«جمعية حكمة» تكرم الشيخ محمد الحسن الشرقاوي على جهوده الدعوية والتربوية
هوية بريس – عبد المجيد أيت عبو
الأربعاء 24 شتنبر 2014
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فقد تشرفت “جمعية حكمة” بتنظيم نشاط افتتاحي لهذا الموسم بعنوان: “رجل التعليم والتربية بالقدوة” يوم السبت 24 ذو القعدة 1435هـ/20 شتنبر 2014م احتفاء وتكريما للأستاذ الجليل والشيخ الفاضل محمد الحسن الشرقاوي.
والجمعية إذ تحتفي وتحتفل بهذا الرجل فإنما ذلك من بعض الحق له عليها وعلى ساكنة مدينة قلعة السراغنة، فهو عَلَم بارز من أعلامها، قضى زهرة عمره فيها تعليما وتربية ونصحا وتوجيها وحرصا على نفع أهلها، مجاهدا بماله وعلمه ووقته، باذلا كل ما في وسعه من أجل الإصلاح. ومن صَنَعَ المعروف فحقه أن يكافأ، وأعظم المعروف الدعوة إلى الخير، ودلالة الخلق عليه، والاحتفاء بالأفاضل الداعين إلى الخير برا وصلة ووفاء وتبجيلا وتوقيرا ودلالة على منهجهم وطريقهم في الإصلاح.
إن هذا النشاط كان فرصة للتعريف بسيرة الشيخ ومساره العلمي والتربوي ومنهجه الإصلاحي المعتدل.
افتتح الحفل بتلاوة عطرة للقارئ الأستاذ: عبد الكريم العاطفي
ثم ثنى الأستاذ عبد الكريم العاطفي بكلمة الجمعية بهذه المناسبة، ألقاها نيابة عن رئيس الجمعية السيد الأستاذ: المصطفى بلعريف، وقد ضمنها الأستاذ الفاضل احتفاء الجمعية بالشيخ الشرقاوي، وسعادتها الغامرة بعد أن وفقت لاختيار هذا النشاط، مشيدا بمكانة الشيخ وقيمته العلمية وثماره الدعوية اليانعة بمدينة قلعة السراغنة.
ترجمة الشيخ:
تقدم الأستاذ الفاضل رضوان نافع ترجمة عن الشيخ الشرقاوي ضمنها نشأته ودراسته في مرحلة الكتاب، والمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ودراسته بالجامعة الإسلامية وأبرز من درس على أيديهم من العلماء والمشايخ، ثم مرحلة إمامته بمسجد أمستردام بدولة هولندا، ثم عودته إلى بلاده المغرب وتعيينه أستاذا لمادة التربية الإسلامية بالسلك الثانوي التأهيلي بمدينة قلعة السراغنة، ومساره الدعوي بها. وقد اكتنف الترجمة خلاصات تجربة الشيخ الدعوية، وأهم المحطات في مساره التعليمي والتربوي.
الشهادات في حق المحتفى به:
ثم تلت هذه الترجمةَ فقرةُ الشهادات في حق الشيخ المحتفى به، وهي شهادات مختلفة متنوعة، لكنها تتفق جميعا في الاعتراف بفضل الشيخ ودماثة أخلاقه وتواضعه ولين جانبه واستماته في الدعوة إلى الله وصبره عليها.
شهادة الوسط الدعوي:
تقدم الأستاذ الداعية حسن زمام بشهادته في الشيخ مثنيا عليه وعلى علمه، معترفا بجهوده الدعوية في القلعة، مشيدا بتوطد العلاقة بينهما في مجال الدعوة إلى الله في المنشط والمكره.
شهادة من زملاء الشيخ في العمل التربوي:
– تقدم الأستاذ محمد اليونسي بشهادته التي أبرز من خلالها اعتدال منهج الشيخ في الدعوة إلى الله خاصة في أوقات استفحل فيها الغلو والتشنج والتعصب، وبين أن منهجه المعتدل كانت له آثاره الطيبة على طلبة العلم، وعلى عموم المستفيدين من دار القرآن التي كان الشيخ مشرفا عليها.
– كما تفضل الأستاذ الدكتور سعد عبد الغني (وهو من تلاميذ الشيخ في المرحلة الثانوية) بشهادة في السياق ذاته، مؤكدا على سماحة الشيخ وعلمه، معتزا بعلاقة الخاصة به، معترفا بفضل الشيخ الذي كان يتلقى على يديه دروس الفرائض.
شهادة من تلاميذ الشيخ في الثانوية:
– كتب التلميذ عبد الرحيم لقمان كلمات أثنى فيها على الشيخ وعلى منهجه في التعامل مع التلاميذ، وصبره وعطفه عليهم.
– أما الأستاذ يوسف خمر، وهو من تلاميذ الشيخ القدماء، درس عليه مادة التربية الإسلامية بثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية؛ فقد تقدم بشهادته في الشيخ مؤكدا على سيرة الشيخ الحسنة عند التلاميذ، وجده في التعليم، وحرصه على البعد التربوي الذي لا ينحصر في الفصل الدراسي وإنما يتعداه إلى خارج الفصل، بل خارج أسوار المدرسة، فهو حريص على تلاميذه، دؤوب على تقديم النصح لهم.
شهادة من أحد محبي الشيخ وملازميه:
تقدم السيد أبو عبد الله السرغيني بشهادته في حق الشيخ، والتي عبر فيها من خلال عفويته وتلقائيته عن حب الشيخ للسنة وأهلها، وبغضه للبدعة وأهلها، وحرصه على نشر التوحيد ونبذ مظاهر الشرك. ولم تخل مداخلته من بعض الطرائف التي وقعت له مع الشيخ.
شهادة طلبة الشيخ:
تقدم الأستاذ عبد الكريم حمد (وهو من طلبة الشيخ الملازمين لدروسه العلمية) بشهادة في حق الشيخ باسم طلبة العلم الذين استفادوا من الشيخ منذ أسس جمعية الإمام مالك للتربية، وهي شهادة تفيض وفاء واعترافا بأفضال الشيخ عليهم بعد الله تعالى في تحصيل العلم والتأدب بآدابه، وتستعرض مختلف المتون العلمية والدروس الدعوية التي استفادوها من الشيخ.
مداخلة: “رجل التعليم والتربية بالقدوة”:
تقدم الأستاذ العزيز الشيخ: محمد مبهيض بمداخلة وقف فيها وقفات مع الشعار المقترح للنشاط: “رجل التعليم والتربية بالقدوة” مؤكدا على ضرورة القدوة في التربية، مستدلا لذلك بجملة من النصوص القرآنية والنبوية والشواهد الواقعية، وقد أدلى في ضمن ذلك بشهادته في حق المحتفى به.
حوار مع الشيخ حول تجربته الدعوية:
أجرى الأستاذ عبد الرزاق أيت الحمدي حوارا مع الشيخ الشرقاوي مستفسرا عن خلاصة تجربة الشيخ الدعوية، وأهم المواقف التي مر بها مساره الدعوي، وقد صدر الشيخ الإجابة عن هذه الأسئلة بإشراقات علمية أكد من خلالها على وجوب جمع الكلمة، وضرورة التعاون بين المسلمين، ونبذ الفرقة والاختلاف متمثلا قول الله جل وعلا: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْء“، وحث على وجوب الإخلاص والصدق في الدعوة إلى الله تعالى، والصبر على تبليغها، وتقديمها على كل مصلحة دنيوية.
كلمات الضيوف:
أبى محبو الشيخ الشرقاوي من المدن التي يتردد عليه ويحاضر فيها إلا أن يشاركوا جمعية حكمة في احتفائها بالشيخ، فقدم منهم ممثلو بعض الجمعيات الدعوية بتلك المدن، وألقوا كلمتاهم نيابة عن جمعياتهم، وكانت فرصة لتجدد التواصل وتوطد العلاقات.
وكانت المداخلات من الأستاذ: محمد هرماش ممثلا جمعية السعادة للتربية بتملالت. والسيد: محمد برحال ممثلا جمعية أولاد عياد للتنمية البشرية والثقافية، والأستاذ أحمد اللويزة ممثلا جمعية الوئام بمدينة بن جرير.
الاحتفاء بالشيخ شعرا:
نادرا ما تغيب الكلمة الموزونة عن أعراف التكريم والاحتفاء والاحتفال، ولذلك تفضل الأستاذ عبد المجيد أيت عبو بقصيدة أنشأها في حق المحتفى به مشيدا بعمله وجهوده الدعوية؛ ومما ورد في قصيدته:
جِـئْـنَا احْتِـفَاءً نُحَيِّي شَـيخَ قَلعَتِنا***شكرا وفخرا وتكريما لما فعَلاَ
محـمدُ الحـسـنُ الـدَّاعي بِهِـمَّـته***إلى سبيل الهدى بالعلم ما بخلا
بَسَطْتَ فقْهَك للطلاب خِرْتَ لهم***متن البلوغ تَسُوقُ الفقهَ منتخلا
أفَادَ من درسك الطلاَّبُ إذ نهلوا***علمَ الحديثِ وما في الفنِّ قد نُقِلاَ
تقديم الهدايا للشيخ:
توج الحفل بتقديم هدايا للشيخ، ومهما بغلت هذه الهدايا من قيمة مادية فإنها لا تقف في جنب ما قدمه المتدخلون من تكريم معنوي للشيخ.