دولة الشيعة تتآمر (ح2)
عبد الله أفتات
هوية بريس – الإثنين 23 يونيو 2014
خلفت الحلقة الأولى ضمن هذه السلسلة ردود فعل متباينة ما بين مؤيد لمضمونها، ومعارض جزئيا أو كليا، لدرجة أن جزء من الفئة الأخيرة خرجت عن حدود اللباقة والاحترام، ومع كل ذلك فأنا أتفهم وأتحمل ما صدر لاعتبارات عديدة، حيث أصبح من الصعب أن تنتقد إيران التي صنفت زورا وبهتانا ضمن دائرة المقاومة والممانعة التي حاول الإعلام الإيراني الممتد والذي يصل إلى أزيد من 100 قناة فضائية ما بين رسمي وتابع أن يرسخها عنوة في أذهان الرأي العام في العالم الإسلامي، مستعملا كل الخدع والتقنيات والمخرجات الإعلامية للإيصال المشروع الشيعي المتآمر، بمساعدة واضحة للإعلام الأمريكي حيث كلاهما يصفان الثورة العراقية الحالية بـ”الإرهاب”، وهو ما يفسر تلك الردود.
وبالموازاة مع هذا المشروع الإعلامي الإيراني الذي تصرف من أجله الملايير، تمارس إيران على امتداد العالم السني “التشيع” على شاكلة “التبشير المسيحي” رغم الاتفاق الذي سبق وأن حدث في إطار الحوار المذهبي بين السنة والشيعة القاضي بإيقاف “التشيع والتسنن” كمقدمة لهذا الحوار، وتعتمد إيران في مشروعها هذا على مجموعة من المدخلات في تقديري، وحسب معرفتي ببعض كوادر التشيع بالمغرب وبطنجة على الخصوص، وإن كانت المعطيات التي سننشرها ستفاجئ البعض.
نشر التشيع في العالم الإسلامي ومنه المغرب الأقصى له أهداف استراتيجية لا تخفى على أحد تتمثل أساسا في توسيع نفوذ المشروع الإيراني الطائفي لتقوية أذرعها خدمة لأهداف التوسع، فمشروع التشيع في المغرب على أشده معتمدا على كوادر مغربية درست في إيران مسنودة بأموال ضخمة لتسهيل عملها الذي يشمل ما هو إعلامي وأكاديمي وتنظيمي حيث الاستقطاب جاري وعلى أعلى مستوى، فقد تفاجأت من مقربين سواء في الحي أو العائلة يسبون الصحابة ويصفونهم بأقبح النعوت خاصة السيدة عائشة وأبو بكر وعمر وعثمان.. أما ما يجري بالجامعة فتلك مصيبة أخرى، فقد استشارني طالب من طنجة يدرس بكلية الآداب بتطوان أنه يفكر في الإقدام على زواج المتعة بعد أن عرض عليه الأمر بداية الموسم الجامعي الحالي، فلما ناقشت معه وجدت قد غسلوا دماغه ويهيئونه للمرحلة الموالية .
هذا التمدد الشيعي في مجتمع سني ستتكون له عواقب وخيمة، خاصة في ظل الصمت الرهيب من طرف نخب وطليعة المذهب السني ومنها المغربية، ونحمل المسؤولية كاملة للعلماء ولقادة الحركات الإسلامية التي تأخرت كثيرا في إبراز موقفها بشكل واضح مما يجري على الأرض، ومن مبررات الصمت التي كانت تصدر عن النخب ولا زالت، أن انتقادنا لإيران يجب أن يكون بين النخب وليس لعامة الناس، وأن الدولة الشيعية تعتبر من محور الممانعة، وهو أمر مرفوض لاعتبارات ممكن أن تكون عبر الأسئلة التالية.
فهل من الممانعة دعم نظام بشار الديكتاتوري الذي يقتل شعبه بالمال والسلاح والرجال (عناصر الحرس الثوري، وحزب الله)؟ فهل من الممانعة دعم تنظيم شيعي لمواجه الصهاينة ومنع السنة من مواجهة المحتل بلبنان عبر ما يسمى حزب الله؟ وهل من الممانعة أن توفر إيران الغطاء السياسي والإعلامي لحزب بشار الذي يحكم منذ عقود، مع العلم أن المعارضة السلمية مطاردة بعض قادتها ومعتقلة أخرى؟ وهل من الممانعة أن تدعم إيران شيعة العراق الذين حرمت مرجعياتهم مواجهة المحتل الأمريكي، مقابل تحمل سنة العراق مسؤولياتهم التاريخية والتي تحسب لهم في إخراج أمريكا؟ وهل من الممانعة أن تساند إيران أمريكا في احتلالها لأفغانستان والعراق؟ وهل من الممانعة أن يصرح المرجع العراقي الصدر أن إيران أرسلت أزيد من عشرة آلاف مقاتل لمواجهة السنة في بلاد الرافدين؟ وهل من الممانعة أن يقتل الحرس الثوري المتواجد بالعراق على الهوية حيث يتم تصفية كل من يشم فيه رائحة المذهب السني خاصة في بغداد؟ وهل من الممانعة يا سادة أن تطلب إيران من الولايات المتحدة الأمريكية التدخل عسكريا في العراق لحماية مصالحها؟ طبعا الأجوبة واضحة .
وإلى الحلقة الموالية إن شاء الله.