تهميش.. دمج أربع مواد شرعية في مادة واحدة في المعاهد الأزهرية بمصر
هوية بريس – متابعة
الإثنين 27 أكتوبر 2014
مواد الحديث والتفسير والتوحيد والسيرة، دمجت في كتاب واحد هو “أصول الدين”
فور توليه المسؤولية قبل أربع سنوات، أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب، عزمه إعادة الرصانة للمناهج الأزهرية، وإعادة الكتب التراثية التي “تخرج طالبا أزهريا قادرا على فهم التراث والمزاوجة بينه وبين الواقع”، وبعد مرور تلك المدة، أقرت لجنة تطوير التعليم الأزهري، مناهج جديدة لتخفيف ما هو قائم بالفعل.
وحصلت وكالة الأناضول، على مجموعة من النشرات، أصدرها قطاع المعاهد بالأزهر الشريف، تؤكد بداية العمل بالمناهج الجديدة، وفق ما أقرته لجنة تطوير التعليم الأزهري.
وأصدر شيخ الأزهر في العام 2013 قرارا حمل رقم 8 لسنة 2013 بشأن تشكيل مجموعة من اللجان، لإصلاح وتطوير التعليم الأزهري في كل مراحله.
ووفق إحدى النشرات، فإن مواد الحديث والتفسير والتوحيد والسيرة، والتي كان لكل ماده منها كتاب مستقل، تقرر تدريسها جميعا ضمن كتاب واحد، هو كتاب “أصول الدين”.
ولم يتسلم الطلاب حتى الآن الكتاب الجديد، الذي تتوقع مصادر ألا يزيد عدد صفحاته على سبيل المثال، في الصف الأول من المرحلة الإعدادية، عن 150 صفحة، يتم تدريسها في عدد من الساعات أسبوعيا، يقدر بـ3 ساعات، بينما كان عدد صفحات الكتب الأربعة مجتمعة، يقترب من 250 صفحة، ويتم تدريسها في عدد من الساعات يقدر بـ6 ساعات أسبوعيا.
وانعكس ضغط المواد الأربعة على الموضوعات التي يتم تدريسها داخل كل ماده، وتضمن منشورا منفصلا، حصلت الأناضول عليه، وتضمن حجم كل مادة، ففي مادة التفسير يشتمل منهج الفصل الدراسي الأول على 3 موضوعات فقط، هي “دلائل قدرة الله في خلقه” و”آداب التحية في الإسلام” و”بر الوالدين”، وكذلك في الحديث يتم دراسة 3 أحاديث فقط.
محمد رأفت فرج، الباحث في الشأن الأزهري، اعتبر هذا التخفيف، “تفريغا للتعليم الأزهري من مضمونه، لم يبدأ في الوقت الراهن، لكن بوادره بدأت في عهد شيخ الأزهر الراحل، محمد سيد طنطاوي، والذي تم في عهده تخفيض عدد ساعات دراسة مادة الفقه، والتي تعد أصل تخصص الأزهر”.
وأوضح في حديث لوكالة الأناضول، “تم في عهده (طنطاوي) تقليص عدد الساعات الأسبوعية من خمسة إلى أربعة، ثم وصلت إلى ساعتين أسبوعيا”.
وشدد الباحث في الشأن الأزهري، على أن التخفيف الذي تنشده لجنة التطوير، لا يمكن بحال أن يكون تخفيفا مبنيا على أسس علمية، وتساءل: “كيف يخرج الطالب الأزهري، ليدخل كلية أصول الدين أو الشريعة أو أي من الكليات التي تتعامل مع كتب التراث وهو غير معتاد على لغتها”.