برنامج «مباشرة معكم» و«الطريقة البودشيشية» والإسلام الذي يريده الغرب!!..
هوية بريس – حماد القباج
الأربعاء 23 دجنبر 2015
روّجٓ قبل قليل برنامج “مباشرة معكم”؛ لفكرة مفادها أن البديل عن (إسلام التطرّف) هو (إسلام التصوف).. وضيق دائرة البديل حين حاول الإقناع بأن طوق النجاة من التطرّف هو الشيخ حمزة وطريقته البودشيشية..
وقد مرر هذه الرسالة من خلال تقديم وإبراز تجربة الأخ عبد المالك والأخت أسماء الذين اعتنقا الإسلام على يد الطريقة البودشيشية؛
وقد جزم السيد عبد المالك بأنه لولا الشيخ حمزة لكان هو من أولئك المتطرفين الذين التحقوا بتنظيم داعش في سوريا كما فعل فرنسيون آخرون!
وذهب ضيف البرنامج الأستاذ محمد جمال حسن أبو الهنود إمام ومستشار وزير الأوقاف الفلسطيني؛ إلى حد القول: “إذا خلت الساحة من التصوف ملأها التطرّف”!
(بالمناسبة: ضيوف البرنامج هم ضيوف على المؤتمر العاشر الذي تنظمه الطريقة البودشيشية في مداغ هنا بالمغرب).
في نظري: البرنامج وضيوفه حاولوا الفرار من معضلة التطرّف المؤدي إلى العنف؛ لكنهم وقعوا في معضلة الترويج لتطرف آخر يؤدي إلى غلو آخر؛ ألا وهو الغلو في الأشخاص الذي ترسخه بعض الطرق الصوفية..
والمنطق -كما الشرع-؛ يلزمنا بعدم الانتقائية في إنكار الغلو؛ فكما ننكر غلو الخوارج والتكفيريين؛ ينبغي أن ننكر غلو هذه الطرق الذي يبتعد بالناس عن مصادر تلقي الدين الحق، ويربطهم -إلى حد التقديس- بأشخاص وأذواق وأهواء بشرية في فهم الدين والعمل به..
وكلا التطرفين ذمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماهما: “تحريف الغالين وتأويل الجاهلين”.
إن مصادر تلقي الإسلام هي: القرآن والسنة والسيرة النبوية وهدي السلف الصالح.
وهذه المصادر كفيلة بنشر وترسيخ قيم ومبادئ الوسطية والاعتدال والسماحة والتعايش والسلم والأمان والتنوير..
كما أن المناهج التربوية والتعليمية التي تنقل تلك المبادئ إلى الناس وتترجمها إلى سلوك؛ لا تستلزم ترسيخ الطرقية وحصر الإسلام المعتدل في طريقة معينة أو شيخ معين..
وقد تعجبت من الأخت الفاضلة أسماء؛ حين قالت: “وأنا هنا أستشهد بقول سيدي حمزة: “المسلم مثل الزرع ينحني ولا يرتفع”!
ووجه التعجب هو استدلالها بكلام الشيخ بدل الاستدلال بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مع كثرة ما ثبت عنه في الدعوة إلى السماحة والرحمة..
وألفاظه عليه السلام أدل وأبلغ وأبرك..
وهذا الموقف يعطينا صورة عن الخلل في منهجية الطريقة؛ التي تضخم الاحتفاء برسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق المواسم والطقوس الغنائية؛ على حساب تعليم سنته الشريفة ونشر هديه المبارك بأبي هو وأمي..
فبدلا من الاستدلال بأقوال الشيخ حمزة؛ الأولى الاستدلال بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وَمِمَّا استغربته في البرنامج؛ أن الشيخ أبو الهنود لما أراد التمثيل للإرهاب عند غير المسلمين؛ مثل بالإرهاب النازي وما وقع في اليابان؛ ولم يُذكّر بإرهاب بني إسرئيل في فلسطين؛ والذي نعيش أحد فصوله الدامية بمقتل أكثر من مائة فلسطيني بعد اندلاع الانتفاضة الثالثة على إثر تدنيس المسجد الأقصى..
ومثل هذه الزلة تعيد إلى الأذهان الموقف غير المشرف لبعض الطرق الصوفية من الاحتلال الغاشم..
إن حلقة اليوم من برنامج الأستاذ جامع كولحسن تشكل ترويجا إعلاميا لما دعت إليه بعض مراكز الدراسات الغربية؛ من ضرورة دعم وتسويق الإسلام الصوفي؛ وهي توصية تبنتها دوائر صنع القرار في الغرب..
طبعا الذريعة والهدف المعلن هو محاربة الإرهاب والتطرف؛ لكن القصد الحقيقي هو مقاومة انتشار الإسلام في الغرب، والترويج لإسلام مجرد من الحمولة الإصلاحية الشمولية التي تنافس وتزاحم العولمة الغربية للنظام العالمي الجديد..
وللوقوف على براهين هذه القناعة وتوثيق شواهدها أحيلكم على دراسة قيمة لأخي وصديقي الدكتور صالح الغامدي المنشورة تحت عنوان: “الإسلام الذي يريده الغرب”..
كاتب المقال فاشل وعاطل