تجديد الخطاب الديني أم تحريف الخطاب الديني؟
هوية بريس – عبد الله المصمودي
الجمعة 18 أبريل 2014
نظمت شركة الشباب المغربي المنخرط، بدعم من مؤسسة فريدريك إيبرت وبشراكة مع المركز المغربي للشباب والتحولات الديموقراطية، ندوة فكرية حول موضوع “الخطاب الديني في المغرب بين التجديد والتقليد“، وذلك يوم الأربعاء 16 أبريل 2014 بالمكتبة الوطنية بالرباط.
خديجة الصبار: الإسلام لم يقدم شيئا للمرأة
بدأت الندوة الفكرية بأول مداخلة الحقوقية العلمانية خديجة الصبار، التي حاولت أن توصل للحضور بأن الإسلام لم يقدم أي شيء للمرأة، وبأن الخطاب الديني تجاه المرأة خطاب مجحف وظالم.
وسردت كلاما أكدت من خلاله بأن غرض “بوش” من احتلاله للعراق هو إدخال الحرية إليه، ووصفت حال المرأة العراقية قبل دخول “بوش” بأنها كانت امرأة مضطهدة ومسلوبة الحقوق!!
ثم حولت وجهتها نحو السعودية لتنتقد قانون منع سياقة المرأة مشيدة بالمرأة الغربية التي تعيش الحرية كما تدعي.
ويبدو أن نفس الطرح الذي أتعبوا به آذاننا هو الذي يتكرر عند هؤلاء الحداثيين، فلا جديد في خطابهم ولا تجديد؛ وأشارت إلى الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وإلى تأصيله لعلم أصول الفقه، ونادت بنبذ هذه الوسائط الشرعية.
مصطفى بوهندي: ينادي بوحدة الأديان
وأما أستاذ مقارنة الأديان مصطفى بوهندي فقد حاول من خلال كلمته، أن يركز على أهمية التفكير ودعوة الإسلام للناس أو للإنسان لكي يستعمل عقله وفكره في الوحي، وأن الوحي هو قدح للعقل والقلب لكي يفكر، وأنه باق ومستمر لا ينقطع أبدا.
ثم طرح من خلال مداخلته قضية أراد من خلالها إبراز عنصر وحدة الأديان، وأن الدين عند الله ليس هو “الإسلام التاريخي” كما أحب أن يسميه، بل إن الإسلام المقصود هو إسلام الله، أي دين الله، فدعا أيضا إلى نبذ الوسائط التي قد يجعلها الإنسان بينه وبين الوحي.
نور الدين الزاهي: من التربية الإسلامية إلى الدينية
ثم أتت مداخلة نور الدين الزاهي الباحث في علم الاجتماع، حيث ذكر فشل العلمانيين الذريع في مشروع محاولة تجديد الخطاب الديني، والتي استمرت أزيد من عشرين عاما، أنهك فيها موضوع “علاقة الدين بالسياسة”، والتي لم يستفد ولم يفد فيها بشيء حسب كلامه.
كما تحدث عن منهج جديد في التعامل مع الخطاب الديني، وهو منهج النقد، حسب رأي منشإ هذا المذهب (كانط)؛ وهو بمسايرة العقائد والعلوم والمناهج، إلى أن يظهر عيبها وعدم إمكانيتها للمتابعة وبالتي تفتضح وتنتهك، باعتبارها لم تعد صالحة.
وقد مثل بمسألتي الإرث والولاية، فالإرث مثلا قد أنهك وتعب عبر تقادم السنين ولدى يجب علينا نقده.
ثم دعا إلى تحويل مادة التربية الإسلامية، إلى مادة التربية الدينية داعيا من خلال ذلك إلى إعطاء التلميذ الحق في اختيار مرجعيته وديانته، إذا كانت لدينا رغبة في تجديد الخطاب الديني.
ختام
وقد نوقش المتدخلون في ما اجتروه من كلام حول موضوع تجديد الخطاب الديني من طرف عدد من الحضور؛ كما استنكرت مجموعة من هؤلاء الحضور غياب من يمثل الخطاب الديني، عن مثل هذه المحافل، وهذا ما يظهر خبث قصدهم.