أكد مجموعة من الخبراء والسياسيين والإعلاميين الألمان أن الهجوم الذي يشنه حزب البديل اليميني المتطرف على مسلمي البلاد، هو نوع من المتاجرة السياسية لحشد الأنصار، فى وقت أثبت فيه استطلاع للرأي رفض غالبية الألمان لمواقف الحزب من المسلمين.
وأوضحت إذاعة صوت ألمانيا فى تقرير لها بعنوان، حزب البديل يشعل النقاش حول الإسلام، أن أكثر من 2000 من أعضاء الحزب يستعدون للمشاركة في المؤتمر الانتخابي العام، الذي ينعقد غدا السبت في مدينة شتوتجارت جنوب غرب البلاد.
ومن بين المذكرات المرفوعة للتصويت خلال المؤتمر، يبرز منع المآذن، التي تم وصفها ب “رموز الهيمنة الإسلامية”. بالإضافة إلى منع الأذان، والحجاب الذي يشكل، حسب النصوص “علامة سياسية دينية على خضوع المسلمات للرجال”، بحسب زعمهم.
ووفقا للتقرير فقد وصفت صحيفة “در شبيغل” الأسبوعية الحزب بأنه ” حزب احتجاجي يبحث عن موضوع احتجاج”، فى حين يرى تيمو لوشوكي، الخبير في حركات اليمين الشعبوية، انه بعد تحقيق الحزب اختراقا في الانتخابات المحلية في (مارس 2016) وحصوله على نسبة تصل إلى 14% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي، بدأ هذا الحزب الفتي يخسر مع إغلاق الحدود الأوروبية هدفه المفضل، وهو ( محاربة) سياسة استقبال المهاجرين التي اعتمدتها المستشارة أنغيلا ميركل.
وفي ألمانيا حيث البطالة ضعيفة والثقة في الحكومة “أعلى من الخارج”، لا يمكن للحزب اليميني الشعبوي الازدهار من خلال استغلال “استياء معمم”، وبالتالي فإنّ الحزب الذي أنشئ في ربيع 2013 وبات ممثلا في البرلمان الأوروبي ونصف البرلمانات المحلية في البلاد، يرى في الإسلام محركا محتملا لشعبيته وسيضعه في صلب النقاشات خلال مؤتمره العام غدا.
في ذات السياق، قالت المحللة السياسية نيلي ويسمان إنه يعيش في ألمانيا حوالي 4 ملايين مسلم. إضافة إلى وصول أكثر من مليون طالب لجوء السنة الماضية، أغلبيتهم من بلدان غالبيتها وحكوماتها مسلمة. كلها معطيات تجعل الخطاب المناهض للإسلام “قادرا بسهولة على حمل حزب البديل من أجل ألمانيا، إلى انتخابات 2017 التشريعية.
أما النائب البرلماني عن حزب الخضر كونستانتين فون نوتس فأشار إلى أن”الحزب يعوّل على انقسام المجتمع و يحاول عمدا تصوير الإسلام بصورة عدائية جزافية، كي يمضي بذلك في سبيل اصطياد الناخبين”.
على المستوى الشعبي، أعرب غالبية الألمان في استطلاع أجرته قناة ” زد دي إف” الألمانية، عن رفضهم للتصريحات التي أدلى بها قادة من حزب البديل، والتي ذكروا فيها أن الإسلام لا يتوافق مع الدستور الألماني، وأظهر الاستطلاع أنّ 63% من الألمان عارضوا هذه التصريحات.
ولكن في المقابل، أشار الاستطلاع إلى أن 70% من أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا” يتبنون وجهة نظر قادة حزبهم في هذا الأمر.