رؤية 2030 لإصلاح النظام التربوي تتوخى توفير تعليم وتكوين ذي جودة بشكل منصف لكل المواطنين
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 23 شتنبر 2014
أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بن المختار، اليوم الثلاثاء بالرباط، أنه على المشروع التربوي الجديد “رؤية 2030” أن يسمح بتغيير المدرسة المغربية لتمنح، بشكل منصف، لكل المواطنين تعليما وتكوينا ذي جودة، مرتكزا على القيم والمبادئ العليا للوطن.
وأبرز الوزير، الذي حلّ ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، لمناقشة موضوع “تحديات الدخول المدرسي ورهانات إصلاح النظام التربوي”، أن هذا التغيير المرتقب، في إطار المشروع الجديد الذي يحمل عنوان “مدرسة جديدة من أجل مواطن الغد”، ينبغي أن يؤهل المواطنين للاستعداد للمستقبل، والانفتاح، والمساهمة الفاعلة في بناء الرأسمال البشري الذي يحتاج إليه الوطن، وكذا الانفتاح على المبادئ الكونية.
وأوضح أن التدابير ذات الأولوية خلال الموسم الدراسي الحالي للمضي نحو تحقيق هذه الرؤية تتمحور حول التحكم في اللغة العربية والتمكن من التعلمات الأساسية، عبر اعتماد منهاج جديد للسنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي وتحديد عتبات الانتقال بين الأسلاك.
كما تركز هذه التدابير على التمكن من اللغات الأجنبية ، مشيرا في هذا الصدد إلى توسيع البكالوريا الفرنسية لتشمل مجموع الأكاديميات في 45 مؤسسة تعليمية بعد أن أبانت المرحلة التجريبية لهذا المسلك في خمس مؤسسات، السنة الماضية، عن نتائج إيجابية.
وأضاف في السياق ذاته أن خيار “البكالوريا الانجليزية سيتم إطلاقه، بصفة تجريبية، على صعيد الأكاديميات الجهوية للرباط والدار البيضاء وطنجة، والبكالوريا الاسبانية بأكاديميتي تطوان والناظور”.
وأشار إلى أن الدخول المدرسي 2014-2015 يتميز بتحقيق الاندماج بين قطاعي التعليم العام والتكوين المهني وتثمين هذا الأخير، خاصة عبر إرساء “البكالوريا المهنية” في مهن صناعة السيارات والطيران والفلاحة من أجل تحقيق تلاؤم أكبر بين النظام التربوي والمحيط الاقتصادي.
واعتبر أن هذا الاندماج سيعزز التوجيه نحو التكوين المهني وسيفتح آفاقا وفرصا جديدة أمام تلاميذ المرحلة الثانوية تؤهلهم بعد الحصول على الباكالوريا المهنية إما ولوج سوق الشغل أو متابعة دراساتهم العليا.
وتشمل تدابير الرؤية الجديدة ابتداء من هذه السنة تحسين منظومة التكوين الأساسي عبر إحداث “نوادي للتفتح” خاصة باللغات والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، إلى جانب مواصلة تحسين العرض المدرسي وتعزيز التأطير التربوي والحكامة وتخليق المدرسة لترسيخ القيم والنزاهة.
وأكد الوزير أن تخليق المدرسة المغربية يعد واجبا وطنيا يتعين على كل مواطن القيام به لتحقيق هذا الهدف النبيل، وقال إن “مدارسنا أصبحت مسرحا للعديد من السلوكيات غير المقبولة، والتي تساءل مجموع المتدخلين للتحرك من أجل الحد منها وتحصين مؤسساتنا التعليمية ضد أي تجاوز”.
من جهة أخرى ، أكد بن المختار أن عدم الترخيص للأساتذة وموظفي قطاع التربية الوطنية بمتابعة دراساتهم العليا “قرار حكومي”، وقال ” شخصيا، لم أمنع أي أستاذ أو موظف من موظفي التربية الوطنية من متابعة دراساته العليا، لكنني لم أرخص بذلك لأحد”، مؤكدا أن “الحكومة قررت وضع حد لهذه المهزلة”.
وفي هذا الصدد، أورد الوزير حالة مدرسة ابتدائية تقع على بعد ألف كيلومتر عن الرباط، طلب أحد عشر أستاذا يشتغلون بها ترخيصات لمتابعة دراساتهم العليا بالعاصمة ليتركوا التلاميذ في مواجهة مصيرهم.
وبخصوص الدعم الاجتماعي برسم الدخول المدرسي 2014-2015، أشار الوزير إلى أنه بلغ 2,113 مليار درهم، اي بارتفاع نسبته 10,6 في المئة مقارنة مع السنة الماضية.
وأوضح أن هذا الدعم يتوزع ما بين941 مليون درهم للمطاعم المدرسية والداخليات، و778 مليون درهم لبرنامج تيسير، و360 مليون درهم للمبادرة الملكية “مليون محفظة”، و34 مليون درهم للنقل المدرسي.