اليسار المجرم الغدار
ذ. الحسن العسال
هوية بريس – الأحد 18 غشت 2013م
كل من قامت في بلدانهم الثورات كانوا من خلفية يسارية، ابن علي والقذافي ومبارك وعلي صالح وبشار، وكلهم مجرمون سفاحون، وسيدهم الهالك العبد الخاسر الذي سموه زعيم العرب، وما هو إلا زعيم الإجرام، والآن يستلهم إجرامه السيسي المجرم الغدار.
كانوا قد صدعوا الشعوب بالعنف الثوري ضد البورجوازية وضد الأنظمة، إلا أنهم مارسوا العنف الثوري ضد الطبقات المسحوقة، ولصالح الطبقات الساحقة.
لقد تبين أن الثوريين القدامى، الليبراليون الجدد لا يؤمنون بالحوار، كما لا يعرفون للاختلاف طريقا، كما تبين أن عنفهم الثوري الموجه للشعوب جعلهم متعطشين لدماء الأبرياء.
فحمضين صباحي والمنساوي وعبد الرحيم علي، وغيرهم من اليسار البائد، أيدوا الانقلاب ويؤيدون المجازر، لا لشيء إلا لأنهم يكرهون الإسلام، ويريدون اجتثاثه من جذوره، كما أعلنوا قبل الثلاثين من يونيو في مصر، وهيهات هيهات، ودع عنك قولهم: إنهم يكرهون الإخوان، أو يكرهون الجماعات الإسلامية، فإنما هي تقية يسارية، كما يفعل الاتحاد الاشتراكي بقيادة لشكر، ويساريو الجرار، الذين ساندو انقلاب السيسي.
ألم يستغلوا تفجيرات 16 ماي أبشع استغلال؟ وبعدها تفجير أركانة التي تبرأ منها عادل العثماني، المتهم الرئيس فيها جملة وتفصيلا؟
ألم يصفقوا لإغلاق دور القرآن، وتكميم أفواه الإسلاميين، بل حرضوا على ذلك بكل ما أوتوا من قوة، وهم في الحقيقة كانوا يريدون تكميم أرواحهم إلى الأبد، وهذا ما يفعله رفاقهم في مصر.
إن اليسار بإجرمه وغدره يدعو الشعوب إلى أن تكفر بالديمقراطية، لأنها ما هي إلا ديمكراسية، تحتكر الكراسي لغير الإسلاميين، الذين قبلوا بها على مضض، لكنها لم ترض بهم، فبعدما قالوا لهم منذ اسقلالاتنا الشكلية: اصعدوا إلى شجرتها، نهروهم بالقول انزلوا من هناك، لا أحد دعاكم إلى الصعود.
وليستسمحني شاعر الثورة أحمد مطر أن أتصرف في قصيدته: “مقاوم بالثرثرة”، وسأجعلها عن اليساري المجرم الغدار، عندما يصل للحكم:
له لسانُ مُدَّعٍ..
مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ
لم يطلقِ النّار على العدوِ
لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ
صحا من نومهِ
و صاحَ في رجالهِ..
مؤامرة !
مؤامرة !
و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ
و كانَ ردُّهُ على الكلامِ..
مَجزرةْ
و قدَّمَ اعتذارهُ لشعبهِ ببالغِ الكياسةْ
عذراً لكمْ..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي سرقتهُ في نوبةِ الحراسةْ
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ الذي طعنتهُ في ظهرهِ
في نوبةِ الحراسةْ
عذراً..
مَنْ قالَ : “لا” مِنْ شعبهِ
في غفلةٍ عنْ أعينِ الزَّمانْ
يرحمهُ الرحمنْ
بلادهُ سجنٌ..
و كلُّ شعبهِ إما سجينٌ عندهُ
أو أنَّهُ سجَّانْ
بلادهُ مقبرةٌ..
أشجارها لا تلبسُ الأخضرَ
لكنْ تلبسُ السَّوادَ و الأكفانْ
حزناً على الإنسانْ
أحاكمٌ لدولةٍ..
مَنْ يطلقُ النَّارَ على الشَّعبِ الذي يحكمهُ
أمْ أنَّهُ قرصانْ ؟
القطرةُ الأولى مِنَ الدَّمِ الذي نزفتهِ
ستحسمُ القضيّةْ
قفي على رجليكِ يا ميسونَ..
يا بنتَ بني أميّةْ
قفي كسنديانةٍ..
في وجهِ كلِّ طلقةٍ و كلِّ بندقية
قفي كأي وردةٍ حزينةٍ..
و أعلني الصرَّخةَ في وجوههمْ
حريّة
و أعلني الصَّرخةَ في وجوههمْ
حريّةْ.
إن من أصبح يتحدث عن القيم الكونية هو اليسار المجرم الغدار، ولا أدري عن أي قيم يتحدثون؟ هل قيم المجازر التي سكتوا عنها؟ أم هي قيم الانقلاب على الديمقراطية التي دعوا لها عقودا من الزمان؟
ألم يكسر رؤوسنا أبو عصواد بهذه القيم في كل تقيؤاته، وهو اليساري الحقود، لو كان للغرب قيم لما سكت عن قطرة دم، ولدافع عما شن من أجله الحروب!
إن الدعوة إلى القيم الكونية، والدفاع عنها من طرف اليسار البائد فكره، هي دعوة إلى تزييف وعي الشعوب، وتخديرهم بمقولات ومفاهيم غربية لا يعترف بها الغرب نسبيا إلا في دياره، أما في بلداننا، فهي لتقسيمها، بأيدي علمانييها خصوصا يسارييها.
غريب هذا التحالف الخفي بين اليسار الثوري البائد والإمبريالية الدولية، التي صدرت لمصر وتونس، ثم المغرب بعد حين، فتمرد وجبهة الخراب التي تعج باليسار، يريدون استنساخها في كل دول الربيع العربي، يغتالون يساريا ليغتالوا بعده بلدا، لأنه لا يعقل أن نرثي فردا ونعزي أهله باغتيال شعب، ومصادرة كل حقوقه، تحل الحكومة والجمعية التأسيسية من أجل يساري.
ولا يطرف للعالم جفن عندما تغتال الشعوب”؟