المحلل الجزائري رضا بودلال يكشف خطورة التشيع في المغرب العربي وعلاقة فرنسا بالمشروع الإيراني
هوية بريس – خالد أخويري
الجمعة 12 فبراير 2016
في حوار لجريدة الصدى الصادرة عن مؤسسة الصدى للطباعة التونسية مع المحلل الجزائري رضا بودلال عن خطورة التشيع في المغرب العربي وعلاقة فرنسا بالمشروع الايراني قال (رضا بودلال):
“إن لفظ التعايش على وزن التفاعل ويقتضي ذلك وجود عناصر تحمل روابط قادرة على الاجتماع أو التنافر المتعادل -يعني غير المنفجر- وبهذه الرؤية دخل الكثير من العلماء والمفكرين السنة -وبما يحملونه من قناعات أن الجانب الشيعي يحمل تلك العناصر للتعايش- في مشروع “التقريب بين المذاهب” أو الأحرى بين السنة والشيعة، ودام ذلك حوالي 15 سنة وكان على رأسهم فضيلة الشيخ القرضاوي وغيره من المفكرين.. لكن ماذا حصل بعد ذلك، اكتشف المبادرون السنة بهذا المشروع أنهم تعرضوا لأكبر عملية “تقية” في التاريخ العلمي والأكاديمي ولأهداف سنذكرها، ومنها ما صرح به القرضاوي نفسه حين قال اعتبر “التقريب” أصبح مضيعة للوقت، وأشار إلى أن الشيعة كانوا هم المستفيدين من كل الجهود التي بذلت في السابق من أجل التقريب بين السنة والشيعة، وأن أهل السنة لم يستفيدوا من ذلك شيئا، و”أن كل محاولة للتقارب والتقريب من قبل أهل السنة والجماعة كانت تقابل من طرف الشيعة بالعدوان والاعتداء”.
ومما قاله أيضا إنه “طول هذه الفترة تبين أن الطرف الآخر كان يدعوهم للتشيع وحسب” هذا من ناحية الفكر والاعتقاد، أما عند الكلام عن التعايش مع الشيعة في المغرب الإسلامي الكبير، فيجب الانتباه أن هذا السؤال في حد ذاته يخدم إيران وأذرعها المتشيعة لأن طرح السؤال بهذه الصيغة إقرار ضمني بأنه أصبح لدينا طوائف شيعية في المغرب الغرب الإسلامي، وهذا ما كانوا يسعون إليه طول فترة عملهم السري في العود الثلاثة الماضية.
وإجابة له عن سؤال “هل ترى أن هناك مخطط إيراني يستهدف السنة في الجزائر؟” أكد أن ذلك ليس مجرد رؤية أو تكهنات وقال: “نحن نراها ونسمعها على الملأ و دعوة مقتدى الصدر كان في غاية الوضوح للعناصر المتشيعة في الجزائر أن ينهضوا وألا يستكينوا للفرقة الضالة يعني عموم الجزائريين السنة”.
وأضاف المحلل الجزائري أن “إيران لها مصالح استراتيجية في الشمال الإفريقي واختراقها للطبقات السياسية في تونس والجزائر والمغرب ليست تخفى، لكن أخطر ما في الأمر أن فرنسا تريد تكرار تجربة الخميني كما احتضنته 8 سنين ثم أرسلته ليقوم بثورته في إيران وكسبت دولة ملالية حليفة ماكرة في المنطقة ونفس السيناريو أرادته فرنسا في أفغانستان حين دعمت وتحالفت مع الطاجيكي شاه مسعود لكن اغتياله أحبط مشروعها..
ثم قال: نحن نرى اليوم بوادر تحالف فرنسي إيراني تقليدي تاريخي وطبيعي بينهما في المغرب الإسلامي وإغفال أمر كهذا ستكون له عواقب وخيمة على وحدة التركيبة الديمغرافية، العقدية والترابية لبلدان الشمال الإفريقي وهو ما حصل تحديدا في جزر القمر حين خدعوا الشعب المسكين حتى أوصل مندسا شيعيا بدعم فرنسي للرئاسة، فالأمر ليس جديدا حصل هذا في أفغانستان وسوريا وجزر القمر، يعني أنهم محترفون في هذا، فماذا تتوقعون من لاعب حاقد محترف ووراءه دول وحلفاء؟ صراحة لقد كان علماؤنا يعانون بما يسمى غفلة الصالحين حين قرروا ” التقريب”.
كما أوضح أن ما يحدث في سوريا والمشرق ككل ليس حربا طائفية فقط أو لعبة ثورية يصدرونها للمغرب الإسلامي لكنه صراع بين الخير والشر على الحقيقة بين الحق والباطل بين المستضعفين وقوى الاستكبار الدولي الذين جمعوا حقدا على المسلمين من كل دين وعرق، فمن اليهودية الصهينة والنصرانية الصلبنة والشيعة الصفونة ومن النظم العربية العلمنة.. واجتمعوا في مشاريع كلها تتفق على هدف واحد قتل ما أمكن من المسلمين، ومن يرى ذلك مرة أخرى أن هذا هوس بالمؤامرة فلينظر إلى حصيلة القتلى من المسلمين منذ 2001 إلى يومنا هذا أكثر من 12.000.000 وما عليه ليتأكد إلا أن يكتب في محرك بحث على النت حصيلة القتلى في كل بلد إسلامي ثم ليجمع العدد.
ثم أكد بودلال أن “ما نراه اليوم ليس وليد أمس، بل عمره أكثر من 5 قرون من التحالفات على أمة الإسلام، وقد كان الكثير من المسلمين المنبهرين بالمدنية الغربية يعتبرون ذلك من تخاريف المؤامرة إلى أن رأى جحافل جنودهم عند حدوده، مثال هؤلاء رئيس جهاز المخابرات التركي أنور ألتي صاحب 48 سنة خبرة في المجال الأمني لكنه صدم متأخرا نوعا ما بما يحاك للأمة والذي أكد في حوار ترجمت “عربي21” جانبا منه، أن العمل العسكري لموسكو يقوم أساسا على دعم العمل المخابراتي، الذي أصبحت روسيا تعتمد عليه لتنفيذ مخططاتها الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وأن بوتين يسعى إلى استعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي من خلال فرض مواقفه في ما يتعلق بمسألة القرم وأوكرانيا، موظفا في هذا الصراع كل الثقل العسكري والدبلوماسي لروسيا.
وأكد “ألتي” أن موسكو تخوض حربا فعلية ونفسية ضد تركيا، ومنها مثلا إسقاط طائرة تركية خلال الفترة القادمة، منبها إلى أن تركيا لن تكون قادرة على الصمود وحدها “ما لم يتوحد كل الأتراك إلى جانب (الرئيس رجب طيب) أردوغان”.
انظر فيديو الحوار مع الاستخباراتي التركي أنور ألتي: