500 مليون دولار.. كلفة معركة مصيرية كبيرة لإزالة “إسرائيل”!

10 أبريل 2025 23:28

هوية بريس – محمد إلهامي

خروج وزير الحرب الإسرائيلي قبل أيام متحدثا عن أنهم اكتشفوا وثائق في نفق بغزة، وفيه تطلب الحركة الخضراء من إيران مبلغ 500 مليون خلال عامين، ويقول نص الوثيقة بأنهم بهذا المبلغ وخلال العامين سيغيرون وضع المنطقة وينهون هذه الحقبة من تاريخ أمتنا!

وجاء الرد الإيراني بالوعد بالمساعدة، لكن دون القدرة على الالتزام بمبلغ شهري ثابت في ظل ضعف الأوضاع الاقتصادية في إيران.

على حد علمي، لم تنفِ الحركة الخضراء صحة الوثيقة حتى لحظة كتابة هذه السطور.. ولا يعني هذا تأكيدا بصحتها بطبيعة الحال.. ولكن الذي يهمني الآن يتجاوز فكرة صحة الوثيقة.

لو افترضنا أن الوثيقة صحيحة فهذا يعني أن تقدير الحركة الخضراء لثمن معركة مصيرية كبيرة هو 500 مليون دولار.

فلو افترضنا أن الوثيقة غير صحيحة، وأنها محاولة إسرائيلية لتوريط إيران -مثلا- أو تحميلها مسؤولية هجوم 7 أكتوبر.. فهذا يعني أيضا أن العقل الإسرائيلي الذي تقمص روح الحركة الخضراء وعقل قيادتها، وتقمّص الرد الإيراني كان تقديره أن معركة مصيرية تحتاج إلى 500 مليون دولار!

وهذا هو الذي يهمني الآن.. هذه الخمسمائة مليون دولار!!

إذا كان عقل الحركة المتمرسة، أو عقل من حاول تقمص عقلها، يقدّر أن زوال إسرائيل وانتهاء حقبتها يحتاج إلى 500 مليون دولار فقط، تضخ في جسم هذه الحركة!!.. فهذا في واقع الأمر يخبرك أي كارثة نحن فيها الآن!!

ماذا يعني هذا؟!

إنه يعني أول ما يعني أن إزالة هذا الكيان ليس شيئا عسيرا ولا مستحيلا.. بل وليس في الحقيقة شيئا مكلفا.. إن 500 مليون دولار هذه ليست شيئا في ميزانيات الدول العربية، بل هو مبلغ يمكن أن يوفره عدد من رجال الأعمال بسهولة!

سيكون مضحكًا حين نتذكر أن انتقال نيمار لنادي الهلال السعودي كان يتكلف (100 مليون دولار)، أي: أي أن خمسة لاعبين مثل نيمار يمكنهم تحرير فلسطين!!!

كذلك سيكون مضحكًا حين تتذكر أن تكلفة إنشاء قطار “المونوريل” الذي سيخدم العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، سيتكلف (4.5 مليار دولار) أي: تسعة أضعاف مبلغ تحرير فلسطين!!

ولا أظنك ستضحك من القهر، بل ستضحك لأن شر البلية ما يضحك، حين تتذكر يوم أن جاء ترمب فأخذ في صفقة واحدة من دولة واحدة (ألف ضعفٍ) لهذا المبلغ (500 مليار دولار)!!..

السؤال الحارق هنا: لو أن هؤلاء يدفعون كل هذه الأموال ليحافظوا على عروشهم.. ويرتكبون كل هذه الخيانات ليستمر الحكم في نسلهم.. فحتى بميزان المنفعة المادية وحدها، فإن إنفاقهم هذه الأموال على الحركة الخضراء وأمثالها سيكون أقل كلفة وأبعد أثرا وأقوى لهم في ميزان القوى الدولية!!

هل رأيت أناسا يسَّرت لهم الجغرافيا، ووطَّأ لهم التاريخ، حلفاء استشهاديين مثل الحركة الخضراء وإخوتها قادرة على إزالة تهديد وجودي عظيم لكل المنطقة.. ثم هم ينكصون عنه وينكثون عهد الله وعهد شعوبهم فيه؟ ثم ينقضون كل هذا فيذهبوا إلى العدو نفسه فيتوسلون إليه بأضعاف أضعاف أضعاف هذه الأموال ليُبْقِيهم في عروشهم؟!

دعنا الآن من حسبة الدين والدار الآخرة.. لنبق في حسبة الدنيا وحدها، في السياسة النفعية البرجماتية وحدها..

ولنقل إن تقدير الحركة -أو تقدير من تقمص عقلها- كان مخطئا في مبلغ 500 مليون دولار، وأن المسألة كانت تحتاج مليارًا أو ملياريْن أو حتى عشرة!!..

كم من المليارات تذهب في القصور والملاهي والأفلام والمسرحيات ومسابقات السيارات وكرة القدم والغناء، وشراء نوادر المجوهرات وسلالات الخيل والصقور وأنواع المسك والعنبر والكافور… وسائر ما يمكن أن يستغنى عنه وعن بعض بعضه؟!

فأيها أنفع وأجدى وأقوم سبيلا.. أن تدفع مليارا أو ملياريْن أو عشرة لتقيم حليفا استشهاديا صلبا يصد عنك الأذى ويصنع لك قوة ومكانة ونفوذا؟.. أم أن تدفع التريليونات ثم لا تستطيع أن تتجنب حتى إهانات العلج البرتقالي العلنية مثل: أنا أحمي مؤخرته، أو: أين ديكتاتوري المفضل؟!!

صدق تعالى {إنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
23°
20°
السبت
22°
أحد
22°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M