حظ العلماء من «داعش»
د. رشيد نافع
هوية بريس –الخميس 04 شتنبر 2014
العلماء هم العارفون بشرع الله، الراسخون فيه، المتفقهون في دينه، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة، الذين وهبهم الله الحكمة “وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا“.
للعلم والعلماء مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي، ولفضيلة العلم أمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالازدياد منه خاصة دون غيره.
وقال قتادة: لو اكتفى أحد من العلم لاكتفى نبي الله موسى عليه السلام ولم يقل للخضر “قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً“.
وميّز تعالى بين أهل العلم وغيرهم فقال: “قلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ“.
وشرف الله العلماء وفضلهم قوله تعالى: “شهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ“.
فلو كان أحد أشرف من العلماء، لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء.
ومما يدل على فضل العلم والعلماء قوله تعالى: “يرفَع الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ“.
يرفعهم في الثواب في الآخرة وفي الكرامة في الدنيا.
وأمر بالرجوع إليهم عما أشكل فقال جلَّ وعلا: “فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ“.
وأوجب الله تعالى طاعة العلماء فقال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ“.
وأولو الأمر كما قال الرازي في تفسيره: “والمراد من أولي الأمر العلماء في أصح الأقوال”، وقال بعض المفسرين: أولو الأمر الأمراء والعلماء. قال ابن تيمية -رحمه الله-: “أولو الأمر صنفان: العلماء والأمراء، فإذا صلحوا صَلَحَ الناس، وإذا فسدوا فسد الناس”.
ولهم رسوم يعرفون بها عن غيرهم؛ كالعلم الذي هو فقه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبرسوخ أقدامهم في مواطن الشبه؛ حيث تزيغ الأفهام وتميل القلوب المريضة قال تعالى: “هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ“، وبنسكهم وخشيتهم لله قال الله: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء“؛ قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمة الله: “ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثنى عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة، فهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجى”، ولهذا نعتهم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل بقوله: “الحمد لله الذي جعل في وقت كل فترة من الرسل بقايا من أهل العلم؛ ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ويدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، فكم من ضال قد هدوه، وكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم”.
وأقوال السلف في العلماء كثيرة قال ابن القيم: “العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب”.
والعلماء كما قال ابن القيم: «يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم».
والعلماء مصابيح الدجى، وأئمة الهدى، وحجة الله في أرضه، بهم تمحق الضلالة من الأفكار وتنقشع غيوم الشك من القلوب والنفوس، فهم غيظ الشيطان وركيزة الإيمان وقوام الأمة.
يقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب، لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس.
وقال يحيى بن معاذ رحمه الله: “العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من الدنيا، وهم -أي: العلماء- يحفظونهم من نار الآخرة”.
أمة بلا علماء كجسد بلا روح، ومركب بلا شراع، أمة بلا علماء كجيش بلا قائد، ومقاتل بلا سلاح. فلنعرف للعلماء قدرهم، ولنعطهم حقهم، ولنحذر من منابذتهم أو إساءة الظن بهم، فإن ذلك باب الهلاك وعتبة الخسران، علينا أن نتابعهم من غير تقليد، ونحترمهم من غير تقديس.
إن مما ابتلينا به في هذه الأيام، التطاول على العلماء، والنيل منهم، والقدح فيهم، وتخطئيهم بغير علم، وعدم احترامهم وتقديرهم ورعاية منزلتهم من لدن “داعش”؛ وهؤلاء “داعش” جمعوا بين استباحة الدماء والتكفير، وكأنهم يرون أن استباحة الدماء لا تُسلّم لهم إلا إذا حكموا بالردة،وأيضا من فئام من الناس بدعوى حرية الرأي، أو بحجة الرأي والرأي الآخر، أو كل يؤخذ من قوله ويرد وغير ذلك من الشعارات والدعاوى.
أقول وأكرر إن معالجة الفكر الداعشي من غير معالجة لفكر القاعدة تبدو هباء منثورا، نعم داعش جاوزت القاعدة، ولكن القاعدة تمثل بيئة خصبة لنشوء داعش أخرى، حيث الانفلات في التكفير، وتخوين كل عالم نحرير.
انتبهوا ليس كل فرد في داعش هكذا! بل منهم الصادقون والمخلصون والمجاهدون، وإنما حديثنا عن السياسة التي تقود هذا الفكر وعن القادة المتنفذين فيه وهم الذين يوجهون الشباب الأغرار إلى الهاوية ويجعلونهم قنابل موقوتة لتحقق لهم المآرب الشخصية.
من حق كل طالب علم أن يبين ويرد ويناقش بالأدلة وليس بالسب والعناد والتهديد والتشويه كحال الدواعش مع العلماء، فإذا كان مشروع داعش يشوه الجهاد وينفر من الإسلام ويحسب أنه يحسن صنعا ويستبيح الدماء والأموال وكل ذلك باسم الدين.. أفلا يحق لنا أن نستنكر وننكر؟
وعندما نحذر من داعش يزعم بعض المتحمسين أنا نطعن بالجهاد والمجاهدين كذبتم ورب البيت! أهؤلاء مجاهدون أم بغاة أم مفسدون أم قطاع طرق؟
بالأمس كان الدواعش يقولون في آحاد العلماء “خيرنا وابن خيرنا”، واليوم أصبح عندهم “شرنا وابن شرنا” لأنه انتقدهم ولم يطبّل لباطلهم!!
والدواعش لا يحترمون ولا يوقرون أي عالم مهما بلغ كعبه من العلم لمجرد مخالفتهم والتحذير منهم وليتهم وقفوا عند هذا الحد بل هؤلاء لا يحترمون حتى الموتى إذ لا يتورعون عن اللعب بجثث قتلاهم، فيعمدون إلى تصوير أنفسهم وهم يرفعون الرؤوس التي عمدوا إلى فصلها عن أجسادها ظلما وبهتانا تارة من رقابهم، وتارة من شعورهم.
إن قبح منهج “داعش” وطريقتها بات واضحا جليا فقد أثبتوه بأفعالهم التي لم تعد خافية على ذي لب، فتكفير المسلمين واستحلال دمائهم سمة بارزة في كل فكر خارجي ومنهج ضال.
وعلى العكس من ذلك عند أهل السنة والجماعة فإنهم يعظمون أمرين غاية التعظيم: تكفير المعين، واستحلال الدم الحرام.
إذا كنت تظن أيها الداعشي أن “تعظيم السنة” لا يتم إلا بترك “توقير العلماء”، فقد تركت الأمرين جميعا !.. لأن توقير العلماء هو من تعظيم السنة.
وإذا كنت تظن أيها الداعشي أن تهديدك يسكت العلماء فرارا بجلدهم فهذا باطل محال، قال ابن الوزير-رحمه الله- في “العواصم والقواصم”: ((ولو أن العلماء تركوا الذب عن الحق؛ خوفا من كلام الخلق لكانوا أضاعوا كثيرا، وخافوا حقيرا)).
ثم هناك عدة أسئلة حول “داعش”!!
أكتفي بواحد منها وهو:
لماذا تحرص “داعش” على تصوير جرائمها؟!
والجواب في نظري: لأن من يخطط لداعش ويرعاها يريد أن يرسل رسالة للعالم أجمع أن المسلمين قتلة ومجرمون.
والأيام تبين للعقلاء أن كلام العلماء في الفتن والنوازل أقرب إلى الحق ومطابقة الواقع من غيرهم ممن يدعي فقه الواقع.
إن النيل من العلماء والقدح فيهم سبيل من سبل أهل الزيغ والضلال والنفاق، لأن الطعن فيهم ليس طعنا في ذواتهم؛ وإنما هو طعن فيما يحملونه من دين وعلم ينتسبون إليه.
ولما فقه السلف هذا المعنى جعلوا منتقص الصحابة زنديقاً وذلك لما يؤول إليه قوله من الطعن في الدين قال أبو زرعه رحمه الله: “إذا رأيت الرجل يتنقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق”، وكذلك قالوا فيمن طعن في علماء التابعين ومن بعدهم، قال الإمام أحمد رحمة الله: “إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمه فاتهمه على الإسلام، فإنه كان شديداً على المبتدعة”، وقال يحي بن معين رحمه الله: “إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمه وعكرمة مولى ابن عباس فاتهمه على الإسلام”؛ وهذا محمول على الكلام في العالم بهوى وجهل.
نعم نحن لا ندعي العصمة لهم ولكن العالم لا يحمل فلسفات نظرية أو مقالات فكرية قابلة للأخذ العطاء وإنما يحمل نصوصاً شرعية ذات دلالات ومعاني لا يفقهها إلا من وهبه الله نعمة العلم “فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ“، فإن كان ثمة استدراك أو تعقيب عليهم، أو بيان لمسلك خاطئ وقعوا فيه فإنما يكون من الكفء لهم والأهل لمثلهم قال الشاطبي رحمه الله -في معرض حديثه عن من يميز الأقوال-: “إنه من وظائف المجتهدين، فهم العارفون بما وافق أو خالف، وأما غيرهم، فلا تمييز لهم في هذا المقام “.
قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: “حق على العاقل أن لا يستخف بثلاثة: العلماء، والسلاطين، والإخوان، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروؤته”.
إن ظاهرة التطاول على العلماء ظاهرة خطيرة تستحق الوقوف ضدها بكل حزم وعقل، وذلك لأن مآلاتها قدح في الدين ونيل منه وتقليل من هيبته وهيمنته، وإذا فسد الدين فسدت مصالح الناس ومعاشاتهم، وتجرأ أعداء الملة وتسلطوا وهم الذين وصفهم الرب بقوله: “لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ“.
إن الذين اتخذوا من أقلامهم ومنابرهم وسيلة للنيل والقدح والتجريح للعلماء، ليقومون بعمل كبير فيه خيانة للأمة وإعانة على انحدارها وسقوطها، وجرها لصراعات وويلات، وإعاقة لتحقيق مقصد العبودية في الأرض والاستخلاف فيها.
فالواجب عليهم وعلى كل مسلم هو احترام العلماء وتقديرهم وموالاتهم والصدور عن رأيهم ونصرتهم ليس لذواتهم ولكن لعلمهم وفضلهم فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط” رواه أبو داود، قال طاووس بن كيسان رحمه الله: “من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد”.
إن حملة التشويه والنيل من بعض علمائنا لتستوجب من المسلمين عموماً، النصرة، وعدم التخاذل، والأخذ على يدي السفيه ورد الأمور إلى نصابها قبل أن يقع الفأس في الرأس ويتسع الخرق على الراقع فتصبح البلاد من الأخلاق بلاقع.
ولا أدل على ذلك ما وقع لبعض أهل العلم كالشيخ سعد الشتري لمجرد أنه عبر عن رأي يدين الله به فيما يتعلق بما يسمى “داعش” علما أنهم حذفوا الفقرة المهمة من كلامه فاختزلوا رأيه وأخذوا منه ما يروّجون لغلوهم وتركوا الحكم كاملا وهذا ديدنهم في إثبات حججهم وآرائهم، فهبت على إثرها عاصفة هوجاء من التهم تنال كل من خالفهم أو ردّ عليهم أوبين حقيقتهم لم نرها في تكفير “داعش” للمسلمين وقطع رؤوسهم وتدمير بيوتهم؟!!!
ونحن لسنا في حاجة في بيان الحق ونقد “داعش” والتحذير منها وبيان انحرافها إلى مثل هذا الغلو الذي كان سببا وراء هذه الحملة التويترية المسعورة على الشيخ، وأنا على يقين أن الشيخ حفظه الله قصد رؤوسهم ومن خلفهم.. لا المنتسبين لهم من السذج والمغرر بهم، لكن الشيخ أجمل عفى الله عنه، والسكوت عن خطأ أحد العلماء لا يعنى الموافقة والتأييد، بل نوضح الخطأ بدون تجريح كما فعل الأئمة كمالك وابن حنبل وسفيان وغيرهم.
ولكن أقول لهؤلاء الأجلاء وغيرهم من العلماء الفضلاء ما قاله الكرابيسي رحمه الله عن الإمام أحمد: “مثل الذين يذكرون الإمام أحمد بن حنبل أي “بسوء” مثل قوم يجيئون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه بنعالهم”، وأبو قبيس جبل في مكة.
وأقول لعامة إخواني من المسلمين ما قاله الحافظ ابن عساكر رحمه الله: “اعلم أن لحوم العلماء رحمهم الله مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلق ذميم”، وبمقالة الآخر: “من تكلم في العلماء بالثلب؛ ابتلاه الله قبل موته بموت القلب”.
أما نصرة أهل العلم بعضهم لبعض فهي طريقة السلف، والواجب المتحتم والفرض المتأكد، صيانة للدين وحفظاً لمقام العلم، مع التحلي بأخلاق الكبار، واطراح الحظ وتجريد النية، وإدراكاً للعاقبة والمآل، قال ابن قيم الجوزية عليه رحمات ربّ البرية: “ما رأيت أحدا قط أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: “وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه”، وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم، وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال: إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونحو هذا من الكلام فسروا به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه!!”.
ﻻبد أن نربي الأجيال على احترام العلماء وفضلهم وفضل القادة الذين لهم فضل وأن ﻻ عصمة لأحد ولكن للناس هيئات والسبق ﻻ ينكر “السابقون السابقون” لأن من حقوق العلماء علينا توقيرهم واحترامهم، والدعاء لهم بالخير، والسير بتوجيهاتهم ونصائحهم وإرشاداتهم وخاصّة في أيام الفتن، كما أنه يجب على الأمة أن تحذر من القدح فيهم، فإن القدح فيهم مشكلة ألقاها الشيطان إلى الناس والعدو له يد كبيرة في بثها.
ختاما: اللهم احفظ ديننا ومقدساتنا واهد ضال المسلمين واحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء يا رب العالمين وأدم أمننا واستقرارنا ووحدتنا في مملكتنا يا كريم.
والحمد لله رب العالمين.