إرهاب «لبرامجيا»
مسرور المراكشي
هوية بريس – الجمعة 09 ماي 2014
لقد تحولت الجامعة المغربية مع الأسف الشديد إلى ميدان المبارزة بالسيوف بذل المناظرة الفكرية والمحاججة بالبرهان العلمي، فخسر الجميع تقريبا إلا واحد كانت بضاعته رائجة إنه بكل تواضع الأستاذ “الفكرون”، فالمثل المغربي يقول:” عايش فلخواض كيف الفكرون”، والحقيقة فصاحبنا الفكرون لا يحب لخواض لذاته لكنه مضطر للعيش فيه لسببين الأول ـ يستغل لخواض للإيقاع بضحاياه “المغرر بهم” حيث يمكنه اصطيادهم بسهولة في المياه العكرة.
السبب الثاني ـ يتوارى عن الأنظار فيـ “لخواض” فلا يمكن تميزه بسهولة، لأن الرؤيا تكون شبه منعدمة وسط لخواض وبذلك ينجو بجلده.
إن من ألف العيش في “التخلويض” لا يمكنه قبول الصفاء والوضوح مع الجماهير الطلابية والشعبية، لقد صرح أحد قيادي حزب معارض لبرنامج صحفي، حيث أشاد بتجربة القاعديين بفاس في مغازلة مفضوحة لهذه العصابة الإجرامية، وبهذه المناسبة هنأه الأستاذ “الفكرون” على اتباع “نهجه” في العمل.
أليس البرنامج المرحلي أوبني “قعيدة” على وزن بني “قريظة” مجرد مليشيا مسلحة أو بلطجية في الجامعة؟ لقد تم اغتيال الشهيد الحسناوي على أيدي هذه العصابة الإجرامية في واضحة النهار، ومع ذلك هناك من يحاول تبرئتهم من الجريمة بدعوى أن فعل الاغتيال قامت به أيادي خفية لتوريط مناضلي “الشعب”، والحقيقة لا أعلم عن أي شعب يتحدثون؟ ربما يكون في المريخ، فمنذ ظهور “لبرامجيا” في ساحة الجامعة سنة 1986 لم يحققوا لهذا الشعب إلا المآسي والدماء، فلم يسلم من إرهابهم حتى اليسار بكل مكوناته، اعتبروا الجميع مخزن إلاهم، ودخلوا في مواجهة مع الإسلاميين ثم امتد إرهابهم إلى الأطر التربوية، أساتذة وإداريين بل حتى الطلبة الغير منتمين ذاقوا حلاوة “نهجهم”، الكل عندهم مخزن فهم الأنقى والأتقى، وخلاصة القول إنهم “ملائكة” النضال الحقيقي لا شية فيه، حازوا نضل الأولين والآخرين “باز” أسيدي “باز”.
لقد رفعوا شعار “العرقلة” أي عرقلة ما يمكن عرقلته في إطار العرقلة الشاملة واليوم نسائلهم عن إنجاز هذه” العرقلة” المباركة، هل تم وقف تنزيل بنود الإصلاح الجامعي أو التخريب الجامعي كما يسميه الطلبة؟ هل توقف الإجهاز على مكتسبات الطلبة المادية والمعنوية؟ هل أصبح الاتحاد الوطني لطلبة المغرب رقما يصعب تجاوزه؟ والجواب مع الأسف لا، والسبب هو هذه التصرفات الصبيانية، لقد كان موقع مراكش في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات نموذجا في التعايش بين الرفاق والإخوان، وذلك بعد أن تمكنوا من رفع الحضر العملي عن أ.و.ط.م، جنبا إلى جنب حيث قدمت كلية العلوم السملالية الشهيد “أزوكار” بعد تدخل قوى الأمن، المهم تم رفع الحضر العملي وأصبحت الحلقيات الأوطامية مشتركة بين الرفاق آنذاك والإخوان طبعا كان المسير دائما من الرفاق، لأنهم كما قالوا يعتبرون فصائل تاريخية، وفي المقابل كان الإخوان يوجهون النقاش حسب ماتسمح به الأعراف الأوطامية “نقط نظام.قوس.توجيه.تعقيب..”، واستمر هذا النضال الوحدوي بين مكونات اليسار المغربي والطلبة الإسلاميين، والشهادة للتاريخ كانت الصيغ النضالية المتخذة بعد نقاش ديموقراطي صارم، جماهيرية بكل معنى الكلمة، حيث كانت مشاركة الطلبة بكثافة مما اضطر الإدارة إلى الاستجابة الفورية للملف المطلبي، فعندما يقرر الطلبة صيغ نضالية كـ” الإضراب .مقاطعة.إخلاء .اعتصام..” كانت هذه الأشكال جماهيرية دون إكراه، لكن دخول “البرنامج المرحلي” على الخط خلط الأوراق ولم يعد التعايش ممكنا فكان الضحية هي الجماهير، لأن مسلسل العنف الدموي “الماركسي اللينيني” الموجه نحو الطلاب شكل حاجزا بين الحركة الطلابية والجماهير الطلابية، إما بسبب الخوف أو انسحاب احتجاجي، وبذلك خلت الساحة “للمخزن” بمفهومه السلبي، فكان الإجهاز على مكتسبات الطلبة التي راكموها بسبب نضالاتهم الوحدوية سابقا. وهل بعد هذا الإرهاب يأتي طلبة” النهج” ويدعون زورا التحامهم بهموم الجماهير، أقول لهم: “راكم ملتحمين بالكص أو الضص”، أعتبرهم شخصيا حلفاء المخزن العميق فلو لم يوجدوا على الساحة لصنعهم المخزن لأنهم ببساطة يعملون على إراحته من “اصداع النضال الحقيقي”، ملاحظة لا أعمم ففيهم مناضلين على نذرتهم لكنهم اختاروا الجهة الخطأ في النضال.
إن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب له مبادئ أربعة هي: جماهرية-ديموقراطية ـ تقدميةـ ومستقلة. لكن تصرف “لبرامجيا” الإرهابي ضرب أهم مبدأ في نظري ألا وهو الجماهيرية، لأن إشاعة جو الخوف والإرهاب في ساحة الجامعة يفرغ الإطار من محتواه الجماهيري مما يسهل على المتربصيص به الإجهاز على مكتسبات الطلبة، فبالله عليكم عندما يأ تي طالب من “البرنامج المرحلي” ويشهر سيفه في وجه الطلبة كي يقاطعو الدروس هل هذا نضال؟
وانطلاقا من عملهم هذا أعتبرهم أشد أعداء أ.و.ط.م. تخريبا لتاريخها النضالي. فشيخهم “لينين” يعتبر الإرهاب أداة إقناع، وبما أنهم “إرهابيو” اليسار المغربي فهم على نهجه سائرون، وليتذكروا أن الطلبة الإسلامين أصحاب عقيدة لا يرهبهم القتل، عاش النضال المبدئي ولتسقط كل الأقنعة عن وجوه “لفكارن” داخل الجامعة وخارجها، وابالمعطي أشظهر ليك فهد الناس؟ أولدي الأدوات تاوع لقرايا ما فيهمش السيف أو الشاقور، فيهم غير لقلومة أو طاباشير..