الغش في امتحانات البكالوريا
عثمان السطابي
هوية بريس – السبت 07 يونيو 2014
تعتبر مرحلة البكالوريا مغامرة عاشها كل طالب ويحلم بها كل تلميذ، ويسعى كل من يعيشها إلى تجاوزها، فهي مرحلة تؤثر كثيرا في حياة التلميذ نفسانيا واجتماعيا، والتلميذ غير الحاصل على شهادة البكالوريا يوصف بالكسول أو المتكاسل، لأن هذه الشهادة تعتبر قنطرة إلى مستقبل زاهر بالنسبة لفكر التلميذ.
ولهذا يحاول كل معني النجاح بأي طريقة كانت حتى ولو اقتضى الحال إلى الغش، وهذا الأخير هو آفة المنظومة التعليمية وأفيون البحث العلمي وحاجز تقدم العلم، لأن التلميذ عندما يتكل على الغش لا يجتهد ولا يحاول الاجتهاد بل يتستر وراء ثقافة “من نقل انتقل، ومن اعتمد على نفسه ظل في قسمه”؛ والقاعدة الميكافيلية “الغاية تبرر الوسيلة”.
وتعددت وسائل الغش من التصغير “التحراز” والاتكال على الزملاء، إلى ما هو تكنولوجي الهاتف النقال ” ليكيت”… أو الغش بالقوة بتهديد الأستاذ أو التلميذ المجد.
ولهذا فطنت الدولة إلى محاولة الحدّ من هذه الظاهرة بالتحسيس الإعلامي الموسمي والتحسيس في خطبة الجمعة عند اقتراب الامتحان، راجية الحد أو التقليل من هذه الآفة الخطيرة.
لكن هذا لا يجدي نفعا لأسباب تربوية، فالطفل وهو صغير أصبح لا يُنَشَّأُ على التربية الإسلامية التي تحث على عدم الغش لحديث رسول الله صلى الله علية وسلم: “من غشنا فليس منا”.
والأساتذة والمعلمون يتغافلون عن تحذير التلاميذ بخطورة الغش أخلاقيا وشرعا، ويتغافلون عن اتخاذ الإجراءات اللازمة مع كل من غش لكي يأخذ التلاميذ الآخرين العبرة من زميلهم المدان؛ والخطير في الأمر أن هناك بعض الأساتذة وأولياء الأمور يشجعون على الغش.
ولكن السؤال الذي يطرحه نفسه هنا: ما الحل للحدّ من هذه الظاهرة؟
فالحل الناجع والأنسب هو: أن على المسئولين بالتربية أن يربوا أبناءهم على عدم الغش مع الحث على الاجتهاد. طمعا في جيل جديد خالي من الغشاشين لأن اللجوء إلى العنف للحد من الظاهرة لن يولد إلا العنف، لأن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر، وكيف لطفل رُبّيَ عل ثقافة الغش أن يقلع عنه بالمجالس التأديبية أو ما شابه؟!!