قصة الرضيعة لمى (خمسة أشهر).. من أصغر ضحايا العدوان الصهيوني على غزة
هوية بريس – الأناضول
الخميس 17 يوليوز 2014
تركت الأم إيمان السطري (27 عامًا)، طفلتها الرضيعة لمى (5 أشهر)، على سرير نومها، وغادرت لتجلس مع بقية أفراد عائلتها في غرفة جلوس منزلها بمخيم رفح للاجئين الفلسطينيين، جنوبي قطاع غزة.
لحظات فصلت خروج الأم من الغرفة قبل حدوث دوي انفجارٍ كبيرٍ بجوار المنزل، ناتج عن غارةٍ نفذتها طائرات حربية إسرائيلية من نوع “F16” في الجوار.
هرعت الأم مسرعة، لتفقد رضيعتها النائمة في الغرفة، فوجدتها ملقاة على الأرض، بعد سقوطها من على سريرها، لتصرخ الأم خوفًا على حياة طفلتها، ولإغاثتها ونقلها إلى المستشفى.
سارع الأب محمد السطري، بحمل طفلته بين ذراعيه، ونقلها إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح.
وفور وصولها، أجرى الأطباء في المشفى الفحوصات اللازمة للرضيعة، وطمأنوا والدها أن طفلته بخير وبصحةٍ جيدة، ليعود بها إلى المنزل، حيث استقبلتها والدتها وهي تبكي بحرقة وضمتها إلى صدرها بعد أن اطمأنت عليها.
ولم يهدأ بال الأم، خاصة وأن طفلتها تبكي بشدة، ولاحظت أن الرضيعة ليست بخير وأن لون جسدها يميل إلى الاحمرار الممزوج باللون الأزرق. وقرر الزوجان نقل طفلتهما إلى مستشفى غزة الأوروبي في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، للاطمئنان على حالتها الصحية.
وبعد إجراء الفحوصات اللازمة للطفلة في المشفى، أقر الأطباء بخطورة حالتها الصحية، جراء إصابتها بنزيف داخلي في الدماغ، بعد سقوطها على الرأس من على سريرها، لترقد أقل من ساعة داخل غرفة العناية المكثفة، قبل الإعلان عن مفارقتها الحياة رسميًا.
أصيبت الأم، بصدمة شديدة لحظة تلقيها نبأ وفاة طفلتها، وانهارت باكية على فراقها وسقطت مغشيًا عليها، بعدما نقلت جثة الطفلة إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار بالمدينة.
وتقول الأم لوكالة الأناضول: “فرحت جدًا عندما أنجبت ابنتي الأولى (لمى)، فقد كانت أنيستي ووحيدتي، واعتنيت بها كثيرًا، ولم أتركها للحظة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل نحو 10 أيام، حتى لا يصيبها أي مكروه من شدة القصف الإسرائيلي”.