رمضانيات.. أحكام تخص الصيام والقيام وشهر رمضان

27 يونيو 2014 17:04
رمضانيات.. أحكام تخص الصيام والقيام وشهر رمضان

رمضانيات.. أحكام تخص الصيام والقيام وشهر رمضان

هوية بريس

الجمعة 27 يونيو 2014

حال السلف مع القرآن في رمضان

شهر رمضان له خصوصية بالقرآن، كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185].

ولهذا حرص السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان؛ فعن إبراهيم النخعي قال: «كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ»(1).

وعن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير أنه «كان يختم القرآن في كل ليلتين»(2).

وقيل: «كان الخليفة الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة»(3).

وقال مسبِّح بن سعيد: «كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة»(4).

كثرة قراءة القرآن

شهر رمضان فرصة لا تعوض، شهر رمضان هو شهر القرآن، فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي عليه الصلاة والسلام القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرأون القرآن في الصلاة وفي غيرها.

كذلك كان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرأها في غير الصلاة، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الزهريُّ إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، ويُقبِل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن(5).

قال ابن رجب الحنبلي: «إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاثٍ على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضَّلة كشهر رمضان، والأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحبُّ الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم، كما سبق»(6).

شهر القرآن

رمضان شهر الذكر والعبادة وقراءة القرآن، كان الإمام أحمد يُغلِق الكتب ويقول: هذا شهر القرآن، وكان الإمام مالك بن أنس لا يفتي ولا يدرِّس في رمضان، ويقول: هذا شهر القرآن.

وقد احتضر أحد السلف، فجلس أبناؤه يبكون، فقال لهم: لا تبكوا؛ فوالله لقد كنتُ أختم في رمضان في هذا المسجد عند كل سارية 10 مرات.

وكان في المسجد 4 ساريات، أي: كان يختم القرآن 40 مرة في رمضان.

وكان بعض السلف الصالح يُحيي ليله بقراءة القرآن، فمرَّ عليه أحد تلاميذه، فسمعه يردد: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم:96]، فأخذ يكرِّر الآية حتى طلع الفجر، فذهب إليه تلميذه بعد صلاة الفجر، وسأله عما رآه، فقال له: استرْ عليَّ ما رأيت.

فقال: أستره عليك ما دمتَ حيا، ولكن أخبرني بخبرك.

فقال: عندما كنت أردِّدها، نازلَ قلبي الودُّ الذي بين العبد وربِّه، فأخذت أتلذَّذُ بذلك الوداد، وكلما كرَّرت الآية ازداد ذلك الودُّ في قلبي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الذهبي، سير أعلام النبلاء 4/51.

(2) المصدر السابق 4/325.

(3) السابق نفسه 4/347.

(4) السابق 12/439.

(5) انظر: لطائف المعارف، لابن رجب الحنبلي، ص.318.

(6) المصدر السابق ص.319.

 فضل قيام ليالي رمضان

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه“. فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك (أي على ترك الجماعة في التراويح) ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وصدرٍ من خلافة عمر رضي الله عنه.

وعن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيت الزكاة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء“.

مشروعية الجماعة في القيام:

تشرع الجماعة في قيام رمضان، بل هي أفضل من الانفراد، لإقامة النبي صلى الله عليه وسلم لها بنفسه، وبيانه لفضلها بقوله، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: “صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله! لو نفّلتنا قيام هذه الليلة، فقال: “إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة” فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر) حديث صحيح، أخرجه أصحاب السنن.

السبب في عدم استمرار النبي صلى الله عليه وسلم بالجماعة فيه:

وإنما لم يقم بهم عليه الصلاة والسلام بقية الشهر خشية أن تُفرض عليهم صلاة الليل في رمضان، فيعجزوا عنها كما جاء في حديث عائشة في الصحيحين وغيرهما، وقد زالت هذه الخشية بوفاته صلى الله عليه وسلم بعد أن أكمل الله الشريعة، وبذلك زال المعلول، وهو ترك الجماعة في قيام رمضان، وبقي الحكم السابق وهو مشروعية الجماعة، ولذلك أحياها عمر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري وغيره.

القراءة في القيام:

 وأما القراءة في صلاة الليل في قيام رمضان أو غيره، فلم يحُد فيها النبي صلى الله عليه وسلم حداً لا يتعداه بزيادة أو نقص، بل كانت قراءته فيها تختلف قصراً وطولاً، فكان تارة يقرأ في كل ركعة قدر (يا أيها المزمل) وهي عشرون آية، وتارة قدر خمسين آية، وكان يقول: “من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين“، وفي حديث آخر: “..بمائتي آية فإنه يُكتب من القانتين المخلصين“.

وقرأ صلى الله عليه وسلم في ليلة وهو مريض السبع الطوال، وهي سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة.

وفي قصة صلاة حذيفة بن اليمان وراء النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعة واحدة البقرة ثم النساء ثم آل عمران، وكان يقرأها مترسلا متمهلاً.

فإن صلى القائم لنفسه فليطوّل ما شاء، وكذلك إذا كان معه من يوافقه، وكلما أطال فهو أفضل، إلا أنه لا يبالغ في الإطالة حتى يحيي الليل كله إلا نادراً، اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم القائل: “وخير الهدي هدي محمد“، وأما إذا صلى إماماً، فعليه أن يطيل بما لا يشق على من وراءه لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة، فإن فيهم الصغير والكبير وفيهم الضعيف، والمريض، وذا الحاجة، وإذا قام وحده فليُطل صلاته ما شاء) من كتاب قيام رمضان للشيخ الألباني رحمه الله بتصرف.

 رمضانيات.. أحكام تخص الصيام والقيام وشهر رمضان

إلى كل من أراد مضاعفة الأجر والثواب في رمضان نيات يستحب استحضارها في هذا الشهر الكريم

ليس قصدنا في هذا المقال الحديث عن المبحث الفقهي من استحضار النية في رمضان، وهل يكفي المسلم استحضار النية للشهر كله أو يلزم استحضار النية لكل يوم على حدة؟ وإنما نقصد بالذات المبحث السلوكي من استحضار نيات متعدد لعبادة واحدة، بغية تكثير الأجر والثواب، مصداقا لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة” صحيح مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” متفق عليه.

نيات الصيام

1- يقول صلى الله عليه وسلم: “يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلي” رواه مسلم.

2- قال صلى الله عليه وسلم: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام: رب منعته الطعام والشراب في النهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيُشفعان” رواه أحمد.

3- قال صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا” متفق عليه.

4- قال صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة…” متفق عليه.

5- قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه” رواه مسلم.

6- قال صلى الله عليه وسلم: “ولخَلُوفُ فيه أطيب عند الله من ربح المسك” رواه مسلم.

7- قال صلى الله عليه وسلم في صيام النافلة: “وما يزال عبدي يتقرب بالنوافل حتى أحبه” رواه البخاري.

8- التضييق على الشيطان في التمكن من الإنسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم“. رواه البخاري والصيام يضيق مجرى الدم في الإنسان فتضيق بالتالي على الشيطان في شهر رمضان.

9- قال صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.

10- حصول التقوى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة.

11- قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه” رواه البخاري.

12- قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} الزمر.

والصوم فيه أنواع الصبر الثلاثة: صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله، ما يصيب المؤمن من العطش والكسل والملل ما يتألم ويتأذى به ولكنه صابر لأن ذلك في مرضاة الله تعالى.

13- قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت، فمن أحسن فيما أمر الله أعانه الله ويسَّر له أسباب الهداية والطرق الموصلة لله عز وجل: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} التوبة.

كل هذه نيات يلزم المسلم استحضارها حال صيامه، رجاء تحصيل أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر المبارك الذي يضاعف فيه الأجر والثواب، ويعظم فيه الوزر والعقاب.

 رمضان شهر التوبة والمغفرة فاحذروا قطاع الطرق!

يهل شهر رمضان المبارك على أمة الإسلام في كل مكان، وتهلُّ معه نفحات الأجر والمثوبة لمن يلتمس فرص الخير، استجابة لداعي الله، حيث يقبل باغي الخير، ويقصر باغي الشر. هذا الشهر العظيم الذي كان يبشِّر بمجيئه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه: “إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة” رواه الترمذي.

وفيما يتأهب الكون لولوج هذا العالم الروحاني الرحب في مدارات الرحمة والبركة والمغفرة والأمن والأمان، يتأهب ما تبقى من شياطين الإنس في التحضيرات السنوية الهائلة من عام إلى عام لصرف القلوب إلى القنوات والفضائيات والجرائد والمجلات الماجنة.

وما يكاد يقترب شعبان حتى تنفرد وسائل الإعلام في مهمات التبشير بالأعمال الإعلامية الجديدة، تلك التي توصف بأنها أعمال رمضانية، وهو وصف لا علاقة له بعبادة رمضان وطاعة الله فيه.

وتتوسع هذه الوسائل في إفراد مساحات واسعة من برامجها لعرض تفاصيل مهازل اللهو والعبث تحت مسميات عدة: “سكيتشات هزلية”، “كاميرة خفية”، “فوازير رمضانية”، “سهرات فنية” “مسلسلات”، “مسابقات”،  أما الفنادق والمقاهي فبمجرد حلول الشهر الكريم تتحول لياليها إلى مرتع للخنى والفجور..

فما الذي يريده أصحاب هذه البرامج والاجتماعات الموبوءة بالعهر والتثني، والرقص والتغني؟

وما الفائدة من عرض قصص الحب والغزل في شهر رمضان الكريم؟

ولم تعرض البرامج التراثيَّة خلال الشهر بالصورة التي تشوِّه المجاهدين الأقدمين والعلماء الأسبقين والعباد والناسكين؟

إن المرء لا يفهم من ذلك إلاَّ ما أخبرنا عنه ربّ العزة والجلال حين قال: “وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً“.

قال صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه“، وقال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.

قال ذلك عليه الصلاة والسلام ليبين مجال السباق الرمضاني في مسارات الصيام والقيام، وقيام ليلة القدر، والثمن مغفرة تجعله في حل مما أذنب فيما سبق من حياته!! فأي سباق هذا؟ وأي جوائز رمضانية عامة لا يحرم منها أحد ممن وفق للعمل وأخلص؟

سباق جائزته لا هموم معها ولا غموم، ولا ضيق بعدها ولا شقاء، فكم من حسير فقد برحيل الشهر نعمة إصلاح العلاقة مع الله في أعظم مواسم التوبة والعفو والمغفرة، أولئك الذين ذهبت أوقاتهم نهبًا بين لصوص رمضان المحترفين المجندين للتضليل والتضييع، المتخصصين في أعمال السطو الموسمية، المبدعين في تمرير أيام الشهر على جناح الغفلة، المتمكنين من استلاب الناس وسرقة روحانية الشهر الكريم، وفرص الأجر بين الذكر وقراءة القرآن والاعتكاف، وسائر العبادات فروضها ونوافلها، المجتهدين في فتح أبواب الوزر ليلج الضعفاء السائرون المستدرجون لولوجها بالشهوات.

إنه من المعلوم أن مواسم الخير يضاعف فيها الأجر وكذا الوزر، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي وقع على امرأته نهار رمضان بأعظم الكفارات، وهي كفارة القتل خطأ والظهار: عتق رقبة، فإن لم يجد، فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، وغلظ الكفارة من غلظ الذنب، وقد استوجبها لما واقع حليلته (زوجته) في نهار رمضان، في الوقت المحرم، فالذنب في رمضان ليس كغيره، وإذا كان هذا التشديد والوعيد والعقوبة في حق من انتهك الشهر مع حليلته، فكيف بمن ينتهكه مع خليلته أو حليلة جاره أو بغي؟

 رمضان بين السلف والخلف

بقلم: لطيفة أسير

ها هو شهر الرحمة والمغفرة يسابق الأيام ليعانق النفوس المشتاقة، ويصافح القلوب التواقة  التي تهفو لهذا اللقاء وكلها أمل في الفوز برضى الله تعالى وتأسيس حياة جديدة تقطع الصلة بما كان في تلك السنة من تقصير وبعد عن الله تعالى.

شهر عظيم أصبغ عليه ربنا صبغة خاصة جعلته تاج الشهور بما حباه الله من سطوة إيمانية عزَّتْ في باقي الأيام، شهر يستبشر به المقتصد والسابق بالخيرات والظالم لنفسه، كيف لا وهو منحة ربانية خاصة لا يظفر بها المرء إلا مرة في السنة.

 لكن المثير للانتباه هو طبيعة استعداداتنا أفرادا أو جماعات لاستقبال هذا الضيف الغالي والتي تتباين بشكل سافر مع مثيلاتها عند سلفنا الصالح.

فسلفنا الصالح كان يحسن التدبير، ويشمر عن ساعد الجد لكل الفرص الثمينة التي بيَّنها لنا الشارع الكريم، كانوا يقدرون الزمن ويُولُونَ اعتبارا لكل الأوقات، فيُجيدون اغتنامها لأنها إن مضت لن تعود.

قال الحسن البصري رحمه الله: “أدركت أقواما ما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم”.

فقد رُوي أنهم كانوا يستبقون رمضان بالدعاء بستة أشهر حتى يدركوه، فإن هم بلغوه دعوا الله في الستة المتبقية أن يتقبل منهم. فجعلوا شهر رمضان محور حياتهم، وعليه مدار أمورهم.

وقوم هذا حالهم الوجداني مع رمضان، لن تتوقع منهم إلا أن يستعدوا له بالكثير من الطاعات، فكانوا قبله يتقلبون بين صائم بالنهار، وقائم بالليل والناس نيام، وقارئ يتلو ما تيسر من كتاب رب الأنام، ومتصدق يرجو رحمة ممن لا أحد عنده يُضَام.

عن أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَال: قُلتُ: يَا رَسُول اللهِ، لمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَال: “ذَلكَ شَهْرٌ يَغْفُل النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ” خرَّجه الإمام النسائي في سننه.

ويقول “ابن رجب” في كتاب لطائف المعارف: وقد قيل في صوم شعبان: إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.

ويقول أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبُّوا على المصاحف فقرأوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان.

أما نحن فنعيش الأشهرَ الستة قبل رمضانٍ الغفلةَ بكل ألوانها، كل في فلك يسبحون، وما إن يهل الشهر حتى نتذكر الصيام والقيام والقرآن والصدقة، بل لا يكاد بعضنا يفارق معاصيه إلا بعد أن يأذن شعبان بالانصرام؛ هذا إن فارقها فعلا!!!

من ذا الذي ما كفاه الذنبُ في رجب *** حتى عصى ربَّه في شهرِ شعبان

لـقـد أَظَـلَّـكَ شهْر الصـومِ بعــدَهُـما *** فلا تصيِّـره أيضًا شهر عـصـيانِ

والعجيب الغريب استعداد إعلامنا العربي لشهر رمضان، فهو حقيقة ودون أن نغمطه حقه يستبق رمضان بالاستعداد بمجرد خروجه، فيهيئ ما استطاع من مسلسلات وأفلام وفوازير وكل الملهيات التي يتفنن في عرضها وزخرفتها حتى تكون أكثر إغراء، لا يكلُّ ولا يملُّ من ابتكار ما يلهي الصائم وينسيه أمور دينه، والمثير للتقزز اختياره سِيَرا ذاتية لراقصات ومغنيات لعرضها في هذا الشهر الكريم، واستهتاره بمشاعر المسلمين والسعي للعبث بها من خلال التفنن في مشاهد العري والإثارة دون وازع ولا رادع.

لكأني باللعين إبليس يضحك ملء فيه وهو يرى أتباعه على سُبُلِه حريصين ولِلِوَائه رافعين وإنْ سَبَّحوا وصلوا، فِتنٌ دَهْمَاء تفتك بنا، وقلوب عرجاء تُسَيِّر قوافل إعلامنا، وإصرار مقيت على الضلال والتضليل من زعمائنا، ولا حياة لمن تنادي.

لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي

إلى متى سيظل شهر رمضان مظللا بفتن الفوزاير والدرامات العربية والتركية؟

إلى متى سنظل نتجرع مرارته في صمت ونبتلع سخريته منا وعبثه بأذواقنا؟

أسأل الله تعالى أن يلهم هذه الأمة سبيل الرشاد، ويجعل إعلامها منارا للهدى والبناء لا معولا للهدم.

 رمضانيات.. أحكام تخص الصيام والقيام وشهر رمضان

أحاديث مشتهرة لا تصح في باب الصيام

جمعها: إبراهيم الصغير

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك من كل سنة، يبدأ الخطباء والوعاظ في الحديث عن شعيرة الصوم وفضائلها وأحكامها، وتكثر الدروس والمجالس، التي تكثر معها بعض الأحاديث المشتهرة التي لا تصح.

ومن هنا يحسن بنا جمع بعض هذه الأحاديث المنتشرة والتي لا تصح، وبيان حالها والتحذير منها ومن ترويجها.

تنبيهات مهمة:

1- كون هذه الأحاديث مشتهرة بين الناس لا يعني أن ذلك دليل صحة، إذ لا تلازم بين شهرتها وصحتها، فما يشتهر بين الناس منه الصحيح ومنه الحسن ومنه ما هو دونهما.

2وكذلك كونها صحيحة المعنى، أو صحت موقوفة عن بعض الصحابة، فلا تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأن صحة المعنى أو صحة وقفها على بعض الصحابة شيء، وصحة نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم شيء آخر.

3هذه الأحاديث لا تصح بهذه المتون المذكورة والأسانيد المبينة، لأنها قد تصح من طرق أخرى من غير زيادات تؤثر في صحتها مثلا.

4 أن في الصحيح غُنية عن هذا كله.

من الأحاديث التي لا تصح:

1 حديث: «لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان، إن الجنة لتزيّن لرمضان من رأس الحول إلى الحول»(1).

قال المنذري في «الترغيب»: «لوائح الوضع ظاهرة على هذا الحديث».

وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر أن ابن خزيمة أخرج هذا الحديث في صحيحه قال: «وكأنه تساهل فيه، لكونه من الرغائب».

وذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» (2/188)، والكناني في «تنزيه الشريعة» (2/153)، والشوكاني في «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» (1/254).

فهذا حديث منكر وباطل، آفته جرير بن أيوب، نقل فيه ابن حجر عن أبي نعيم: «كان يضع الحديث» وعن البخاري: «منكر الحديث» وعن النسائي: «متروك».

2- الحديث المروي عن سلمان الفارسي، قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرَ يومٍ من شعبان، فقال: يا أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليله تطوعا، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر»(2).

مدار إسناد هذا الحديث على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، قال ابن سعد: «فيه ضعف ولا يحتج به»، وقال عنه الإمام أحمد: «ليس بالقوي»، وقال ابن معين: «ضعيف»، وقال ابن أبي خيثمة: «ضعيف في كل شيء»، وقال ابن خزيمة: «لا أحتج به لسوء حفظه»(3).

فهذا الحديث مشتهر على الألسنة ويتداوله بعض الخطباء والوعاظ بكثرة قبيل حلول شهر رمضان، وهو حديث ضعيف لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فلا ينبغي ذكره والوعظ به وفي الصحيح ما يغني عنه.

3- حديث «صوموا تصحوا».

لا يتحدث الناس عن الفوائد الصحية للصوم إلا ويذكرون هذا الحديث، الصحيح المعنى، والذي قد يكون صح موقوفا عن بعض الصحابة إلا أن صحة المعنى أو ثبوته عن الصحابة شيء، وصحة نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم شيء آخر.

فهذا حديث ضعيف ضعفه أهل الاختصاص، وحكم عليه بعضهم بالوضع، وهو أيضا مما لا ينبغي ذكره والاستدلال به ونسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الصنعاني: «موضوع»، وقال في المختصر: «ضعيف».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) رواه أبو يعلى في مسنده (9/180) وقال: «في سنده جرير بن أيوب ضعيف»، وأخرجه ابن خزيمة (1886) وقال: «إن صح الخبر».

(2) رواه ابن خزيمة (1887)، والمحاملي في «أماليه» (رقم: 293).

(3) انظر -غير مأمور- «تهذيب التهذيب» (7/323).

 تدبر القرآن في رمضان

يتخلى المسلم في رمضان عن كثير من العوائق والعلائق التي تبعده عن التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل، وربما كانت منها معاصي ومخالفات تحجب نور القرآن عن قلبه.

فإذا حل الشهر المبارك ارتفعت تلك الحجب، ففتحت أبواب التدبر، وتيسر سبيل التأمل في كنوز القرآن، والعاقل من يستغل هذه الفرصة ليديم التدبر في كتاب الله تعالى.

“والتدبر: التفكر والتأمل الذي يبلغ به صاحبه معرفة المراد من المعاني، وإنما يكون ذلك في كلام قليل اللفظ كثير المعاني التي أُودعت فيه، بحيث كلما ازداد المتدبر تدبرا انكشف له معان لم تكن بادية له بادئ النظر”(1).

وقد بين الله سبحانه أن علة إنزال القرآن هي تدبره لفهم معانيه والاقتناع برسالته وتجسيد أحكامه في الواقع العملي:

{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة ص:29].

فهذا “هو المقصود بإنزاله لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر”.

وقد أنكر الله سبحانه على الذين لا يتدبرون القرآن:

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]

“فمن رضي بالاقتصار على حفظ حروفه، كان كمن له لقحةٌ درورٌ(2) لا يحلبها، ومهرة نتوج(3) لا يستولدها، وكان جديراً بأن يُضَيّع حدوده فيخسر خسراناً مبيناً”(4).

قال الحسن البصري رحمه الله: “نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا”.

وقد بين الإمام ابن القيم رحمه الله فوائد التدبر فأفاد وأجاد:

“فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته؛ من تدبر القرآن وإطالة التأمل وجمعٍ منه الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل أهلهما وتتُلُّ(5) في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة وتثبت قواعد الإيمان في قلبه وتشيد بنيانه وتوطد أركانه وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه وتحضره بين الأمم وتريه أيام الله فيهم وتبصره مواقع العبر وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه وقواطع الطريق وآفاتها وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه.

وبالجملة؛ تعرفه الرب المدعو إليه وطريق الوصول إليه وما له من الكرامة إذا قدم عليه وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى: ما يدعو إليه الشيطان والطريق الموصلة إليه وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه.

فهذه ستة أمور ضرورية للعبد معرفتها ومشاهدتها ومطالعتها فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها وتميز له بين الحق والباطل في كل ما اختلف فيه العالم فتريه الحق حقا والباطل باطلا وتعطيه فرقانا ونورا يفرق به بين الهدى والضلال؛ والغي والرشاد؛ وتعطيه قوة في قلبه وحياة وسعة وانشراحا وبهجة وسرورا فيصير في شأن والناس في شأن آخر؛ فإن معاني القرآن دائرة على التوحيد وبراهينه والعلم بالله وماله من أوصاف الكمال وما ينزه عنه من سمات النقص؛ وعلى الإيمان بالرسل وذكر براهين صدقهم وأدلة صحة نبوتهم والتعريف بحقوقهم وحقوق مرسلهم وعلى الإيمان بملائكته وهم رسله في خلقه وأمره وتدبيرهم الأمور بإذنه ومشيئته وما جعلوا عليه من أمر العالم العلوي والسفلي وما يختص بالنوع الإنساني منهم من حين يستقر في رحم أمه إلى يوم يوافي ربه ويقدم عليه؛ وعلى الإيمان باليوم الآخر وما أعد الله فيه لأوليائه من دار النعيم المطلق التي لا يشعرون فيها بألم ولا نكد ولا تنغيص وما أعد لأعدائه من دار العقاب الوبيل التي لا يخالطها سرور ولا رخاء ولا راحة ولا فرح وتفاصيل ذلك أتم تفصيل وأبينه وعلى تفاصيل الأمر والنهي والشرع والقدر والحلال والحرام والمواعظ والعبر والقصص والأمثال والأسباب والحكم والمبادئ والغايات في خلقه وأمره؛ فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل؛ وتحثه على التضمر والتخفف للقاء اليوم الثقيل؛ وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل؛ وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل؛ وتبعثه على الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل؛ وتبصره بحدود الحلال والحرام؛ وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل وتسهل عليه الأمور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل؛ وتناديه كلما فترت عزماته وونى في سيره: تقدم الركب وفاتك الدليل فاللحاق اللحاق والرحيل الرحيل وتحدو به وتسير أمامه سير الدليل؛ وكلما خرج عليه كمين من كمائن العدو أو قاطع من قطاع الطريق نادته: الحذر الحذر! فاعتصم بالله واستعن به وقل: حسبي الله ونعم الوكيل.

وفي تأمل القرآن وتدبره وتفهمه أضعاف أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد، وبالجملة: فهو أعظم الكنوز طلسمه الغوص بالفكر إلى قرار معانيه:

نزه فؤادك عن سوى روضاته … فرياضه حل لكل منزه

والفهم طلسم لكنز علومه فاقصد … إلى الطلسم تحظ بكنزه

لا تخش من بدع لهم وحوادث … ما دمت في كنف الكتاب وحرزه

من كان حارسه الكتاب ودرعه … لم يخش من طعن العدو ووخزه

لا تخش من شبهاتهم واحمل … إذا ما قابلتك بنصره وبعزه

والله ما هاب امرؤ شبهاتهم … إلا لضعف القلب منه وعجزه

يا ويح تيس ظالع يبغي مسا … بقة الهزبر بعدوه وبجمزه

ودخان زبل يرتقى للشمس يسـ … تر عينها لما سرى في أزه

وجبان قلب أعزل قد رام يأسـ … ر فارسا شاكى السلاح بهزه”(6).

 رمضانيات.. أحكام تخص الصيام والقيام وشهر رمضان

تدبر عجيب:

لما سمعت الجن القرآن تدبروه ففقهوا معانيه وأدركوا مقاصده ومراميه؛ {فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)} [الأحقاف/29-33].

وفي الحديث الصحيح: “لقد قرأتُ  سورة (الرحمن) على الجن ليلة الجن؛ فكانوا أحسن مردودا منكم؛ كنت كلما أتيت على قوله: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد“…

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- التحرير والتنوير (1/3625).

2- أي: شاة حلوب.

3- أي: ناقة ولود.

4- نظم الدرر للبقاعي (7/191).

5- معنى (تتُلُّ في يده) تلقى في يده توضع في يده.

6- مدارج السالكين (1/451-453).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M