محاولة إحراق المسجد الكبير بستراسبورغ في فرنسا
هوية بريس – و م ع
الإثنين 10 نونبر 2014
تعرّض المسجد الكبير في ستراسبورغ بفرنسا لمحاولة إحراق وذلك ليلة السبت-الأحد، وفي هذا الصدد أدان اتحاد مساجد فرنسا “بأشد العبارات” هذا العمل الاجرامي، مشيرا الى أن الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة أظهرت شخصا ملثما وهو يضرم النار بالبوابة الرئيسية للمسجد.
وأكد الاتحاد في بلاغ له إنه على الرغم من الخسائر الناجمة عن هذا العمل الاجرامي والقلق الذي أثاره، فقد تم الحرص على تنظيم اللقاء بين الأديان الذي كان مقررا أمس الأحد بالمسجد المذكور.
وأضاف الاتحاد أن الإصرار على تنظيم هذا اللقاء يؤكد أهمية التزام المسجد الكبير من أجل التصدي للكراهية والعنف من خلال النهوض بالحوار بين الديانات والثقافات، مبرزا أن مشاركة أزيد من ثمانمائة شخص من ديانات مختلفة في هذا اللقاء، يشكل دليلا إضافيا على هذا الالتزام المشترك.
ودعا الاتحاد السلطات العمومية إلى تعبئة مصالحها المعنية من أجل تحديد هوية الجاني وإنزال أقسى العقوبات في حقه.
كما حث المسلمين في فرنسا على توخي اليقظة والهدوء في مواجهة مثل هذه الاعمال الاجرامية، معربا عن دعمه التام للقيمين على المسجد، وعن تضامنه مع كافة مسلمي فرنسا ازاء هذا العمل الشنيع.
من ناحية أخرى، اعتبرت وزارة الداخلية الفرنسية الحادث مساساً بـ”حرية الممارسة الدينية”. وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أنه “بفضل التدخل السريع والفعال لرجال الاطفاء، لم تنتج عن هذا الحريق أي أضرار بالغة”، وقد “بدأ جهاز الأمن التابع لدائرة دي با ران بالتحقيق في الحادث لتحديد هوية مرتكبي هذا العمل الشنيع وتسليمهم إلى العدالة”.
ولفتت وزارة الداخلية، في بيانها، إلى أنه “وفي هذا الظرف الحزين وبسبب هذا الحادث المؤسف، يوجه وزير الداخلية، برنار كازانوف، رسالة تضامن وتعاطف الى عميد المسجد الكبير في ستراسبورغ وأتباعه، ويشاطرهم حزنهم وغضبهم ضد هذا الهجوم على مكان عبادتهم”.
وجدد كازانوف كذلك “التزامه بحماية أماكن العبادة لجميع الأديان ضد محاولات الاعتداء التي يمكن أن تستهدفها، ومحاربة كل أشكال الكراهية والتعصب”.
وأوضحت الوزارة أنه “في اليوم نفسه وفي الدائرة الرابعة عشر في باريس، تم كشف سلسلة تجاوزات وهي كتابات ذات طابع نازي. وبدأت قوى الأمن بالبحث عن الفاعلين”.
واعتبرت الداخلية أن “هذه الأفعال، إضافة إلى ما تمثّل من خطر على السلامة العامة، فهي تمسّ حرية الممارسة الدينية، كما تمسّ بالميثاق الجمهوري، وسيتم البحث عن الفاعلين واعتقالهم ومعاقبتهم”.