخص من ألمانيا، بينهم، إضافة إلى النائب البرلماني، رجل أمن مهم في جهاز مكافحة الجريمة!
أما النائب الاشتراكي فقد قدم استقالته من البرلمان، واختفى خارج البلاد.
وفي أمريكا خضع جنرال يدعى سينكلير في الجيش الأميركي لتأديب، واقتطاع من راتبه بلغ 20 ألف دولار، متفاديا حكما بالسجن، في واحدة من قضايا السلوك الجنسي الشائن في الجيش. لأنه أقام علاقة لمدة 3 سنوات مع مجندة برتبة كابتن، وأقام علاقتين أخريين غير لائقتين مع اثنتين من مرؤوساته.
ويعتقد أن الجنرال سينكلير هو أرفع ضابط عسكري أميركي يخضع لمحاكمة عسكرية باتهامات الاعتداء الجنسي، لكن هذه الاتهامات أسقطت عندما أقر الجنرال بأنه مذنب في علاقات غير لائقة!
وظهرت الفضيحة في غمرة تعرض وزارة الدفاع الأميركية لضغوط شديدة لمواجهة ما يوصف بأنها عمليات اغتصاب مستشرية، وسلوكيات جنسية مشينه أخرى، وسط الجنود.
وفي مسح إحصائي شمل 39 دولة، حول قبول فكرة الشذوذ الجنسي تبين أن 80% من الغربيين يتقبلون فكرة الشذوذ الجنسي.. في حين أن النسبة في الدول الإسلامية لا تتجاوز 1%.
كما أن 20% من الغربيين شواذ جنسياً، أي أن خُمس المجتمع الغربي من الشواذ.
خلاصة القول إن قيم الغرب الكونية التي يتبناها بنو علمان، ويعتبرونها قرآنا منزلا، هي السبب في الهوس الجنسي الذي يجتاح العالم الغربي، ويريدونه أن يجتاح عالمنا الإسلامي، ثم يتهمون به المسلمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أكره هذا اللفظ، لأنه يخلط بين المعاشرة الشرعية والزنا الحرام، لكن لم أجد له بديلا.
2- المادة 490 من قانون العقوبات، والتي تنص على الحبس من شهر واحد الى سنة في حق أي بالغين أقاما علاقة جنسية خارج مؤسسة الزواج.
3- كناية عن الفرج.
4- تقصد الصدرية والتبان.