حركة التوحيد والإصلاح تعقد جمعها العام الخامس بحضور شخصيات بارزة
هوية بريس – عبد الله المصمودي
السبت 09 غشت 2014
نظمت حركة التوحيد والإصلاح الجلسة العامة لجمعها العام الوطني الخامس اليوم السبت 09 غشت 2014 بمسرح محمد الخامس بالرباط.. انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا وإلى حدود الساعة الثانية بعد الزوال.
وعرفت الجلسة العامة حضورا مكثفا لمكونات الحركة الإسلامية من مختلف الدول من المغرب العربي تونس والجزائر وموريتانيا، ودول إفريقيا مالي والسينغال والنيجر والسودان، وتركيا بالإضافة إلى ضيوف من أوربا وأمريكا.
أبرز شخصيات الحركة الإسلامية التي كانت حاضرة الدكتور عصام البشير السوداني رئيس منتدى الوسطية الإفريقي، وزير الأوقاف بالسودان سابقا.
والدكتور عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة التونسية.
والعلامة محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا.
بالإضافة إلى الأستاذ المهندس أسامة حمدان ممثلا لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقد تميز المؤتمر بإلقاء أسامة حمدان كلمة أشاد فيها بنضال المقاومة الفلسطينية وتضامن المغاربة ملكا وحكومة وشعبا معها، كما تكلم عن أحوال المقاومة وما تحققه من إنجازات باهرة، وأنهم الآن حققوا إنجاز التصدي للعدوان، وهم مقبلون على خطوة الهجوم على العدو، في طريق تحرير بيت المقدس.
كما ألقى السفير الفلسطيني كلمة في الموضوع مشيدا بالوحدة الفلسطينية غير المسبوقة.
وأما عصام البشير فقد فكانت مداخلته في تحية للشعب المغربي ولتشبته بالقيم الإسلامية وضمن كلمته قصيدة شعرية موجهة للمغاربة مركزا على أهمية الدعوة الإسلامية الوسطية وموضحا أن الوسطية اعتدال بين تطرفين التطرف نحو الغلو والتطرف نحو التساهل والتمييع، كما أشار إلى أن التوحيد أساسه توحيد المعبود عبادة وخضوعا وتوحيد العابدين تعاونا وتكاملا، وأن الإصلاح شمولي المناحي ويبدأ بصلاح الفرد.
بدوره أشاد محمد الحسن الددو بالوسطية والاعتدال وهنأ المغاربة بما ينعمون به من نعمة الاستقرار، منوها بالدور الذي تلعبه حركة التوحيد والإصلاح، معرجا على أهم عناصر نجاحها وعلى رأسها العمل بالشورى والانفتاح على الغير تعاونا على الخير.
نائب حركة النهضة التونسية عبد الفتاح مورو تحدث بمرارة عن معاناة الشعب الغزاوي مبديا تأثره البليغ بمقارنة عقدها في العيد بين أطفاله الذين لبسوا الثوب الجديد، وأطفال غزة الذين كانوا يكفنون بعد أن فتك بهم العدو الصهيوني بلا رحمة ولا شفقة. وقد تطرق في كلمته إلى ضرورة عمل الحركة الإسلامية.
ومن تركيا أخذ الكلمة رئيس حزب السعادة؛ أبرز فيها التحكم الصهيوني في عناصر القوة العالمية من تسلح واقتصاد وسياسة مؤكدا على ضرورة عمل الدول الإسلامية على إنشاء قوة عسكرية واقتصادية تنافس العدو الصهيوني وتضمن للأمة كرامتها وحريتها.
وقد افتتح المداخلات المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح المنتهية ولايته، حيث قدم عرضا مطولا ابتدأه بتفكيك شعار المؤتمر: “الإصلاح تعاون ومسؤولية“، مع التأكيد على ضرورة التصالح المجتمعي، والاعتناء بالصحوة الدينية وعودة الناس إلى الدين، وحذر من خطط تقسيم جديد للخارطة الإسلامية مع انتقاد الاحتكام إلى السلاح في حل النزاعات بين المسلمين، مع رفض الاستقواء بالأجنبي.
وأشار إلى أن الحركة ترفض مشاريع استهداف الوحدة الترابية للمغرب، والهجوم على الثوابت الدينية، وأن ذلك يواجه بمشروع الحركة في ترشيد التدين وترسيخ قيم والذي ينبغي أن تتكاثف فيه جميع الجهود الدعوية.
كما عرف المؤتمر عرض فيديو يعرف بالحركة وجانب من جهودها في الدعوة والإصلاح وترسيخ قيم الوسطية والانفتاح.
نسجل في الأخير بأن الجلسة العامة عرفت حضور كل من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بصفته عضو مجلس شورى الحركةّ، ووزير الدولة عبد الله باها، ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات، ومصطفى الخلفي عضو المكتب التنفيذي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، والحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، وسمية بنخلدون الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر.
وفي تصريح لهوية بريس قال الشيخ حماد القباج: (وإذا كان أجل خطاب وأعظمه؛ هو ذاك الذي يسعى لإقامة الدين الحق -ترغيبا وتجديدا وترشيدا-: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ“.
فإن الحركة لها تميز ظاهر في هذا العمل؛ يمكن إجماله في العناصر التالية:
– العمل من خلال المؤسسات ومرافق المجتمع؛ وهو من إفرازات المنهج الوسطي والمعتدل الذي يمثل نشره وترسيخه أولوية في مقاصد الحركة وأهدافها
– الحضور الفاعل والمؤثر في مجالات التدافع؛ وفي مقدمتها: المجال السياسي والإعلامي
وهو من ضمانات العنصر الأول.
– الارتقاء بالعمل الدعوي في مجال المأسسة وحسن التنظيم وإتقان التراتيب الإدارية.
– العمل على احداث تنسيق وخلق تعاون بين كافة العاملين من أجل ترسيخ وتمتين وترشيد التدين (من علماء ومفكرين ودعاة وسياسيين).
وهذا لعمرو الله من أهم عناصر القوة والأهمية في عمل الحركة؛ فإن العمل الإسلامي لا يمكن أن يحقق أهدافه كاملة دون تعاون بين كافة مكوناته..
وهذا هو الأصل: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى“).