حوار سري في كواليس صحيفة
مصطفى بن محمد الدويبات
هوية بريس – الأربعاء 20 غشت 2014
هذا حوار (اعتباري) يبرز مدى إفلاس بعض المنابر الإعلامية التي تتخذ من الهجوم على الدين والثوابت الإسلامية مادة لترويج منتجها الذي يعاني من الإفلاس والإهمال… الحوار يجري بين مدير جريدة ما وسنسميه “أبو غُزَيْوَة” والمسؤول عن التسويق في الجريدة وسنطلق عليه “بغلون”.. يبدأ الحوار بالتساؤل عن أسباب تراجع المبيعات في الجريدة وما يطالها من الإهمال…
أترككم مع الحوار
مسؤول التسويق: أبا غُزَيْوة! لم تعد مقالاتنا تحظى باهتمام القراء، ولم يعد لها صدى بين المتابعين. ترى ما السبب في ذلك؟؟
المدير: لا أدري يا بغلون أظن أن السبب هو ترهاتنا (الحموضة) الزائدة.
المدير: وماذا عن قصصنا الغرامية (18+) التي ننسجها ونحبكها حبكا لنهيج بها العواطف.. ألم تعد تنطلي على الشباب والشابات أيضا؟؟
مسؤول التسويق: تبا يا أبا غزيوة لقد بدأ الوعي يرتفع لدى الشباب المغربي، وأصبح يدرك تفاهاتنا و”خزعبلاتنا”…
المدير: لأكثر من عقد من الزمن ونحن مستمرون في خطنا التحريري الانحلالي و”التكليخي”… مَنِ المسؤول عن هذه اليقظة الفكرية؟ هل ضاعت كل مجهوداتنا سدى؟
المدير: سحقا… ماذا سأقول لهم في الأقبية السرية؟؟ وكيف سأبرر لهم هذا الإخفاق؟؟ إنهم يريدون شبابا بلا فكر، همجي، وشهواني، ولم يأذنوا لي بالإدارة إلا لهذا السبب…
مسؤول التسويق: لاريب -يا أبا غزيوة- أن صحوة الضمير الإسلامي هي السبب، فقد بدأت تنبعث من جديد، لقد أصبح الشاب المغربي أكثر التزاما من ذي قبل، وأشد تمسكا بثوابته الدينية، وأصبحت الشابة أكثر تمسكا بدينها وحجابها رغم كل محاولاتنا لإشاعة الانحلال والفجور في المجتمع..
المدير: آه هكذا إذن!! هلم بنا لنجعلها حربا على هذه الثوابت الرجعية والمتخلفة، ونضرب الفكر الرجعي في أساساته.
مسؤول التسويق: ماذا تقترح يا أبا غزيوة؟؟ القرآن أم السنة؟؟ أم العلماء الذين نقلوهما إليهم؟؟
المدير: القرآن!!! لا لا لا لم نهيء الأجواء بعد لذلك، وأخشى أن يكشف هذا الشباب المثقف اتصالاتنا ومساندتنا للتوجه الغربي الموجه لمحاربة الثوابت الإسلامية…
مسؤول التسويق: إذن فالسنة… يا أبا غزيوة.
المدير: السنة!! لا لا لا. السنة تتعلق بالنبي محمد، وقد شاهدت ماذا فعلوا ضد الرسوم المسيئة له.
مسؤول التسويق: ماذا تقترح يا أبا غزيوة؟؟
المدير: المسؤول عن نقل هذه الرجعية إلينا هم أصحاب محمد، والذين أتوا بعدهم، وهم بشر وليسوا بمعصومين، إذا فلنوجه سهامنا إليهم.
مسؤول التسويق: ما رأيك يا أبا غزيوة في من نقل إليهم هذا، أقصد البخاري ومسلم.
المدير: إنها فكرة جبارة، أحسنت يا بغلون.
بعد أيام:
حديث الساعة: الأخباث المغربية تتهجم على الثوابت الإسلامية برسم كاريكاتوري حول البخاري ومسلم…
على الأرض:
كثرة اللغط في الموضوع، تداول الكلام في الأندية المثقفة المختلفة، انتشار الخبر كالنار في الهشيم..
النتيجة:
الشاب الأول: أول مرة أعرف من يكون البخاري ومسلم، وأنهما من الذين حفظوا لنا سنة النبي (صلى الله عليه وسلم)…
الشاب الثاني: لقد اقتنعت من أصدقائي أن ما يوجد في الصحيحين هي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي من أصح الأحاديث، وقد كنت أجهل كل هذا.
الشاب الثالث: دخلت في مناقشة مطولة مع حداثيين، وتمكنت من إقناعهم أن ما يوجد في دفتي الصحيحين إنما هو من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس رأي البخاري ومسلم…
ويتوالى انتشار الوعي الاسلامي..
أبو غزيوة وبغلون: تبا.. لقد فشلت محاولتنا هذه كذلك، بل لقد أسهمنا في زيادة الوعي عند الشباب فيما يخص صحيح البخاري ومسلم، لكن الحرب سجال…
مسؤول التسويق: أبا غزيوة!! ماذا سنفعل هذه المرة؟
المدير: ما نفعله كل مرة يا بغلون، محاولة تخريب المجتمع، ونسف القيم الإسلامية، نشر الرذيلة ودحر الفضيلة، إشاعة الانحلال ومحاربة الأخلاق، إشاعة الثقافة الغربية ونشر القيم الدخيلة، محاربة “التخلف” الناتج عن الإسلام، الطعن في مقدسات المسلمين، نشر الشبهات، زعزعة عقيدة الضعفاء، تحرير المرأة من “الظلم” الذي أوقعه عليها الإسلام، تحقيق المساواة بين الجنسين، التسبيح بحمد الغرب وتقديسه، نشر الإباحية الحيوانية في المجتمع، الإسهام في تحقيق التبعية الفكرية.. الاجتماعية… للغرب، نريد يا بغلون أن يبقى الدين في المسجد كما هو في الكنيسة، لا نريد أن نسمع “اسم الله أو محمد” خارج المساجد.. أنسيت مهمتنا يا بغلون؟!
مسؤول التسويق: لا.. أبدا.. وإنما لأذكر -من لا يعلم- أن هذه هي مهمتنا في هذه الجريدة.