براءة الإسلام من خرافات الرافضة في عاشوراء
إبراهيم الصغير
هوية بريس – الثلاثاء 04 نونبر 2014
مع حلول العاشر من شهر الله المحرم من كل سنة، يبدأ الرافضة الجهال في القيام بأفعال جاهلية، يسمونها بغير اسمها وينسبونها لغير أهلها، لتشويه صورة الإسلام، البريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
يسوقون مواكب العزاء، باللطم والتطبير والموسيقى الحزينة، بمسمى الشعائر الحسينية، منهم من يمشي على الجمر برجليه، ومنهم من يزحف على بطنه وركبتيه، وليس الواقف المتسوي بأفضل حال منهما، فإما شاج رأسه بالسيوف، وإما جالد ظهره وكتفيه بالسلاسل، لإراقة الدماء.
وكلها شعائر تجب على العوام فقط دون المعممين، الذين يتوقف دورهم على تجييش العواطف وتنويم العقول، وشحن الهمم للبكاء والحزن على مقتل الحسين رضي الله عنه وأرضاه، وتتم في أجواء إجرامية دموية، تنفر منها العقول السليمة وترفضها الفطر المستقيمة.
ومما يدفع إلى تجلية هذه البراءة وإظهارها، زعم هؤلاء الروافض الأشرار أن هذه الشعائر من دين الإسلام، وأنها علامة على حب آل البيت الأطهار، حتى أضحت وجهة لكل حاقد على الإسلام، مريد لتشويه صورته، مستغلا إياها للطعن فيه.
ولما كان مدار هذه الشعائر على الحزن على الميت والبكاء عليه، واللطم والتطبير، ارتأيت أن أجمع لأحبابي ما تيسر جمعه في نقطتين اثنتين لبيان نظرة الإسلام إلى هذه الخرافات، وبالتالي تبرئته منها، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
1- الحزن على الميت:
لقد كان الناس في الجاهلية، يعقدون المناحات للميت، وفيها تُشق الجيوب وتُلطم الخدود، وتُضرب الوجوه، وتعلو الأصوات بدعوى الجاهلية الباطلة، ويُحد عليه حتى السنة، وكلها عادات جاء الإسلام بمنعها وتحريمها، والمحافظة على الفطري منها.
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ» متفق عليه.
يقول العلامة ابن حجر شارحا: ودعا بدعوى الجاهلية -في رواية مسلم بدعوى أهل الجاهلية-: أي من النياحة ونحوها، وكذا الندبة، كقولهم واجبلاه، وكذا الدعاء بالويل والثبور.
وفي إرشاد الساري للقسطلاني: وهذا يدل على تحريم ما ذكر من شق الجيب وغيره، وكأن السبب في ذلك ما تضمنه من عدم الرضا بالقضاء.
يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: فالواجب على الإنسان أن يتصبر ويحتسب الأجر عند الله، ويعلم أن عظم الثواب من عظم المصاب، وأنه كلما عظمت المصيبة كثر الثواب…
لأن المؤمن مؤمن القلب بالله، مؤمن بقضاء الله، يعلم أنه لا يمكن أن تتغير الحال عما كان وأن هذا أمر قضي…
فديننا الحنيف حرم كل تلك الدعاوى الجاهلية، وأبقى على الحزن المشروع والبكاء الفطري المنضبط، نتيجة إيمان المسلم بقضاء الله والرضا به، واحتساب الأجر والثواب على ذلك المصاب.
وهذا نبينا الكريم لما مات ابنه إبراهيم بكى، وقال معلما البشرية كيفية الحزن على الميت: “إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون“.
فهذا ابن أفضل الأنبياء، فكيف بما دونه من الخلق.
هذا هو هدي الإسلام في الحزن على الميت وهو لا يتجاوز البكاء المباح والحزن الجائز، والحداد عليه في أكثر من ثلاث إلا الزوجة على زوجها.
ومن هنا فلا أصل لما يتظاهر به الرافضة الجهال من خرافات باسم الحزن على الميت في ديننا، فليبحثوا عن مصدر لخرافاتهم ودين ينسبونها إليه غير ديننا؟
2- تحريم الاعتداء على النفوس وتعذيب الأبدان:
لقد خلق الله الإنسان وكرمه ورحمه، فحرم كل ما من شأنه أذيته والمس بنفسه وبدنه.
قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء:29).
قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة:195).
فهذه الآيات تقرر تحريم الاعتداء على جسد الإنسان بالقتل والإيذاء، منه أو من غيره.
قال صلى الله عليه وسلم: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” رواه مسلم.
فتعذيب المسلم لغيره حرام ولنفسه أشد حرمة من باب أولى، لكون هذا الجسد وديعة عنده وسيحاسبه الخالق سبحانه عليه، وتعذيبه لنفسه كتعذيبه لغيره.
فمن أين أتى الرافضة بطقوسهم وشعائرهم هاته، التي لا تمت للإسلام بأية صلة؟ وكيف سولت لهم أنفسهم الخبيثة إلصاقها به؟