المصطادون في الماء العكر.. والنافخون في نار الكدر.. (وداع بعد استقالة)..
حماد القباج
هوية بريس – الأربعاء 28 غشت 2013م
لقد أدهشني موقف بعض المنتسبين إلى طلب العلم -وحاش العلم من هذه الأخلاق- الذين لم يروا في حدث استقالتي.. وما انبنى عليه وما ترتب عليه.. لم يروا في ذلك كله سوى (الشقاق) و(الانشقاق) و(الشقوق) و(الشق)..
لم تنبعث هممهم لتوجيه رسالة نصح لنصرة المظلوم؛ ولا فاضت همومهم بالدعوة إلى مواساة المكلوم..
ألا فاعلموا هداكم الله أن موقفي -جعله الله خالصا- يقوم على أعمدة لن تنال منها بإذن الله سهام مكركم ولا معاول هدمكم:
1- الشيخ الدكتور محمد المغراوي شيخي وحبيبي.. ورأيي فيه أنه عالم سلفي مصلح.. بذل جهده وقدم اجتهاده.. فأصاب وأخطأ كغيره من البشر وحسبه شرفا أن تعد معايبه.. وإذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث.. وحاشاه من تهم الميتين الذين يفسرون المواقف بالطمع والجشع..
2- شاء الله -وهذا من فضله علي- أن اجتمعت مع الشيخ على مائدة كريمة وسفرة شريفة.. الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. في جو ملؤه التعاون بلا تهاون والمحبة بلا نفاق والتوافق والاختلاف بلا سوء ولا شقاق.. وافقته وخالفته.. وعارضته وأيدته.. فما زادنا ذلك إلا محبة وصدقا وأمانة وبرا..
3- كنا رجالا عند المحن.. وثابتين بتثبيت الله عند الفتن.. نحضر عند الرهب ونغيب عند الرغب.. نسارع عند الفزع ونتراجع عند الطمع.. كتبنا وما كذبنا.. وحاضرنا وما حضرنا..
4- هبت رياح الربيع بلا علم منا ولا صنيع.. فاجتهدنا للدعوة ودعونا إلى استغلال الفرصة لتأييدها وتسديدها.. فوافقنا الأكابر وشجعنا كل فاضل شجاع مثابر.. وعادانا من قل فقهه ولم يناظر.. تربص هؤلاء وتناجوا بكلمة السوء ومقالة اللوم .. وقالوا تربصوا! “وهل تربصون بنا الا إحدى الحسنيين”؟!
وتشوفوا ليوم يقولون فيه: الم نقل لكم؟!!
5- حل المصاب بمصر الحبيبة.. فتك وغدر.. استبداد ومكر.. قتل وتقتيل.. ذبح وتشريد.. دبابات تقتل الأحياء وتجرف الأموات.. سجون بلا محاكمات وتهم بلا بينات.. أيتام لا بواكي لهم وأرامل لا عاصم لهم..
إحراق بلا إشفاق.. وجوع واملاق..فض فظ .. ومحو ولفظ..
وكأني بالعرش وقد اهتز لغضب الجبار.. وكأني بجهنم فاضت لتتلقف كل عنيد جبار..
وإذا بملك الإنسانية يبارك ويؤيد.. ويشجع ويؤكد !!!
تفطرت الأكباد وتمزقت كل ممزق.. وانبعث صوت النكير مدويا وصهل فرس الشعر محاميا.. تب يا خادم الحرمين.. أب يا حائز الشرفين..
وهنا كبا الجواد المضمر وزلت قدم الفارس الموزر.. فمددنا له يد الناصح الأمين وقلنا له بلسان قوي مبين: قم ولا تتعثر واثبت ولا تتأثر..
سيقوم الفارس وينطلق الجواد.. ويترك الفيام في غبار اللئام..
وإلى ذلكم الحين: وداعا وداعا..