الشيخ محمد حسين يعقوب وزيارته الدعوية المباركة إلى المغرب
هوية بريس – إبراهيم بيدون
الخميس 18 شتنبر 2014
قام الشيخ محمد حسين يعقوب بزيارة مباركة إلى المغرب، حيث نزل بمدينة الدار البيضاء وقام بعدة جولات دعوية، من خلال ثلاث محاضرات مشهودة، واستضافات خاصة التقى فيها مع مجموعة من الدعاة والعلماء والمفكرين وأهل الإعلام.
فقد ألقى محاضرتين بالقصر الثقافي بعين السبع على مدى يومين متتابعين من تنظيم جمعية «الحياة للتنمية والأعمال الاجتماعية» تحت عنوان: «عجائب القلوب»، ومحاضرة بعنوان: «أحوال القلوب»، من تنظيم «جمعية الرعاية للأعمال الاجتماعية والثقافية» بقاعة لاكورا بالبرنوصي، ولقيت محاضراته الثلاثة إقبالا كبيرا من المغاربة شبابا وشيبا، نساء ورجالا، وذلك بسبب شهرة الشيخ وتمكنه من الإلقاء، وخطابته التي تزدان بفصاحته، كيف لا؟ وهو فوق ذلك يتحدث عن القلوب وعباداتها، ويكشف عللها ويصف أدويتها..
كما التقى الشيخ بمجموعة من العلماء والدعاة المغاربة وذلك في مجالس خاصة، على رأسهم:
الشيخ عادل رفوش، والشيخ محمد زحل، والشيخ المختار بن العربي الشنقيطي صاحب كتاب «العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر»، والشيخ حماد القباج، والشيخ الحسن الشنقيطي، والشيخ المقرئ عمر القزابري، والدكتور رضوان بنشقرون، وثلة من الكتاب والإعلاميين على رأسهم الأستاذ إبراهيم الطالب والأستاذ نبيل غزال..
وعن طلبه للعلم ذكر الشيخ محمد حسين يعقوب أنه نشأ في بيت دعوة إلى الله واستفاد من علم والده حسين وجده يعقوب، وكان والده حريصا على توجيهه منذ صغره إلى طلب العلم عموما والاهتمام بعلم القلوب خصوصا، وتحرير هذا العلم مما دخله وشابه من المخالفات.
وبعد تخرجه في عمر 20 سنة من كلية المعلمين مدرسا للغة العربية، سافر إلى المملكة العربية السعودية وهناك درس الفقه وأصول الفقه، وبعد خمس سنوات (عام 1985) رجع إلى الإسكندرية وانخرط في تدريس الفقه وأصوله مع مدرسة الدعوة السلفية إلى عام 1990، وبعدها تفرغ إلى الدعوة إلى الله مهتما بعلم القلوب والتأليف فيه؛ وقد ألف في هذا العلم مجموعة من المؤلفات منها: «أصول الوصول إلى الله تعالى»، و«أسرار المحبين في رمضان»، و«كيف أتوب؟»، و«الأنس بذكر الله»..، وهو الآن بصدد إصدار كتاب في ألفي صفحة في تحرير علم القلوب وتأصيله، إذ يعتبر هذا العلم علما مستقلا بذاته، اهتم به العلماء وألفوا فيه، كما يستفاد من كتب المتصوفة من خلال انتقاء الأصلح فيها في هذا الباب حسب قوله.
وكانت مجالس الشيخ في المغرب مجالس لشحذ القلوب وإصلاحها والتقريب من المولى سبحانه، فحسب الشيخ حماد القباج (أعظم ما يستخلص من المجالس التي عقدها في المملكة المغربية؛ صاحب الفضيلة العالم الجليل؛ الشيخ محمد حسين يعقوب وفقه الله تعالى؛ ملخص في قوله:
«شعورك بالأنس بالله تعالى؛ هو أول خطوة في الطريق إلى الله سبحانه..
ومن رأى من نفسه أنه يستأنس بالناس ولا يستأنس برب الناس؛ فهو على خطر عظيم فليتدارك نفسه بالتوبة والمجاهدة..»).
وقد سجل بعضهم عدم رضاه بزيارة الشيخ محمد حسين يعقوب، وهم أصناف:
«- قوم قست قلوبهم بالردود وهو من مربي القلوب في هذا الزمان..
– وقوم لا قلوب لهم والحياة عندهم مادة، وهؤلاء حقدهم ظاهر لداعية القلوب..
– وقوم متعصبون لطائفتهم، يروجون أنه بوق للانقلاب في مصر، وهذه فرية عظيمة.. وأظن حتى هؤلاء الصبية لا اهتمام لهم بالقلوب، وإلا لصانوا ألسنتهم حتى لا تخبث وتقسو قلوبهم..».
وفي الأخير أهمس في آذان الجهات الرسمية الوصية على الشأن الديني في بلدنا: «إن نجاح الداعية إلى الله وتعلق الناس به، مرده إلى أمور منها: صدقه مع الله، وحسن تكوينه الشرعي، وجودة خطابته، وقربه من الناس وهمومهم وقلوبهم، والدعاية له من خلال الإعلام الهادف..»، فالشيخ جمع هذه الأمور وغيرها، لذلك كانت زيارته إلى المغرب ناجحة ومباركة؛ نسأل المولى أن يجعلها في ميزان حسناته..