وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع منظمة “ب ي د” الإرهابية في سوريا بأنه “خطوة خاطئة لا تندرج ضمن إطار القيم الإنسانية”.
وقال جاويش أوغلو للصحفيين اليوم الإثنين، إن الولايات المتحدة الأمريكية تُقْدِم على خوض مرحلة خطيرة حيال مستقبل سوريا، من خلال التعاون من تنظيم “ب ي د” (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا)، بذريعة اقتراب نظام بشار الأسد من السيطرة على مدينة الرقة (شمال) الخاضعة لسيطرة “داعش”.
وأضاف أنّ هدف “ب ي د” هو “الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من المساحات في سوريا، وأنّ تعاون واشنطن معها يعد خطوة خاطئة لا تندرج ضمن إطار القيم الإنسانية”.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن بلاده حذّرت الولايات المتحدة من مغبة التعاون مع “ب ي د”، لافتاً إلى أن واشنطن وموسكو فضّلتا التعاون مع التنظيم الإرهابي ودعمه رغم التحذيرات التركية.
وانتقد الوزير التركي تأخير واشنطن إرسال منظومة الدفاع الصاروخي “هيمارس” إلى شهر غشت المقبل، قائلاً: “اتفقنا فيما سبق على أن تقوم الولايات المتحدة بإرسال هذه المنظومة خلال الشهر الجاري، إلّا أنّها خالفت وعودها في هذا الخصوص، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك، وأرسلت جنودها ليرتدوا ملابس عليها شعارات التنظيم الإرهابي، فهذا ليس تصرفاً صادقاً ولا يمكن أن يصدر من حليف”، واصفاً ذلك بـ”بسياسة ازدواجية المعايير”.
وعن تصريحات أدلى بها مؤخراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي أبدى فيها استعداده لتحسين العلاقات مع تركيا شرط أن تُقدم الأخيرة على خطوات من أجل ذلك، أوضح جاويش أوغلو أن الإقدام على مثل هذه الخطوات يتطلب تأسيس مجموعة عمل بين الدولتين، تقوم بمناقشة نقاط الخلاف وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، من أجل التوصل إلى حل ينهي الخلاف القائم.
وتطرق وزير الخارجية إلى تفاصيل اللقاء الثلاثي الذي جرى بينه وبين كبير المفاوضين الأتراك عمر جليك، والنائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس، قبل يومين، مبيناً أنهم ناقشوا المطالب الأوروبية حيال رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، وأنّ بلاده لا تستطيع إجراء تغييرات في قانون مكافحة الإرهاب في ظل مواجهتها تهديدات من قبل عدد من المنظمات الإرهابية.