سب وشتم وعض.. بالبرلمان عقب خطاب الملك

هوية بريس – عبد الله مخلص

السبت 11 أكتوبر 2014

ما إن غادر الملك قبة البرلمان معلنا افتتاح الدورة الخريفية ومؤكدا على ضرورة النضج السياسي والوعي بحساسية المرحلة وأن الفاعل الحزبي المغربي «لا يرقى دائما إلى مستوى ما يتطلع إليه المواطن لأنه شديد الارتباط بالحسابات الحزبية والسياسوية»، حتى شبت معركة ابتدأت بالمناوشات الكلامية؛ ثم السب والشتم؛ لتتطور بعد ذلك إلى اشتباك بالأيدي والعض.

وشكل طرفا الصراع في المعركة البرلمانية كل من المستشار البرلماني عزيز اللبار، عن حزب الأصالة والمعاصرة، والأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط.

فبعد أن هنأ شباط زميله في مدينة فاس، عزيز اللبار، بقوله: «مبروك العيد»، أجابه الأخير: «الله يأخذ فيك الحق يا الشفار بعتي فاس»، فحمى الدم في العروق وارتفعت الأصوات وابتدأت فصول المعركة الشرسة، وقد تدخل بعض البرلمانيين لفض الاشتباك بالأيدي.

وعلى إثر هذا الحادث قرر حزب الجرار طرد المستشار اللبار؛  وجاء في بلاغ للحزب «على إثر الحادث الغير المسؤول الذي شهده ملتقى المعارضة البرلمانية بمجلس النواب مساء يومه الجمعة 10 أكتوبر 2014، والذي تسبب فيه المستشار البرلماني عزيز اللبار من خلال تهجمه على الأمين العام لحزب الاستقلال السيد حميد شباط.

وبعد التحري الجدي والدقيق واستجماع كل المعطيات التي تؤكد أن ما صدر عن المستشار المذكور لم يكن بريئا بل وراءه جهات خفية وعمل مخطط له بشكل مسبق ومحبك لنسف مبادرة تنسيق عمل المعارضة بالبرلمان، الذي بات من دون شك يزعج ويقلق جهات معلومة عبرت أكثر من مناسبة عن حساسيتها المفرطة لكل المبادرات المعلنة والجهود المبذولة من طرف فرق المعارضة بالبرلمان،  تقرر بناء على الضوابط والقوانين الداخلية للحزب اتخاذ الإجراءات اللازمة لطرد المستشار البرلماني عزيز اللبار من الفريق البرلماني للحزب بمجلس المستشارين، ومن كل أجهزة الحزب وطنيا ومحليا».

وقد علق مصدر -حبذ عدم ذكر اسمه- على هذا القرار بقوله: إنه قرار يدل على أن المعارضة في البرلمان غير ناضجة؛ وأنها لازالت غارقة في نظرية المؤامرة وتعليق فشلها بأطراف أخرى، وأن قرار طرد اللبار خديج وغير واع لأن الحزب لم يأخذ وقتا كافيا للحسم في الموضوع والاطلاع على جوانب أخرى للواقعة من شأنها أن تنور رؤيته.

أما فيما يخص شباط فصرح محللنا أن مهازله أكثر من أن تحصر ومواقفه وتصريحاته جعلت حزبا عتيدا وذا رصيد تاريخي كبير كحزب الاستقلال معرضا للسخرية والتنذر؛ وأن تصرفات من هذا القبيل ومباشرة بعد خطاب تاريخي للملك أمر له دلالات كبيرة يجب الوقوف عندها مليا.