إعفاء الخطيب الخرشافي بمدينة فاس بسبب خطبة موحدة حول حوادث السير
هوية بريس – عبد الله المصمودي
الثلاثاء 08 أبريل 2014
تسببت الخطبة الموحدة التي ألقيت في مختلف مساجد المملكة حول “حوادث السير” في إعفاء أحد أكبر خطباء المساجد بمدينة فاس، ويتعلق الأمر بإمام مسجد “بدر” الذي توصل بقرار الإعفاء يوم الخميس الماضي ما حرم عشرات من المصلين الذين يأتون من مختلف الأحياء لمتابعة خطبه.
وبحسب يومية “المساء” عدد اليوم الثلاثاء، “فإن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وجهت استفسارا للإمام حول ملابسات رفضه إلقاء خطبة موحدة حول حوادث السير في المغرب، في إطار تخليد المغرب لليوم الوطني للحد من حوادث السير، قبل أن تقرر الوزارة اتخاذ القرار، بالرغم من أن الخطيب ردّ على تساؤلات الوزارة، بما يكفي من الحجج لتبرير “تأجيل” إلقاء هذه الخطبة الموحدة”.
وذكرت المساء “بأن الخطيب إدريس الخرشافي، وهو أستاذ جامعي يدرس بكلية الشريعة بفاس، والتي تتبع لجامعة القرويين، كان يلقي خطبه على شاكلة “سلسلة” من المحاضرات، واستعصى عليه تأجيل جزء من خطبه المتسلسلة، لإلقاء خطبة موجهة من قبل الوزارة الوصية حول حوادث السير، فيما اعتبرت وزارة التوفيق أن هذا “التصرف” مناف لعمل الأئمة في المساجد”.
وقد تلقى “العديد من المصلين قرار الإعفاء بكثير من الاستغراب، والرفض، موردين بأن هذا الخطيب معروف باجتهاداته في خطب الجمعة، ما جعل مسجد “بدر” يتحول إلى وجهة مهمة للمصلين بمدينة فاس”.
وقد سبق لوزارة أحمد التوفيق أن اتخذت قرارا في منتصف السنة الماضية يقضي بتوقيف خطيب مسجد الإمام علي بوسط المدينة محمد الخمليشي بعدما اعتلى منبر الخطابة، ووجه انتقادات حادة لمهرجاني موازين بالرباط والموسيقى الروحية بمدينة فاس، موردا بأن مثل هذه المهرجانات تتسبب في إفساد الأخلاق، وإهدار المال العام؛ ويشتغل هذا الخطيب في جامعة القرويين محافظا.
وهنا تطرح التساؤلات الدائمة: هل لهذه الوزارة والقائم عليها كل هذه السلطة للعبث بمصائر القائمين على الأمن الروحي للمغاربة، ولا من يحاسبها على ذلك؟
أليس من الظلم إيقاف مئات الأئمة والخطباء والقيمين الدينين، ومنهم من ذنبه أنه طالب بما يقول أنها حقوق لا ينبغي التفريط فيها؟
أليس التوفيق ومندوبوه قد تجاوزوا حدّ تحصين الشأن الديني ممن يتهمون زورا بالخروج على المالكية والأشعرية، إلى إعمال قانون بولسي يذكرنا بمحاكم التفتيش؟
ولا ننسى أنه من التبريرات التي قالها الوزير عقب إعفاء الخطيب الخمليشي أن موضوع الموسيقى مما اختلفت فيه آراء العلماء، وكأن الخلاف المذكور بينهم هو في ما يتم عرضه واستعراضه في مهرجان موازين، من رقص شاكيرا أو عري “جيسي جي” وقبلها الفرقة الإسبانية التي أظهرت مؤخراتها، أو عرض اللوطي “إلتون جون”، أو الكلام الفاحش والماجن الذي في الأغاني، أو الاختلاط والتصاق الأجساد والرقص الجماعي للمتفرجين أو أو أو…؟!!!