العنصرية الأمريكية والغربية تبتكر أسلحة تطرد المسلمين من الجنة
هوية بريس – مركز التأصيل للدراسات والبحوث
الأربعاء 10 يوليوز 2013م
حينما يملأ الحقد النفوس وتسكنها الكراهية وتصبح عقيدة ودينا؛ لن تجد في الأقوال والأفعال إلا المزيد من إيقاد النيران وتسعير وتسميم الأفكار، وحينها يصبح العلم سلاحا داعما للشر ومسخرا للأهواء والمطامع وباعثا على المزيد من التعصب للذات والكراهية للغير.
وفي هذه الأيام يعاني المسلمون أكثر من أي وقت مضى في بلادهم الإسلامية وفي غيرها من البلاد الغربية لموجات متصاعدة من الكراهية والتحقير والازدراء والاستهداف، فالأفكار الشيطانية التخريبية تلصق بالمسلمين والأفعال الإجرامية المقيدة للحرية تحدق بهم، وأحداث القتل والتخريب تنفذ فيهم ثم يدعمها إعلام شرس وفاجر ليحاول إلصاق التهم بهم والادعاء بأنهم هم المتسببون فيها وهم الضحايا الذين اكتووا بنيرانها.
ففي ابتكار جديد عنصري بغيض قامت شركة أمريكية بإنتاج طلقات رصاص من نوع خاص تحتوي ذخيرتها على مكونات من لحم الخنزير وذلك عبر طلاء مشبع تدهن به هذه الرصاصات لتحرم هؤلاء المسلمين -كما تدعي هذه الشركةـ من دخول الجنة لاختلاط أجسامهم عند موتهم بمكونات من الخنزير.
فقد نشرت صحيفة “هوفينغتون بوست” الأمريكية مقالا للكاتبة “ترايسي سيمونز″، كشفت فيه أن: شركة “ساوث فورك” الصناعية ذكرت على موقعها الإلكتروني تحت صورة لمنتجها من الذخيرة الجديدة: “ستضمن لك هذه الطلقات دخول المسلم المصاب بها إلى جهنم، وستحرمه من دخول الجنة”.
وأضافت الشركة: “هذه الطلقات مفيدة فقط ضد المسلمين، أما غير المسلمين، فإنها تعمل كأي ذخيرة عادية، ولا تدخل المصاب بها إلى النار”.
وقد أطلقت الشركة على الذخيرة اسم “جيهواغ”، وذكرت أنها: “درع واق ضد الذين يستخدمون العنف باسم الإسلام”.
وفي تعبير عن العنصرية التي تتنامى في الغرب ضد المسلمين حصل المنتج الجديد على العديد من المهتمين والمشجعين المتابعين لصفحة الشركة على موقع “الفيسبوك” الذين ذكروا عدة تعليقات عنصرية ضد الإسلام، فأكد أحدهم من كاليفورنيا “عزمه على شراء 500 طلقة من هذا المنتج الجديد”، وتمنى آخرون “أن تصل هذه الطلقات لعناصر الجيش الأمريكي في الخارج”.
هذا ولم تتوقف الممارسات العنصرية ضد المسلمين في العقدين الأخيرين وذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي كل مرة تزداد شدتها وضراوتها، وتخرج التقارير الحقوقية العربية والغربية لتبين تلك النتائج واضحة وجلية.
فمنذ وقت ليس بالكبير خرج مركز عربي اسمه “مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز” بمصر بتقرير في أربع وستين صفحة يحمل عنوان: “حقوق ضائعة وكرامة مهدرة”، وجعله لرصد حالة المسلمين في الغرب والانتهاكات التي يتعرضون لها، وجاء فيه أن المسلمين في الغرب يتعرضون لانتهاكات شديدة تدعمها وسائل الإعلام لنشر التمييز والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين، وآراء الخبراء في تلك الظاهرة وكيفية مواجهتها، والتحديات التي تواجه المسلمين، والمواثيق الدولية التي تؤكد على ضرورة احترام وصيانة حقوق الأقليات المسلمة وغيرها في المجتمعات الغربية؛ لدرجة صدور تقارير أخرى تؤكد أن ثلث المسلمين يعانون من عنصرية الغرب، وأن هذه العنصرية وصلت لدرجات غير مسبوقة، وذلك بحسب العديد من التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية.
هذا وعلى الرغم من عدم حاجتنا لهذا البيان إلا إننا يجب أن نؤكد على سخافة وهراء ما يقولونه ويدعونه، فلن يحرم المسلم من الجنة إذا ما كان من أهلها لمجرد وجود لحم أو دم خنزير في جسده، فمن المؤكد أنه -في الإسلام- لا علاقة بين الكيفية التي يموت عليها المسلم وبين جزائه عند الله سبحانه، فحساب المرء على قدر أعماله بعد أن يعلن كلمة التوحيد، وبالتالي فلا أثر مطلقا لهذه السفاهات التي يقولونها ولكنها بالتأكيد لا تعبر إلا عن مكنونات نفوسهم نحو الإسلام والمسلمين.