توفي رمز مكافحة الفقر في باكستان عبد الستار إيدي (92 عاما) بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوي منذ ثلاثة أشهر، وأعلن رئيس الوزراء نواز شريف الحداد الوطني مدة يوم، وأمر بتنظيم جنازة رسمية للراحل تقام في كراتشي اليوم السبت، حيث يتوقع أن تكون واحدة من أكبر الجنازات في تاريخ باكستان.
ويحظى إيدي باحترام بالغ في باكستان لأنه كرس حياته في سبيل خدمة الفقراء، وكان قد أسس مؤسسة خيرية عملاقة تمكنت من بناء مستشفيات ودور للأيتام وملاجئ ودور للعجزة، فضلا عن توفير 1500 سيارة إسعاف تقدم خدماتها مجانا للفقراء، وأصبحت رمزا لمؤسسة إيدي الخيرية.
وفي العام الماضي عندما ضربت موجة حارة مدمرة كراتشي، وهي مدينة يقطنها 20 مليونا كانت هذه المؤسسة في طليعة الاستجابة حيث اعتنت سيارات الإسعاف بالمرضى واستخدمت غرف حفظ الموتى بمؤسسة إدي لحفظ الموتى، ودفنَ الكثير من الفقراء أفراد عائلاتهم في مقبرة إدي دون مقابل.
كما قدمت مؤسسة إدي المساعدة في بنغلادش وأفغانستان وإيران وسريلانكا وكرواتيا وإندونيسيا والولايات المتحدة بعد الإعصار كاترينا.
والراحل الذي لم يحصّل كثيرا من العلم كان يرفع لواء خدمة “الانسانية” ورشح مرارا لنيل جائزة نوبل للسلام. وكانت لسمعته أصداء كبيرة في باكستان وهي دولة يقطنها 190 مليون نسمة ويتفشى الفساد داخل حكومتها وتتسم الصحة العامة وخدمات الرعاية فيها بالضعف.
وقال شريف في بيان إنه “إذا كان هناك من أحد يستحق أن يلف بعلم الوطن الذي خدمه فإنه هو بالتأكيد، كنت أتمنى لو أنه حظي بقدر أكبر من التقدير في حياته، ولكن أقل ما يمكننا فعله هو أن نكرم حياة كان ملؤها العطف والرحمة”.
وظل الرجل مريضا لسنوات نتيجة إصابته بالفشل الكلوي، وعرضت حكومة شريف نقله جوا للعلاج في الخارج لكنه رفض قائلا إنه يرغب في العلاج بمستشفى عام في بلده.
وفي فبراير قال إيدي لوكالة الأنباء الفرنسية وقد بدا عليه الوهن “لقد عملت كثيرا، أنا راض عن حياتي”.
وفي مطلع العام الجاري عين إيدي ابنه فيصلا مديرا لمؤسسته الخيرية بعد أن أصبح عاجزا عن الاضطلاع بهذه المهمة.
رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين