براءة الشيخ صالح المغامسي من مباركة انضمام الجيش السعودي لحلف أمريكا
هوية بريس – إبراهيم بيدون
الخميس 25 شتنبر 2014
تم في اليومين الأخيرين تداول مجموعة صور للشيخ صالح بن عواد المغامسي رفقة أفراد من الجيش السعودي؛ وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي تم اتهام الشيخ بالتواطؤ مع القوى الغربية؛ وتحميله مباركته المشاركة السعودية مع حلف أمريكا لمواجهة تنظيم “داعش”. وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت مشاركتها في هذا الحلف على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل.
وتعليقا على ذلك كتب الأستاذ عبد الله بن حافظ الحكمي في حسابه على “الفايسبوك”: “وصلني واتساب: اتصلت بالشيخ صالح المغامسي قبل قليل وبلغته بمضمون ما أرسلته (الصور)، وقال: زيارتي قبل ما يقارب أسبوعين ضمن برنامج توعوي لمنسوبي وزارة الدفاع، وقال: (حسبي الله على من استخدم الصور بغير محلها، ولن أحلل جميع من تداولها لأغراض سيئة في نفوسهم، وسأقف معهم أمام حكم عادل)..”.
ثم بالاطلاع على الصفحة الرسمية للشيخ صالح المغامسي في “الفايسبوك”؛ تجد مجموعة من منشورات اليوم تتحدث عن الخوض في أعراض الناس وعظم جرم رمي الناس بما ليس فيهم، ومنها قوله: “الإنسان يفرّ من الظلم، ومن أعظم الظلم أن يتعرّض الإنسان لأعراض المؤمنين؛ ويقول في الناس ما ليس فيهم!“.
فها هو الشيخ يتبرأ مما نسب إليه، وما تم تحميله إياه من أنه زار قاعدة عسكرية ليبارك جنود الجيش السعودي في مشاركتهم في العمليات التي تشنها أمريكا ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، والتي بلا شك سيتضرر منها الآمنون من المدنيين في كلتا الدولتين، والفصائل الأخرى التي تقاتل النظام السوري، والتي سيتم محاربتها بطريقة غير مباشرة حتى يستفيد النظام السوري من غير إعلانها هذا الغرض، لأن كل عقلاء العالم ضد دموية نظام بشار وجرائمه، كما أنهم ضد التنظيم الإجرامي “داعش”.
الغريب في مثل هذه الفتن؛ هو مسارعة الأحداث إلى رمي المشايخ والدعاة بسوء القول وبالخيانة وبمباركة الظلم؛ مع تحميل المحتمل على أسوء وأشر محامله.. وكأن الشيخ المطلوب منه مواجهة ومحاربة جيش بلده، لا أن يقوم بدوره في النصح والتعليم والتوعية؛ فكيف إذا كان الأمر ضمن برنامج توعوي لمنسوبي وزارة الدفاع.. ثم إن غالب هؤلاء المتسرعين للأسف ينطلقون من مبدأ التخوين، لكل من لا يوافقهم على مبادئهم ومفاهيمهم..
فاتقوا الله في أهل العلم والدعوة، وقوا ألسنتكم عن أعراض الناس، ولا تحملوا الناس ما لا يدينون الله به، لمجرد الشكوك والظنون وعدم الانتساب لتياركم.. فأهل العلم متفرقون في مجالات دعوتهم وتربيتهم، ولكل مجاله، ولهم مصالح فيما لا يظهر للعامة..
وردا على إحدى السفاهات من أنه افتضح أمر من كان يبكي الناس؛ نقول: “سيبقى الشيخ مؤثرا في وعظه، ومؤثرا بحاله كما كان، لأن ذلك لا نشك في صدقه فيه، وإن كنا لا نزكي على الله أحدا؛ ويقيننا بأن تأثير وعظه علينا راجع إلى صدق الشيخ وتعلقه بالله، وربانيته..”.