اعتداءات متكررة على الأقصى ومحاولات للاستيلاء عليه زمنيا قبل تدميره
هوية بريس – مفكرة الإسلام
الأربعاء 08 أكتوبر 2014
لأول مرة منذ 67.. الاحتلال يقتحم الجامع القبلي المسقوف في الأقصى
ذكرت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” أن قوات خاصة من الاحتلال اقتحمت اليوم الأربعاء، (الجامع القبلي المسقوف في المسجد الأقصى المبارك) لمسافة خمسة عشر مترًا.
وقامت قات الاحتلال بإلقاء وابلاً من القنابل الحارقة والغازية والصوتية؛ ما أدى إلى حرق جزء من سجاد المسجد، كما قامت بتحطيم عدد من شبابيك المسجد الزجاجية، خلال عملية الاقتحام والاستعداد لها.
وأكدت “الأقصى للتراث”، أن “هذا الاقتحام بالإضافة إلى تدنيس المسجد الأقصى رفع عدد المصابين إلى نحو 20 مصاباً داخل حدود الأقصى المبارك، منذ ساعات الصباح وحتى الآن”.
الصهاينة يخلون الأقصى والإبراهيمي وتفتحونهما لليهود
كشفت مديرية أوقاف الخليل أن سلطات الاحتلال الصهيونية أبلغت رئيس سدنة الحرم الإبراهيمي الشريف بإغلاق الحرم بالكامل في وجه المصلين المسلمين يومي الأحد والاثنين المقبلين وفتحه أمام اليهود.
وقالت مديرية أوقاف الخليل في بيان لها أصدرته اليوم الأربعاء إن الجيش الصهيوني هو من أبلغ رئيس سدنة الحرم الإبراهيمي بأمر الإغلاق، مقابل فتحه أمام المستوطنين بجميع أروقته وساحاته، بذريعة الاحتفال بعيد “العُرش” اليهودي الذي بدأ اليوم ويستمر أسبوعا.
وكانت السلطات الصهيونية قد أغلقت الحرم مرات عدة الأسبوع الماضي بمناسبة الأعياد اليهودية.
ويأتي هذا التطور تزامنا مع اقتحام مستوطنين صباح اليوم باحات المسجد الأقصى في ظل حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بعيد مواجهات عنيفة مع فلسطينيين داخل وخارج باحات المسجد.
ودخل المغتصبون باحات المسجد في القدس المحتلة بعد ساعات من شروع قوات الاحتلال في منع دخول المسلمين للمسجد لتمكين مستوطنين من دخول الباحات.
واستخدمت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والغاز المدمع والرصاص المطاطي أثناء المواجهات، مما أدى إلى إصابة عدد من الموجودين داخل المسجد الأقصى بينهم كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948.
واندلعت المواجهات إثر منع الاحتلال الفلسطينيين دون الستين عاما من دخول المسجد الأقصى, وذلك بهدف تأمين دخول المستوطنين باحات المسجد ضمن ما يعرف بعيد “العُرش” الذي يقولون إنه يرمز للصعود إلى ما يسمونه “جبل الهيكل” وتقديم القرابين عليه.
وأشار مراسل الجزيرة إلياس كرّام إلى أن قمع قوات الاحتلال الصهيوني لجموع المصلين كان عنيفا، وذلك بعيد ساعات من اجتماع نتنياهو بقادة الشاباك والشرطة وحديث عن منحه تعليمات بالانتشار الكثيف في القدس لوقف “العنف الفلسطيني”، على حد تعبيره.
من جهتها قالت شرطة الاحتلال إن ثلاثة من عناصرها أصيبوا جراء المواجهات، في حين قال شهود عيان إن عددا من المصلين أصيبوا بحالات اختناق في المسجد بعد إطلاق قوات الاحتلال الصهيوني القنابل المدمعة باتجاه المصلين.
في الموضوع ذاته حذّر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين من تداعيات قيام الشرطة الصهيونية بمنع المصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى، مقابل السماح لمستوطنين صهاينة باقتحام المسجد، وقال إنها محاولة لفرض واقع جديد في المسجد.
وقال حسين إن “الأمور صعبة للغاية، وواجب على العالمين العربي والإسلامي أن ينهضا للدفاع عن المسجد الأقصى بكل المستويات السياسية والقانونية، واستعمال كل ما يمكن من طرق لحماية المسجد الأقصى”.
ووصف المفتي إجراءات الكيان الصهيوني بأنها “تعسفية وظالمة ضد المسجد الأقصى”، وقال إنه “من الواضح أن هناك نوايا سيئة لمحاولة فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، ولكنها إجراءات مرفوضة فالمسجد الأقصى للمسلمين وحدهم”.
ومنذ العام 1994 يُقسّم الحرم الإبراهيمي -الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام- إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين وآخر باليهود، وذلك بعد قتل مستوطن يهودي 29 مسلما أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير من العام ذاته.
ويسمح الصهاينة للمصلين المسلمين بدخول الجزء الخاص بهم في الحرم طوال أيام السنة، في حين تسمح لهم بدخول الجزء الخاص باليهود عشرة أيام فقط في السنة، وذلك خلال الأعياد الإسلامية وأيام الجمعة وليلة القدر من شهر رمضان، بينما تسمح لليهود بدخول القسم المخصص لهم طوال أيام السنة، وبدخول الحرم كله خلال بعض الأعياد اليهودية.
مخطط صهيوني لمد خط سكة حديد يصل إلى أسفل الأقصى
قالت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث”: “إن الاحتلال الإسرائيلي يستعمل شبكة المواصلات بأنواعها في مدينة القدس المحتلة لفرض مزيد من وقائع التهويد وحصار المسجد الأقصى وتكثيف الاستيطان في مدينة القدس المحتلة عموما، وحول المسجد الأقصى بشكل أخص”.
وذكرت المؤسسة في بيان صحافي اليوم الأربعاء، أن الاحتلال يطرح في الفترة الأخيرة مخططات لشبكة المواصلات بشكل كثيف تصب كلها لتسهيل وصول “الإسرائيليين” والسياح الأجانب إلى منطقة البراق والقدس القديمة، وتشمل شبكة القطارات الخفيفة والعادية بحسب وكالة قدس برس.
ولفتت المؤسسة الناشطة في مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية، إلى أن أخطر ما في الأمر ما تم تداوله عبر وسائل إعلام إسرائيلية أكثر من مرة عن وجود مخطط لمد سكة حديد من تل أبيب تصل إلى مدينة القدس ويكون أحد مساراتها إلى منطقة البراق، وأضافت أن أحد تفريعاتها سيكون إلى منطقة مقبرة مأمن الله، دون التطرق إلى تفاصيل مسار هذا القطارات.
وأشارت “مؤسسة الأقصى” إلى ما صرح به وزير المواصلات الصهيونية “يسرائيل كاتس”، بأنه قد أصدر تعليماته بالبدء بوضع مخطط لمسار تحت أرضي لسكة قطار يبدأ من “مباني الأمة” التي تقع في المدخل الغربي لمدينة القدس المحتلة، وتصل إلى منطقة البراق “وجبل الهيكل”، المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى.
وجاءت تصريحات كاتس خلال حفل تدشين البدء بمد خط قطار من مدينة تل أبيب إلى القدس، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو”، وهو الأمر الذي يعطي لهذه التصريحات معان عميقة.
وقال بيان المؤسسة: “إن الاحتلال يخطط إلى مد سكة حديد تصل إلى أسفل المسجد الأقصى، وترتبط بشبكة الأنفاق التي يحفرها منذ وقت طويل، ويواصل حفرها وتوسيع وتعميق رقعتها، خاصة وأن هناك خرائط ووثائق، كانت قد كشفت عنها المؤسسة سابقا، تشير إلى مخطط لحفر أنفاق تخترق أسفل المسجد الأقصى من جهة منطقة البراق باتجاه الشرق”.