الشعر يرد على «الأحداث المغربية» لاستهزائها بـ«الصحيحين وكتب السنن»
هوية بريس – إبراهيم الطالب
الإثنين 02 يونيو 2014
نشر الشاعر المُجيد عبد المجيد أيت عبو، على وجه المارد الأزرق، إبداعا أدبيا تناول صورة من صور الحرب المتواصلة التي تقوم بها جريدة الأحداث ضد تاريخ الإسلام وتراثه، وضد رجوع أبناء الأمة لدينهم.
واتخذ الشاعر عبد المجيد من القصة والشعر غرضا وأسلوبا، ساخرا من عمل جريدة الأحداث، حيث اختار لعمله هذا عنوانا فيه الكثير من الدلالات العميقة، والرمزية المختصرة لمعاني الصراع وحالة المتصارعين، وعنون له: “قصة الأديبين وورقة القمامة“، ذكر في محتواه:
“جلس الأديبان على طاولتهما يتذاكران قضايا العلم والأدب، وبينا هما كذلك، هجم العَجَاجُ على مجلسهما مصطحبا معه قصاصات الأوراق وقِطَع القمامة المختلفة.. والْـتَصَقَتْ بالطاولة قطعةُ ورق مُهْتَرِئة قد غَطَّت الأوســاخُ والأزبَــالُ جُـلَّ كتـابـتـها، لكن يظهر فيها جَلِيا رسم ساخر لرجل يستفسر ملتحيا عن رأيه في علوم الهندسة والـفـيـزياء.. فيفاجأ باستدلالاته الكثيرة من كتب الحديث لا صلة لها بموضوع السؤال.. فأغاظ الرسمُ الأديبين، فأنشأ أحدهما يقول:
تَطَـالُ الأَحَـادِيـثَ أَحْـدَاثُهُمْ *** وَبِالشُّمِّ يَسْتَهْزِئُ الأَرْذَلُون
وَكَـمْ يَسْـتَخِـفُّونَ أَعْـلاَمَـنَا *** وَيَرْمُونَ بِالعُقْمِ خَيْرَ القُرُون
أَفِي مُسْلِمٍ وَالبُخَارِي جُمُودٌ *** لَبِئْسَ المَقَالُ الَّذِي تَزْعُمُون
هُـمَا مَـوْرِدُ النُّـورِ لَكِنَّكُمْ *** عَمُونَ عَنِ الحَقِّ لاَ تُبْصِرُون
وقال الثاني في غيظ وسخط:
أَرَى الأَحَادِيثَ فِي الأَحْدَاثِ مَسْخَرَةً *** وَالطُّهْرَ مُنْتَقَصًا يُزْرِي بِهِ العَفَنُ
يُطَاوِلُ القَزَمُ المَنْـبُـوذُ مَا جَـمَعَـتْ *** أَيْدِي الأَمَاجِيدِ فَازْدَانَتْ بِهِمْ سُنَنُ
هُـمَا الصَّحِـيحَانِ أَنْوَارٌ مُـبَصِّـرَةٌ *** وَإِنَّـهَا السُّـنَـنُ الغَـرَّا لِمَـنْ فَـطِنُوا
فِــيـهَا حَـدِيــثُ نَـبِـيِّ اللهِ تَـذْكِـرَةً *** وَفِيكُمُ الكَـذِبُ المَـمْـقُوتُ وَالدَّرَنُ
فِـيهَا مَـنَـارَاتُ عِلْمِ الوَحْيِ هَادِيَةً *** وَفِـيكُمُ الجَهْـلُ بِالأَحْـقَـادِ مُقْـتَرِنُ
إبداع في الرد، ووصف للحال دون تجن، وإيضاح للمعركة الدائرة بين من يدافع عن هوية البلد وتاريخه ويعلي من شأن العلم والأدب والعقل، وبين من يضعف هذه الهوية حتى تستحكم في مفاصلها علمانية الغرب، ويسارع للتطبيل لكل ميوعة أو قذارة أو انحلال، بدعوى الفن أو النقد أو الكاريكاتور.
رسام الأحداث كان له نصيبه، من الرد شعرا، لكن من طرف زوار صفحة الأديب، حيث قال محب الدين وهو من أصدقاء الشاعر:
بوركت شيخُ وزاد الله حرصكمُ *** وشلت يدا الغر رسام أحداث
ثم استنكر عدم الإنصاف في تعامل الجريدة العلمانية مع التراث فقال:
وأي إنصاف ترجون من همج؟ *** هل يعرف الهمج الأخباث إنصافا؟
قد ملّئت أعمدة الأحداث هوى *** وملئت زورا ظلما وإجحافا
لا حق بثت ولا أخبار صادقة *** وكل ذي عقل أوراقهم عافا
بينما شارك الكاتب الأستاذ يونس الناصري/صديق آخر للشاعر مادحا له بنظمه:
لله دركمو يا خير من عرفت *** مراكش الخير من حب ومفضال
معلقا على عمل الشاعر بقوله: “ما شاء الله، إبداع لا تقليد فيه، وبارك الله فيكم سيدي عبد المجيد”.
هذه صورة لاستنكار المغاربة للحرب التي تشنها جريدة الأحداث على هويتهم ملأ العالم الافتراضي، شعرا ونثرا وقصة ومقالة ورسما…ربما يحتاج القائمون على هذه الجريدة إلى وقفة للتأمل حتى يدركوا أن المغاربة ممتعضون من الدور السيء الذي تلعبه جريدتهم، لصالح خصوم الهوية المغربية.