تسليع المرأة في الإشهار.. مسؤولية العلمانيين
محمد عزالدين ضفيري
هوية بريس – الجمعة 02 ماي 2014
الدعاية أو الإشهار أو الإعلان مصطلحات يهدف منها التعبير عن نشاط للترويج الاقتصادي أو الصناعي أو التجاري أو الخدماتي، والغاية هنا تبرر الوسيلة في المنظومة العلمانية، فلوصول الرسالة لأكبر عدد من المستهلكين لا تهم القيم والمبادئ بل يغلب الطابع المادي على ذلك كله.
لذا تباع المرأة في سوق الإعلانات وتعرض كسلعة رخيصة من أجل مساحيق الغسيل والروائح وأنواع السيارات وأمواس الحلاقة، تطل عبر شاشات التلفزة وتتراقص كدمية وهي تباع في سوق النخاسة تلك دون أن تدري المسكينة أنها تحولت إلى مجرد سلعة رخيصة تعرض على الجميع.
لا يقع هذا في تلفزاتنا “الحداثية” فحسب بل في الصحف والمجلات والدوريات والملصقات وجوانب الحافلات العامة وشبكة الانترنت، وغالبا ما يشتكي المعلنون من صعوبات للوصول إلى المستهلكين لذا يفضلون الدخول عليهم من هذه النافذة ، ولا يقتصر الأمر على هؤلاء بل حتى منتجي الأفلام والمسلسلات، والله أعلم ما الذي يمكن أن يقع قبل قبول أولئك النسوة في تلك الإعلانات المذلة والمخزية خاصة إذ علمنا أن القناة الثانية فصلت مديرا للموارد البشرية بسبب تحرشه بمتدربات.
استغلال المرأة في الوصلات الإعلانية وتسليعها بتلك الطريقة المهينة هي خسارة اجتماعية لا يمكن للعلمانية التي ترى في المرأة جسدا بدون روح إلا أن تدعمها وتتهم من يقول بمنعها بالظلامية والتخلف، فأي قيمة هذه التي تبقى للمرأة حين تعرض كسلعة مساعدة لترويج المنتوجات المعروضة وفق قواعد العرض والطلب، أليست هذه هي العبودية في أجلى صورها؟ وما هي مكتسبات المرأة من هذا الخزي المعروض على الناس كافة؟
لقد فطن العلمانيون لمكانة المرأة ودورها في صنع الأمة وتأثيرها على المجتمع واعتبروا أن تسليعها هو الحل لتحررها من كل قيد ولنطرح على أنفسنا بعض الأسئلة للتأكد من هذا الوضع:
• أعقل المرأة أم جسدها هو الَّذي يجعلها تظهر دائمًا شبه عاريةٍ خلف منتج أي شركة تريد ترْويج منتجها إعلاميا؟!
• ما نسبة استخدام الرجل في الدعاية والإعلان بجانب نسبة المرأة؟ أمصدر تفوُقها على الرجل في هذا المضمار كون الناس يحترمون عقلها فيثقون بما تكون مروجة له من سلع؟! أم أنها تستخدم جسدها فتحقق به ما لا يحققه الرَجل؟!
• أعقلها أم جسدها هو سر نجاحها في مضمار السكرْتارية وضيافة الطيران ونحو ذلك؟!
• أعقلها أم جسدها هو الذي يجعل نشر صورها وسيلة تلجأ إليها المجلات الكاسدة هابطة الموضوعات، فتروج وتنتشر ويصبح لها قاعدة عظمى من القراء؟!