ملخص أشغال المؤتمر الوطني الأول حول تدريس العلوم الصحية باللغة العربية
هوية بريس – مصطفى الونسافي
الأحد 19 أكتوبر 2014
شهدت كلية الطب والصيدلة بالرباط أمس السبت تنظيم مؤتمر وطني بعنوان «تدريس العلوم الصحية بأية لغة؟»، وقد نظمته «الجمعية المغربية للتواصل الصحي» بتنسيق مع «معهد الدراسات والأبحاث للتعريب»، وكان تحت الرئاسة الشرفية لوزير التعليم العالي وتكوين الأطر الدكتور الحسن الداودي.
المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه بالمغرب عرف حضورا وازنا من أساتذة وباحثين من تخصصات علمية مختلفة، وقد انطلقت أشغاله في حدود الساعة الحادية عشر والنصف صباحا، بعد الانتهاء من ورشتين نوقش خلالهما موضوعا: «المجلة الصحية.. الحصيلة والآفاق»، و«التعليم الطبي بأية لغة؟».
وانطلقت الجلسة الافتتاحية بكلمة لرئيس المؤتمر الأستاذ جمال الدين البورقادي، أعطى من خلالها صورة شاملة عن موضوع المؤتمر والأهداف التي يسعى منظموه لتحقيقها؛ ثم ألقى الوزير الدكتور الحسن الداودي كلمة ذكّر فيها بكون اللغة العربية كانت هي لغة العلوم بمختلف فنونها منذ أكثر من ألف سنة، وأن موجة الاحتلال الغربي للمنطقة العربية والإسلامية كانت حريصة على تهميش العربية بهدف تفريق الصف والقضاء على العلم.
واعتبر الدكتور الداودي أن الجهود الرسمية المبذولة في سبيل النهوض باللغة العربية قد لا تكون بقوة ونجاعة مثل هذه الفعاليات ذات البعد الأكاديمي،ومن هذا المنطلق أكد وزير التعليم العالي على أهمية المؤتمرات والندوات من هذا القبيل في النهوض باللغة العربية وتقوية حضورها على مختلف المستويات.
كما عرفت الجلسة الافتتاحية كلمة لكل من الأستاذ محمد عدناوي، عميد كلية الطب والصيدلة بالرباط، والأستاذ محمد الفران، مدير «معهد الدراسات والأبحاث للتعريب»، والدكتور عبد المجيد طريباق، الخبير بالمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)، والأستاذ التونسي أحمد بن عبد العزيز، والذي قدم كلمة باسم المحاضرين الأجانب، واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة لرئيس «الجمعية المغربية للتواصل الصحي» الأستاذ أحمد عزيز بوصفيحة.
وبعد ذلك تم عرض فيلم تعريفي قصير يتضمن حوارا شبابيا يبرز أهمية تعريب العلوم، ثم كرمت الجمعية الدكتور مصطفى محفوظ بدرع تذكاري وعدد من الإصدارات العلمية القيمة تقديرا لجهوده في تعريب عدد من الكتب والبحوث العلمية في مجال الطب؛ وبعد ذلك قدم الأستاذ محمد الفران محاضرة بعنوان «اللغة العربية ومفاهيم العلوم».
وبعد استراحة غذاء استؤنفت أشغال المؤتمر بعدد من المحاضرات القيمة التي قدمها دكاترة وأساتذة من المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس والبحرين، وكان مبرمجا أن يحاضر دكتور من ليبيا غير أنه تعذر عليه المجيء بسبب صعوبات في الحصول على التأشيرة بحسب ما أفادت اللجنة المنظمة للمؤتمر.
وقد تمت برمجة ست محاضرات موزعة على محورين هما: «اللغة الوطنية والتقدم العلمي»، و«تدريس العلوم الصحية بالعربية»، وتم فتح باب المداخلات بعد انتهاء محاضرات كل محور؛ واختتمت فعاليات المؤتمر بجلسة لعرض التوصيات، مع إعطاء الفرصة لجميع الحاضرين للإدلاء بتصوراتهم واقتراحاتهم من أجل تضمينها في نسخة معدلة من التوصيات.
يذكر أن الجهة المنظمة للمؤتمر -الجمعية المغربية للتواصل الصحي- تصدر مجلة دورية للعلوم الصحية، يشارك في تحرير مادتها أساتذة ودكاترة من مختلف المؤسسات الجامعية المغربية، وتمتاز بمحتوى علمي غني يشمل دراسات وتقارير وبحوثا علمية صحية، وتسعى الجمعية إلى نشر الوعي بالجانب الصحي لدى عموم فئات المجتمع وفق رؤية معاصرة مواكبة لآخر التطورات في هذا المجال، وملتزمة بقيم المجتمع وأصالته.