قطار المشاعر المقدسة.. «نقلة نوعية» تصنع الفارق في جبال مكة المكرمة
هوية بريس – و م ع
الإثنين 03 نونبر 2014
ساعات طويلة تلك التي كان حجاج بيت الله الحرام يقضونها داخل الحافلات أو مشيا على الاقدام تحت شمس حارقة وهم ينتقلون من مشعر إلى آخر قبل أن يحل قطار المشاعر، الذي استطاع أن يصنع الفارق في رحلة لا تتجاوز بضع دقائق وتوفر الراحة والسلامة لضيوف الرحمان.
قطار المشاعر صمم ليكون معلقا على جسور وأعمدة من الاسمنت المسلح بين جبال مكة المكرمة، وهي طريقة تم اعتمادها حتى لا يشكل القطار عائقا أمام حركة سير وتنقل الحجاج وأيضا ليتم الاستفادة بأكبر قدر ممكن من المساحات الأرضية التي تنصب فيها خيام الحجاج.
يعد قطار المشاعر، الذي شرع في استخدامه بشكل تدريجي منذ أربع سنوات، أكبر مشروع من حيث طاقة النقل إذ يستطيع أن يحمل نحو 100 ألف حاج في الساعة الواحدة، وهي أكبر طاقة استيعابية في العالم، متبوعة بأحد قطارات روسيا (حوالي 48 ألف راكب في الساعة).
كما يعتبر القطار، الذي أنجز من قبل شركة صينية في ظرف قياسي لا يتعدى 16 شهرا -بحسب المتخصصين- أحد أهم المشاريع في تاريخ بناء السكك الحديدية العالمية وأكثرها تعقيدا من حيث أساليب التشغيل، لاسيما وأنه يواجه درجة حرارة خارجية مرتفعة بالنظر إلى المناخ الصحراوي الذي يميز المنطقة.
وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من داخل إحدى المحطات أجمع مستخدمو هذا القطار على أهمية الاضافة النوعية التي حملها القطار حيث سهل عملية الانتقال من مشعر إلى آخر ووفر سبل الراحة والأمان كما ساهم بشكل كبير في تفادي الساعات الطوال التي كان الحجاج يقضونها داخل الحافلات والسيارات.
واعتبر المستجوبون أنهم لم يجدوا صعوبة في التأقلم بسرعة مع هذا القطار الذي يشتغل بنظام القيادة الأوتوماتيكية دون الحاجة إلى سائق، وينتمي إلى جيل جديد من القطارات المتطورة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة باستخدام أنظمة آلية للتشغيل يتم التحكم فيها بواسطة مركز المراقبة.
ويستطيع القطار الذي يربط مشاعر عرفات ومزدلفة ومنى أن ينقل نحو 3500 راكب في كل رحلة و يضم كل قطار 12 عربة، بالإضافة إلى عربتين من الجهة الأمامية والخلفية تمكننان القطار من السير في الاتجاهين دونما حاجة إلى تغيير القاطرة.
كما أن القطار يعد من بين أطول القطارات في العالم بحيث يقارب طوله 300 متر ويتوفر على 60 بابا تساهم في تيسير عملية الصعود والنزول إلى العربات التي يبلغ طول كل واحدة منها 25 مترا.
وخلال المواسم الأربعة الاخيرة استطاع قطار المشاعر أن يكون علامة فارقة في عملية تيسير الحجاج لأداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة وانتقالهم من مشعر إلى آخر في قت قياسي لم يكن متوفرا في السابق، إضافة إلى أن هذه الوسيلة الجديدة قلصت من عدد سيارات النقل التي كانت تستخدم في المشاعر بنحو 30 ألف سيارة.
ويتوقف القطار الذي يسير على جسر معلق يبلغ طوله ذهابا وإيابا 36 كيلومترا، في تسع محطات، ثلاث منها في عرفات، ومثلها في مزدلفة، وثلاث أخرى في منى، وذلك في رحلة مدتها الزمنية لا تتجاوز 15 دقيقة.
قطار المشاعر مشروع ضخم يدخل ضمن مشاريع التوسعة الرامية إلى تمكين ملايين الحشود من الحجاج وضيوف الرحمان من أداء مناسكهم بيسر وغير مشقة، هي إذن محطة جديدة في تاريخ الحج يدشنها “قطار المشاعر”.
ولن يتوقف القطار، الذي أنجز بتكلفة ناهزت 1,9 مليار دولار، عن السير بانتهاء موسم الحج لأن هناك رغبة من سلطات هذا البلد الأمين في الاستفادة من خدماته خلال شهر رمضان، ذروة موسم العمرة، وأيضا على مدار السنة وذلك في جولات سياحية تشمل عرفات ومزدلفة ومنى.