الكنه الداعشي والتحالف المشبوه..
د. عادل رفوش
هوية بريس – الإثنين 15 شتنبر 2014
لا أريد أن أزبر في الرقيم ما يكون سبباً لفتنة أو داعية لغوايةٍ يؤخذ فيها المظلوم بجريرة غيره، ويَتغوّل فيها الأشد ظلما على ظالم مغَرّر به..
وأشد ذلك ما يرتبط بدين الله ممتزجا بحقوق العباد، في وقت أغبر مكفهر؛ يبلو الله تعالى فيه أخبارنا (وهو سبحانه يعرف لحن قولنا ويعلم أعمالنا ومتقلبنا ومثوانا، فرقاناً بين السقيم والمستقيم)..
وذلك ما يرعش أصابعي وأنا أتكلم عن موضوع الداعشية؛ وما أسالت من حبر ودماء..
أكره المواضيع التي يوجه فيها “قلم العلم” الذي تطلب فيه استقلالية القول وعصامية النظر؛ فحين نكتب أو نتكلم فلأن ذلك “لكلمة الله العليا”؛ عرضا لها على ما يعتري أفعال المكلفين من أحكام، وبذلا للجهد تؤدةً واستبصاراً حتى نكيف الموضوع الذي عندنا حسب ذلك الاستعراض الدلالي؛ لا حسب الأغراض ولا وفق إدارات الشؤون الاستراتيجية، ولو بطريق الإيماء أو الإيقاع كما ذكر ابن القيم في الإعلام عن “مفذلكة الفقهاء“!.
فأطيب العلم “علم الملة” ملة إبراهيم؛ أسخَطَ أو أرضى، وشره “علم النحلة”؛ وهو ما تحرف فيه المعارف انتصاراً لطوائف على أخرى، وأشره “علم الحفلة”؛ وهو الذي يصفق له غوغاء الجماهير ويحتفلون به دون علم ولا وعي، وأشر منهما “علم الدولة”؛ وهو الذي شاع في تراثنا تسمية أهله بعلماء السلاطين حينما يسوغون لهم ما ينكر ويغضون عما يهجر..
فالعالم الحق تقوده ملته؛ وافقت النحل والحفل والدول، أو خالفتها..
ومن هذا الوجه تأتي صعوبة المحنة بالكلام في موضوع الدواعش؛ ليس شكاًّ في وجوب إنكار التطرف ولا في ضرورة مكافحة الإرهاب؛ فهذا أمر فُرغ منه ولنا ولله الحمد فيه كلمات وكلمات..
ولا ارتياباً في أن هذه الظاهرة يجب إنكارها وحماية الأمة والإنسانية من كل مظاهر الظلم والاعتداء والحروب..
ولكن هيبةً من ظلم البريء وتبرئة الظالم، وتضخيم التافه وإغفال الأخطر..
في ظل هذا الحرج والتهيب؛ أعرض الأمر بتقاسيم من التساؤلات:
– ماهية الكنه الداعشي؟
– ماذا ننكر فيها وعليها؟
– لماذا هذا التحرك العالمي فيها خاصة؟
وبادئ بدء؛ لا نمتري في أربع نقاط:
1- وجوب حصر الشباب المتحمس عن فكرة القصد لما يظنه جهادا؛ لأن هذا الجهاد المظنون غير متوفر المعالم.
ولا أعرف جهاداً أوضح من كفاح إخواننا الفلسطينيين ضد الصهاينة الغاصبين؛ فإبقاء الجهاد حيا في الأمة شعاراً ودثاراً فرض علمي وواجب شرعي إلى يوم القيامة حتى لا تندرس معالمه ومعارفه؛ وأما ادعاؤه في منطقة دون أخرى أو تطلبه والسفر إليه بعشوائية مضللة فهذا منكر وهو ما يجب التحذير منه.
2- وجوب إنكار الاعتداء على الحرم واستباحة الدم المعصوم وتشويه صورة الإسلام.
3- أن في الأمر أطرافاً خفيةً تمنع الفقيه من الحكم المنصف تجاه عموم الأمر إلا في حدود هاتين النقطتين.
رابعاً: وجوب إنكار الدوافع الداعية لظهور الداعشية وتغليظ القول على الدواعش الكبرى؛ كأمريكا وإيران و بشار واليهود والحكام المستبدين القتلة؛ ونحو ذلك مما فرخ لنا هذه الداعشية الصغرى..
وهذا يذكرني بمقال لطيف لكاتب في جريدة الرأي الكويتية يتحدث فيه عن: (داعش.. حالش.. ماعش.. فاحش..)؛ ملخصه:
1- داعش: وهو هذا الفكر التكفيري الأعمى الذي يرى كل من عداه حلال الدم مهدوراً..
2- حالش: وهو مليشيات حزب الله الشيعي الخبيث الذين ردوا إحسان أهل السنة لهم سنة 2006 ضد العدوان الصهيوني؛ بالمظاهرة عليهم مع المستبد السوري: نظام بشار..
3- ماعش: وهو الميليشيات الإيرانية التي دخلت العراق تأجيجاً للطائفية وتوسيعاً للنفوذ الفارسي المجوسي على جثث السنة الأطهار..
4- فاحش: وهو مصطلح أطلقه العلماء على الليبراليين والعلمانيين أهل النفاق والشقاق الذين يؤججون ضد كل ما هو إسلامي إلا أن يكون في ثوبٍ كَنَسي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم؛ كما هو جلي في تأييدهم انقلاب مصر الجائر ومحاولة إفشال التجربة في تونس وغير ذلك ..
فهم متطرفون؛ إذ يَكْفرون بالتعددية ويصدون كل ما هو إسلامي ..
قلت: وقد كشف الله عوراتهم وهم أولى بأوصاف الخوارج التي يعددها بعض الشباب الطيبين بدأ من وصف “يتكلمون بألسنتا”..؛ فالخارجي الأكبر هو من يعارض شريعة ملك الملوك أو يتعاطاها بالتطفيف المبدد ..
وإذا كان يُخاف من فتن الخروج على الحكام ما هو معروف من المفاسد؛ فإن من حكمته أن يتنبه الخلق إلى ضرورة طاعة الخالق، وأن الخروج عليه كفيل بالمفاسد الأعظم؛ وقد بينتُ هذا في مقالة مطولة، وأشار إليه الرازي في تفسيره والقرطبي والراغب الأصفهاني وغيرهم..
ثم نبه الكاتب على أن الحكومات إن لم تراجع طرق تعاطيها مع أسباب الداعشية العالمية والمحلية فإن التفريخ سيستمر وأن المواجهة في كل مرحلة ستكون أقوى وأخطر ..
قلت: وتبعا لهذا المعنى؛ أرى أن على الدولة أن تمكن للعلماء الربانيين والدعاة الصادقين المؤهلين، وتيسر منابر الاعتدال والوسطية والعمل الإسلامي المكشوف في القنوات والجمعيات والجرائد والمجلات والعمل السياسي النظيف، وترفع يد الحيف عن (الحقل) الديني بلا إفراط ولا تفريط، وتدعم مؤسسات العمل الخيري ومراكز دور القرآن وتدريس العلم وتنشئة الشباب على المكارم الدينية والمثل العليا التي تحمي الفرد والمجتمع وتكرس الولاء الشرعي لحقيقة شعار المملكة الباهر: “الله.. الوطن.. الملك..”… فبمثل هذا تحارب الداعشية العمياء بكل صورها وأشكالها.
وأما تكريس أساليب الظلم وسياسات الإقصاء؛ فلا يزيد الأمة إلا ظلماتٍ.
إن التطرف بكل دركاته؛ سواء منه ما كان باسم الدين أو باسم الوطن والحرية أو بالولاء للعرق أو اللون أو الجماعة أو الجمعية أو الفكرة وغير ذلك؛ كله مرفوض رَفْضَنا “لتطرف داعش“...
وأما الانصياع وراء الهوى الأمريكي وهذه الحملة العالمية؛ فأرى أن يتصرف فيه بمنطق السياسة، لا بإلباسه لبوس: قال الله وقال رسوله..
وهو عين ما أنكرنا على أرباب العمائم في مصر.
وإنكارنا عليهم إنما هو بالقدر الذي أنكر ابن عباس على أنس بن مالك رضي الله عنهما تحديثه الحجاج السفاك بحديث العرنيين.
وهنا دقة المأخذ: وهو أن تحمي الشريعة من أن يمتطيها من يريد البطش بالمسلمين وخلط الحابل بالنابل ومزج الظالم والمظلوم والضحية والجلاد؛ بل ويتخذها ذرائع لاحتلال بلاد المسلمين وشدة التوغل فيها واستنزاف خيراتها ونشر الفتن بين أهلها وتقسيمهم شيعاً أكثر مما هم منقسمون؛ ومن قرأ التاريخ اعتبر ..
وانظر إلى مخازي أشباه العلماء أيام الاحتلال بالمغرب مثلاً؛ يتأكد لك أن التاريخ يعيد نفسه ولا مستبصر..
إنه لا ينقضي ألمي حينما يتأكد لنا بالتواتر أن كثيراً من شباب دعوات “أصدقاء سوريا”؛ الذين لبوا نداء كثير من الدول أول الثورة السورية؛ وكتب الشيخ حماد القباج حفظه الله يومها “رسالة تنبيه” حتى يضبط الأمر على عين الدولة ولا يضيع الشباب ضحية حماس القنوات الخليجية التي رفعت شعار: “كلنا معكم“...
ولقد قامت الدولة عندنا مشكورة بجهود ملحوظة في تفادي المخاطر، وكبح الجماح في غير مَضَرَّةٍ ولا مَضَلَّةٍ ..
إن كثيرا من أولئك الآن هم كالرهائن اضطراراً أو اقتناعاً؛ فهل مثل هؤلاء يجوز التأليب عليهم ونضع أيدينا في أيدي إيران بل وربما (إسرائيل) لقتلهم؟؟؟
هل يجوز أن نعدد صفات الخوارج -بكل سطحية في قراءة المجريات- على أمثال هؤلاء الطيبين الغيورين الضحايا؟؟؟
هل يجوز أن نعطي الأداة للغرب الكافر ليبطش بهم ويزيد من وطأته على الإسلام؟؟
إن كثيراً من الشباب هناك هم من بقايا أهل السنة الذين قاوموا الطغيان الإيراني عليهم؛ أفيجوز لنا أن نُحَمّي الوطيس ضدهم؟؟؟
إن كثيراً من أولئك -وأعني الأخيار وليس المدسوسين-؛ نشئوا في بيئات متدينة علمية سلفية وإخوانية وغير ذلك؛ قرؤوا لابن تيمية وابن عبد الوهاب والبنا وقطب، واستقوا من الرؤى النجدية التي لا يخفى على معتن وكل عالمٍ أن في مواقف غير قليلة لبعض علمائهم السابقين والمعاصرين ما يجعل الشباب متحفزا لأن يتطرف في التطبيق؛ كيف لا وهو يتدحرج في أجواء تدين بالتجريح إلا في الحكام؛ وتتقرب بالطعون في كل ذي مخالفة شَدًّا وجهراً إلا الحكام؛ فبتقديس وتأويل وليناً وسراًّ لأنه سلطان الله في الأرض؛ وأما صاحب البدعة فهادم للدينِ لا تقبل له توبة.. فهذا الشاب الذي دَرَّسَ له كتاب البربهاري رحمه الله شابٌّ مثله أو قريب منه -ليس له في العلم سيرة جد ولا عراقة فهم ولا قدم رسوخ-؛ يشرحه له وكأنه قرآن ويتشنج عند كل عبارة غلظة، ويفرح لكل موقف قسوة بدعوى متانة الدين والقوة في السنة!!!
كيف تريده أن يتعامل لما أظفره الله بأولئك وأشر منهم بل وهو يشعر بأنه مخذول لأنه ابتعث من أرض الحرمين بأنه مجاهد ثم صار في لمح البصر “عاليا من المفسدين!“.
هذا الشاب الذي اتُهم عنده الألباني بالإرجاء وقامت مؤسسات عليه بدعوى حماية “الإيمان” من الزلل، ضبط عقيدة الولاء والبراء والردة؛ (ولا تعارض عندي بين العلامة الألباني وأبحاث كثير من فضلائهم وليس هذا موضوعي الآن)..
ولكنني أنبه على أجواء مشحونة بمناهج في التعامل مع المخالفة والمخالف؛ فيها كثير من الاضطراب باسم السلفية أو باسم “الحل هو الإسلام”؛ ولدى دول من المحيط إلى الخليج مليئة بالخنا والفجور والإحباط والتقصير في العلم والدعوة والدين؛ حتى إذا تمخض عن ذلك شباب متشوف للتنزيل وقادته الأقدار إلى وضع خيالي وجد نفسه بدل أن يزيل الطاغية بشاراً والغزو الأمريكي لحرمات المسلمين في العراق؛ صار هو الطاغية وصار إرهابياً يحرم معه كل شيء؛ ويسب بكل لسان ويجرم التعاطف معه ولو شفقةً ويفسح له في الأرض 15 يوما: إما يأتي لجحيم السجون وإما يبقى حيث سيقتل بإجماع عالمي يحلله أصحاب العمائم الطيبون والخبيثون..
إن الداعشية ظاهرة تحتاج تحليلا أعمق وتفصيلا أدق و قلباً وقلماً أرحم وأشفق؛ فقد تشابكت في عجنها أيادي مختلطة من الجهال والمارقين والمنافقين والمرتزقة، وفيها من أظافير المكر العالمي ما هو بادٍ للعيان..
وأما قصة الخوارج والبغاة وما إليها!!!
وأنهم غير معروفين وأنهم لا علماء عندهم ولا تغرنكم صلاتهم؛ دون اهتمامٍ لعموم المسلمين الذي يصير هذا النوع من “التنزيل المُسيّس” فتنةً على بعضهم بحيث لا يستطيع معرفة أعداء الأمة الحقيقيين ولا هل الصلاة علامة فلاح أو أنها مؤشر تكفير وضلال؟!
فالرجاء الرجاء يا أهل الشريعة: نزهوا عقولكم قبل علومكم -وبالأخص من صدعوا رؤوسنا “بفقه المتغلب”-؛ فلا الخوارج عرفوا ولا التغلب حرروا!
وما بال هؤلاء يخوضون في فقه المتغلب مع أنه ليس من عادتهم التكلم في أمور السياسة ويعتبرون المتكلم فيها خارجا عن المنهاج القويم والصراط المستقيم؟!!
إن الأمر لجلل وإنه لعظيم، والله المستعان..
وكما قال بعض الكُتاب:
((الحروب لا تسير دائما وفق “المانيول” أو المخطط المرسوم لها، فالمفاجآت واردة:
فمن كان يتوقع الصدامات الدموية بين تنظيمين يمثلان القاعدة (النصرة والدولة) على الأرض السورية؟
ومن كان يتصور سقوط الموصل التي يتواجد فيها أربع فرق (30 ألف جندي تقريبا) خلال ساعات أمام زحف تحالف الدولة الإسلامية والعشائر وقوات البعث؟
المنطقة كلها تدخل مرحلة تحالفات ومخططات غريبة؛ ولذلك علينا أن نتوقع الكثير من المفاجآت، من بينها تغيير في المعادلات السياسية والعسكرية في الأسابيع والأشهر، وربما السنوات القادمة، فإبعاد النظام الروسي عن هذا الحراك الأمريكي، وغموض النظام السوري، عنصران أساسيان قد يفسدان الطبخة أو يحرقانها قبل أن تنضج!)).
يقول أحد المهتمين العالميين:
((غير أن جوهر التحالف الجديد، كما قال مسؤولون أمريكيون وعرب، هو اتفاق أمريكي مع السعودية على استضافة معسكر تدريب لآلاف المعارضين السوريين لقتال داعش والأسد.
وفي هذا قال مسؤولون في إدارة أوباما: إن المحادثات لا تزال مستمرة بهذا الشأن..)).
ومن تتبع الأمور بدقة وبغير تفانٍ ولا تهاوٍ؛ تأكد له خطورة الزج بكلمة الله لتسير عليها الدبابة الأمريكية والطائرات الغربية!
والمقصود هو تنزيه الوحي عن الأهواء، وترك كلمة الله عليا صافيةً بغير تطفيف؛ وبالأخص ممن يتحاشا العمل السياسي الأبلج، ثم يقحم نفسه في الوَحَلِ السياسي المُفخَّخِ اللجلج!
وجزى الله خيراً كل من حذر من الغلو والطيش وسفك الدماء وأنكر على كل الدواعش الشرقية والغربية؛ وذلك منهم سنة محمودة درجوا عليها جزاهم الله خيراً؛ كالدكتور المقاصدي أحمد الريسوني والشيخ رشيد نافع والشيخ العقرة والشيخ النهاري والشيخ الطريفي والشيخ عبدالعزيز الفوزان وجريدة السبيل والشيخ حماد ..
السلفيون وغيرهم كثير..؛ جزاهم الله خيرا.
وأخيراً فضيلة الشيخ المغراوي الفلالي وفقنا الله وإياه لرضاه..
ولن أزيد في إنكار الإرهاب عما بينته في كلمة محررة كانت نتاج ما استفدته من مؤتمر حضرته في الرياض عن مكافحة الإرهاب طبعت بحوثه في نحو عشر مجلدات؛ لخّصْتُ زبدتها في ساعة؛ في ندوة مع الدكتور المغراوي عن الأمن والإرهاب مطلع هذه السنة ..
وطلب مني الشيخ المغراوي ساعتَها أمام أعيانه؛ أن تكون شعاراً لجمعيته بل ورسالة توزع باسمها؛ وقد كنت بنيتها على قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217].
فنعترف بحرمة الشهر الحرام وننكر على من بغى منا وأخطأ دون أن نسلمه؛ ولكن لا نتغافل حرمة البيت الحرام وحرمة الشريعة المعظمة وأعراض المسلمين وحماية بلادهم وأمنهم الروحي واقتصادهم المعيشي من كل الإرهابيين ..
ومنه استقيت تدوينتي الشهيرة: “الدواعش الخمس”؛ التي جعلت منها جريدة الصباح كعادتها في الكذب والتلفيق والاختلاق مروقاً بيني وبين الشيخ المغراوي نفع الله به؛ وكأنها لم تعرف أن الشافعي خالف مالكا وابن القيم خالف ابن تيمية..؛ وما زال الخلاف بين أهل العلم دليلا على صدق اللهجة وإخلاص النية وأنهم ينشدون الحق لا سواه في الأفكار وفي الأشخاص وفي الأحداث وفي الجهات …
وكل ذلك لا يزيدهم إلا محبة وتناصراً حتى لو احتدم الخلاف وحصل البغي؛ فإن الصادقين منهم رجاعون إلى الحق؛ وما زادنا الخلاف ولله الحمد إلا توثيق صلة في الله وبالله؛ نصلح أخطاء بعضنا ونوجه أنفسنا لما فيه خير الأمة فنستعين بشيبة شيخنا لإفادة شبابنا بعلمه وخبرته؛ ويستعين شيخنا بقوة شبابنا حتى يختم الله شيبته لنا وله بالخير والحسنى؛ بعيدا عن مهاترات الصحف أو شخصنة الوقائع أو العبث بالشائعات التي ينشرها سفراء الأباليس من سماعي الكذب وأكالي السحت؛ الذين يسعون في الأرض فساداً؛ فلا تعودي لمثله يا جريدة الصباح: إنا نعظك أن تكوني من الجاهلين… صبحكِ اللهُ ومَسَّاكِ!