الشيعة يزحفون وأهل السنة يعتزلون السياسة!

ذ. حماد القباج

هوية بريس – الأحد 21 شتنبر 2014

أتساءل عن مدى منطقية دخول السعودية في تحالف غربي ضد (داعش)؛ في الوقت الذي تحكم إيران قبضتها على اليمن من خلال جماعة الحوثي؟!

ما دامت السعودية تصنف الحوثيين جماعة إرهابية..

وما دامت الأطماع الشيعية في المنطقة معروفة..

وما دام خطر تلك الأطماع مرتفع جداً..

فلِمَ يتأخر مجلس التعاون في التدخل؟!

وليت شعري: بأية سياسة وبأي منطق؛ تنفق دول الخليج الملايير لإسقاط حكم جماعة الإخوان السنية المعتدلة وإقصاءها من المنطقة..؛ ولا تنفق عشرها لدفع خطر جماعة الحوثي المتطرفة الإرهابية (رأينا ماذا فعلت بطلبة العلم العُزّل في دماج وغيرهم!)..

من يصنع السياسة الخليجية؟

إلى أين تتجه هذه السياسة بالمنطقة؟

ما هذا التقصير في التحرك من العلماء؟

العراق في قبضة إيران، وسوريا واليمن قاب قوسين، والبحرين والكويت في كف عفريت..

والتحالف (الإمبريالي / الصفوي) واضح المعالم..

أخشى أن نبقى أسرى الفهم الكليل لمقولة: “من السياسة ترك السياسة“، والتطبيق الخاطئ لحكم: “طاعة ولاة الأمور“؛ حتى نجد أنفسنا مضطرين لزيارة الحسينيات في كل حج أو عمرة..!

لم يعد من المقبول أبدا: اعتزال العلماء للسياسة..

يكفي ما مضى من تقصيرنا؛ حتى مكّنا للروافض: يضطهدوننا في كل مكان يستولون عليه: استولوا على برلمان العراق ومرروا فيه قانون الإرهاب الذي يسجنون ويغتصبون به نساءنا في السجون، وعمقوا مأساة إخواننا في سوريا، وشردوا طلبة الحديث في اليمن، وتحكموا في جزء مهم من التدبير السياسي في الكويت، وشكلوا جماعات ضغط سياسية قوية في البحرين..

في الوقت الذي كانوا يشكلون كياناتهم السياسية في اليمن والخليج..؛ كنا نحن نحارب كل تمكن سياسي لجماعة الإخوان وغيرهم..، ونحارب كل من يدعم الإسلاميين في الانتخابات؛ حتى أن الشيخ مقبل عفا الله عنه؛ قال للشيخ أكرم زيادة: “لا تنشر فتوى الألباني بوجوب التصويت لحزب الإخوان”!!!

أفيقوا يا أهل السنة.. ادعموا الجماعات الإسلامية والتوجهات السياسية التي تدافع هذا الخطر الداهم سياسيا، وإلا ستضطرون لخوض حروب طائفية تكونون فيها ضعفاء أذلاء: “ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض“..