ندوة: الأمازيغ بالمغرب بين مساندة الشعب الفلسطيني ومواجهة الاختراق الصهيوني
هوية بريس – الياس الهاني/الحسيمة
الإثنين 07 أبريل 2014
نظمت “الجمعية الأمازيغية لمساندة الشعب الفلسطيني” بالحسيمة يوم الأحد 6 أبريل 2014، ندوة تحت عنوان: “الأمازيغ بالمغرب: بين مساندة الشعب الفلسطيني ومواجهة الاختراق الصهيوني”؛ وذلك بمناسبة فعاليات اليوم الثقافي الأمازيغي الفلسطيني في دورته الرابعة، احتضنتها قاعة الاجتماعات بمقر جهة تازة-الحسيمة- تاونات (بالحسيمة).
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من سورة “الإسراء” تجسد فيها مكانة الأرض المقدسة عند المسلمين.
ثم تناول الكلمة “سفير دولة فلسطين بالمغرب” تحدث فيها عن اهتمام المغاربة ملكا وشعبا عن القضية الفلسطينية، وأبدى شكره للمؤطرين والمحاضرين والحاضرين، وتطرق فيها إلى ما تم من مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني في هذه الأيام، وما أسفرت عنه من نتائج سلبية لم تكن في مصلحة الشعب الفلسطيني المتشبث بحريته وكرامته واستقلاله، لتبدأ مرحلة جديدة من السعي دبلوماسيا للتضامن مع الجانب الفلسطيني وأخذ الاعتراف من الدول والمنظمات الدولة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
بعد ذلك أخذ الكلمة “رئيس الجمعية شريف ادرداك” والذي قام في البداية بتقديم الشكر للحضور الكريم من باحثين ومهتمين وللأساتذة الذين قبلوا دعوة الجمعية للمشاركة في أشغال هذه الندوة، بعد ذلك انتقل للحديث عن السياق العام والخاص الذي يأتي فيه تنظيم هذه الندوة، وكذا الأهمية التي تكتسيها، مشيرا إلى أن طرح هذا الموضوع من قبل الجمعية يهدف بالخصوص إلى التعريف بالجمعية، والأهداف التي انشات من أجلها وكذا الرد على بعضهم الذين لا يمتون بصلة إلى الأمازيغ الأحرار.
بعد ذلك فسح المجال للأستاذ الدكتور والمؤرخ مصطفى الغديري من جامعة محمد الأول بوجدة، والذي عنون مداخلته: “أبناء الريف ومأساة فلسطين منذ بداية المؤامرة، مٍن خلال الوثائق“، وقد أشار إلى مجموعة من الوثائق المبثوثة في كتب الرحلات التي تجسد فيها العلاقة التاريخية الوطيدة بين المغاربة وفلسطين من خلال رحلات الحج، وما باب المغاربة إلا دليل على ذلك، ثم انتقل إلى عرض مجموعة من الوثائق والتعليق عليها وكلها تصب في الاهتمام والتآزر والتضامن الشديد الذي تميز به أهل الريف لأهل فلسطين، رغم ما كانت عليه المنطقة من أزمة مادية ومعيشية خانقة إلا أن أيديهم لم تبخل بالعطاء وجمع التبرعات من القبائل كما فعلت قبيلة بني توزين وبني سعيد وكبدانة… وغيرها؛ فالرابطة العقدية التي جمعتهم بأهل الشام اكبر من أن تنالها أيدي الصهيوأمازيغ التي ظهرت من بعضهم في الآونة الأخيرة.
الأستاذ بنجلون الأندلسي رئيس “الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني” استحضر تاريخ الأمازيغ منذ القدم مع الغزاة الذي عرف رفضا تاما لأي شكل من أشكال الاستعمار قبل الإسلام، ومع اعتناقهم للإسلام الذي ولد شجاعة ونبلا وإخلاصا لدينهم ولثقافاتهم، ودولة المرابطين والموحدين كانتا شاهدا على ذلك، وفي ذات السياق أردف أن السر وراء اعتزاز الأمازيغ بثقافاتهم هو نابع من اعتزازهم بدينهم والعكس صحيح، مؤكدا أنهم لم يكونوا قط عملاء مع الأعداء، ولا كانوا مرتدين عن المبادئ والقيم التي عرفوها كما ظهر ذلك جليا في تلك الحفنة من الصهيوأمازيغ.
المداخلة الرابعة كانت من نصيب؛ أحمد المرابط مرافق المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي بالقاهرة، أعرب فيها النتائج التي وصلت إليها القضية الفلسطينية بعد تركهم للحل الجذري المتمثل في الكفاح المسلح، وقدم في مداخلته هاته انتقادات لاذعة إلى تلك المفاوضات التي تقام دون جدوى في النتيجة تذكر سوى مزيدا من معاناة الشعب الفلسطيني، وتطرق أيضا إلى الصراع الدحلاني العباسي الذي يذكي مزيدا من المعاناة والتماطل للقضية.
وفي الأخير كانت كلمة الأستاذ أحمد ويحمان رئيس “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ورابطة ئمازيغن من أجل فلسطين“، “قدم فيها مدلول كلمة أمازيغ التي تعني الإباء والشجاعة والحرية والكرامة والذين يرفضون بشكل كلي الخيانة والوقوف مع الاستعمار بأي شكل من الأشكال، محمد بن عبد الكريم الخطابي والكفاح الفدائي الذي تزعمه وقاده كان أوضح التجليات في مقاومة الاستعمار يقول ويحمان، فالأمازيغ يرفضون التطبيع والعمالة والخيانة مع الكيان الصهيوني محذرا ومنبها إلى ما قد يؤول إليه أي شكل من أشكال التطبيع، من قبيل ما أعلن عنه من جمهورية القبايل في الجزائر الوهمية، وكذا التحضير لجمهورية الريف.
وقد تميزت هذه الندوة بالحضور النوعي الذي أغناها بمداخلات أضافت مجموعة من المعطيات المتعلقة بالموضوع المطروح للنقاش.