فلتعرف قدر نفسك.. إذا دخلت «الفيسبوك»!
هوية بريس – محمد ياسين الشرقاوي
الجمعة 05 شتنبر 2014
عجبا لهذا (الأزرق)!! ؛ هل يَكذب المُسَجَّلون فيه على أنفسهم؟!
هل من أرخى لحية؟!!
أو التقط صورة مع فلان؟!!
أو أظهر كلمة في مكان..؟!!
أو كان ذا رقم قياسي في الإعجابات؟!!
كان أهلا للإفتاء، فضلا عن أن يُستشار في قضايا و نوازل الأمة؟!!
اسأل أيها المَخدوع الذي تسجل (ثناءك=عناءك) و (إعجابك=إفلاسك)
أين ذاك من شروط المجتهد؟
وأين هو من الفروق العلمية..؟
أين أهل (الفسبكة) من هذا؟!
قال الشاطبي -رحمه الله-: “..السائل لا يصح أن يسأل من لا (يُعتبر) في الشريعة جوابه(!!)، لأنه إسناد أمر إلى غير أهله، و(الإجماع) على عدم صحة مثل هذا، بل لا يمكن في الواقع(!!)..”(1).
لكن!:
إن الأمور إذا الأحداث دبَّرها***دون الشيوخ ترى في سيرها الخللا
فلا تُتْعب نفسك.. و كما قلت لك (حاول أن لا ترى نفسك)!
تمنيتَ أن تُسَمى فقيها مُناظرا***بغير عناء و الجنون فنون
فليس اكتساب المال دون مشقة***تَلَقَّيتها فالعلم كيف يكون ؟!
قال صاحب البوطليحية -و أين نحن من كلامه-!!:
وبعضهم يُفتي و هو جاهِــلُ***إعراب ‘بسم الله’ عنه ذاهِــلُ!
وقال:
والحقّ أن تُفتيَ بعد أن تَرى***نفسك أهلا ويرى ذاكَ الـورى
فمالك أجـــازه سَبعونــا***محنَّكًــا للصَّحبِ يتبعونــا
وقــال ما أفتيت حتى شَهِدا***سبعون شَيْخَا أنَّني على الهدى
والشّافعي أجازَه الإمـــامُ***بـ: “حان أن تفتي يا غــلامُ”
واليـوم أهل البدو و القصـورِ***يفتون جـرأة مع القصـورِ
وجاء في الردِّ عليهم بيـتُ***عن جعله في النَّظم ما أبيــتُ
لا يُقبلُ الإفتاءُ من كلِّ أحـدْ***بل لخواصِّ النَّاس في كلِّ بلـدْ
وبالخلاصة فَحُق للعامي أن يسكت
قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله-: “حق (العوام) أن يؤمنوا، ويسلموا، ويشتغلوا بعبادتهم، ومعايشهم، ويتركوا العلم للعلماء، فالعامي لو يزني ويسرق كان خيرا له من أن يتكلم في العلم(!!)”(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)-(2): نقلا عن مقالة (الفوضى العلمية..) لشيخنا الحبيب أبي أويس رشيد الإدريسي -حفظه الله-.