الجزيرة تسلط الضوء عن تراجع حدة انتقادات «مهرجان موازين»
هوية بريس – الجزيرة
الأربعاء 04 يونيو 2014
خلافا للأعوام السابقة تتواصل حاليا فعاليات مهرجان “موازين” الموسيقي في المغرب دون أن تصاحبها انتقادات حادة أو مظاهرات كبيرة. وأيا تكن مبررات الإسلاميين، فقد تراجعت مواقفهم الرافضة لتنظيم المهرجان، بينما “اختفت القوى المدنية وانسحبت بشكل مفاجئ”.
هل ما زالت هناك أطراف سياسية أو حقوقية تعارض تنظيم مهرجان “موازين” في المغرب؟ سؤال فرض نفسه بقوة بعد انطلاق النسخة الـ13 من المهرجان وتراجع حدة الانتقادات التي رافقت فعالياته في السابق.
وأصبح العديد من المتتبعين يتساءلون عن أسباب “اللهجة المخففة” التي أصبح يعتمدها أغلبية معارضي المهرجان، خصوصا حزب العدالة والتنمية، في وقت حافظ فيه المهرجان على نفس فعالياته الفنية.
ويُستدل على ذلك بأن المهرجان الذي ينظم حاليا لمدة تسعة أيام في العاصمة الرباط تحت شعار “اختلافاتنا تجمعنا”، يشارك فيه أزيد من 1500 مطرب وموسيقي ينتمون إلى المغرب ودول عربية وأجنبية.
ويتهم العديد من المتابعين حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة حاليا بتغيير مواقفه المعارضة للمهرجان، بعد أن كان من أشد المنتقدين له بدعوى أنه يمس بالقيم ويؤدي إلى تبذير المال العام ويتزامن مع فترة الامتحانات.
وكانت معارضة مهرجان “موازين” المتمثلة -أثناء ما يسمى الربيع العربي- في الحملة الوطنية للمطالبة بإلغائه، تعتبره “وجها من وجوه الفساد والاستبداد، ويساهم في هدر المال العام”.
كما أن حركة “20 فبراير” دعت أثناء انطلاق احتجاجاتها عام 2011 إلى إلغاء المهرجان بمبرر أنه “يكلف دافعي الضرائب كثيرا”.
شروط موضوعية
ولا ينكر النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي تراجع معارضة الحزب للمهرجان بسبب “شروط موضوعية” تتعلق بتمويل أنشطته من المال العام.
ولاحظ أفتاتي في حديث للجزيرة نت حدوث تراجع في “هامش الابتزاز المادي للمؤسسات العامة والخاصة لفائدة جمعيات معينة” باسم تنظيم مثل هذا النوع من الأنشطة والمهرجانات “بسبب الضغط الذي تمارسه وسائل الإعلام وقوى المجتمع المدني”.
وذكر أن سبب المعارضة السابقة لتلك المهرجانات هو قيام الدولة العميقة بفبركة جمعيات لضمان صرف ميزانيات كبيرة لها بدون رقيب، وهو ما جعل الأمر “مهزلة حقيقية”.
لكن أفتاتي اعترف بأن من بين الأسباب الأخرى لخفوت تلك المعارضة حاليا، انشغال الجهات التي كانت معنية بالاحتجاج ضد المهرجان بتسيير الشأن العام وبملفات أخرى، معتبرا أن “النقاش حول القيم التي يتضمنها المهرجان تظل مسألة قناعات شخصية”.
أما الإعلامي عبد الله التيجاني فقال إن تراجع نشطاء التيارات الإسلامية عن انتقاد المهرجان يعود إلى رغبة حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة في تفادي المشاكل مع “أطراف تناصبه العداء في السلطة وأجهزة الدولة”.
واعتبر أن هذا الموقف نوع من النضج والتطور في الأداء السياسي لهذا التيار.
وفي المقابل تساءل التيجاني عن أسباب تقاعس الأصوات غير الإسلامية التي كانت تعارض المهرجان، ملاحظا أنها اختفت وانسحبت بشكل مفاجئ من المعركة.
تجاوز الهفوات
أما الناشط الجمعوي محمد بلمو فأكد في تصريح للجزيرة نت أن تولي حزب العدالة والتنمية قيادة الحكومة جعله يغير موقفه المعارض للمهرجان.
وفي الوقت نفسه يلاحظ بلمو أن إدارة المهرجان سعت لاحتواء مختلف الانتقادات الموجهة إليها وتجاوزت الهفوات السابقة، على حد قوله.
وذكر أن من بين تلك الخطوات تخصيص حيز أكبر لمشاركة الفنانين المغاربة في الحفلات الفنية، وإعلان اعتمادها على مؤسسات خاصة، والترويج لأنشطتها من أجل تمويل منتجاتها عبر الإشهار وبيع بطاقات الحفلات.
وحسب تعبيره، فإن المهرجان تحول مع مرور الوقت إلى لقاء فني له جمهور عريض ويسير بطريقة احترافية.
يذكر أن المغرب يشهد خلال موسمي الربيع والصيف تنظيم العديد من المهرجانات الفنية الكبيرة التي أصبح لها صدى كبير على غرار مهرجان الموسيقى الروحية في مدينة فاس، ومهرجان “اكناوة” بمدينة الصويرة (جنوب)، إضافة إلى مهرجانات تقليدية كموسم الخطوبة في إملشيل (جنوب شرق).