«الإفتاء الجماعي» و«محمد المدني بن الحسين حياته وجهوده…» عنوانا رسالتي ماستر بكلية الآداب بالرباط
هوية بريس – أسامة حاتم
الإثنين 17 نونبر 2014
تمت بكلية الآداب بالرباط مناقشة رسالتي ماستر في شعبة الدراسات الإسلامية، الأولى بعنوان «التأصيل الشرعي للإفتاء الجماعي وتطبيقاته المعاصرة: المجلس العلمي الأعلى نموذجا» للطالب الباحث عيسى بنكرين، والأخيرة بعنوان «العلامة محمد المدني بن الحسين.. حياته وجهوده وآثاره في خدمة الخطاب الشرعي، مع تحقيق لنظمه: المرقاة على الورقات، وتعليق على زيادته» للطالب الباحث مروان أوعيني؛ وذلك يوم السبت الماضي 21 محرم 1436هـ، الموافق لـ15 نونبر 2014.
وقد افتتحت المناقشة بتلاوة قرآنية للطالب مروان أوعيني، ثم قدم الطالب عيسى بنكرين عرضا ملخصا عن بحثه ألقاه أمام اللجنة المناقِشة، وتكلم فيه عن أهمية الموضوع وسبب اختياره له، وعن المنهجية المتبعة في البحث، وكذا الدراسات السابقة في الموضوع، ثم الفصول والمباحث التي تناولها بحثه؛ ثم تقدم بالشكر للعلاّمة الدكتور محمد الروكي، المشرف على هذا البحث، وكذا الأساتذة في لجنة المناقشة على جهودهم.
بعد ذلك تناول الدكتور محمد الروكي الكلمة، فتحدث عن «الإفتاء باعتباره من أجلّ الأعمال التي يختص بها الفقهاء، فالإفتاء يدخل في علم الفقه، والإفتاء الجماعي هو النوع الذي يُعدّ من أدق السبل التي تؤدي إلى نتائج صحيحة، فاحتمال الخطأ فيه قليل جدا بالمقارنة مع الفتاوى الفردية، وهو قديم منذ عصر الصحابة رضوان الله عليهم، فقد كان عمر رضي الله عنه يجمع كبار الصحابة للنازلة العظيمة التي لم يجد لها في كتاب الله وسنة رسوله حكما صريحا.
واختيار المجلس العلمي الأعلى نموذجا يعد أمرا إيجابيا ومطلوبا، إذ يجب العناية بنماذج بلادنا حتى تتظافر الجهود في الباب لتحقيق المقاصد العامة للأمة الإسلامية ولبلدنا الحبيب، من نجاح وازدهار وتفوق وإظهار للدين الحق على الوجه الحق».
ثم تحدث الدكتور خالد مُدرِك، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، عن البحث الذي تقدم به الطالب بن كرين، حيث اعتبر أن الأخير قد وُفّق في هذا البحث من جوانب عدّة، منها: خدمة هدف الماستر؛ وخدمة هدف الشُّعبة أيضا، والتي وجّهت عنايتها بزيادةٍ إلى مجال الفقه وأصوله، فأنشأت مسارا جديدا بمسلك الإجازة وهو «مسار الفقه وأصوله»، ومن المواد المقررة فيه مادة «أصول الفتوى»؛ كما أن الطالب تتبع المادة العلمية في مختلف المصادر والمراجع والبحوث والمقالات؛ واعتنى بالإخراج الجيّد لبحثه من جانب الخط والشكل والترتيب؛ وختم الدكتور مدرك مناقشة البحث باستعراض عدة ملاحظات في الجانب الشكلي.
بعد ذلك تدخل الدكتور عبد المجيد محب، الأستاذ بدار الحديث الحسنية، حيث قال إن الطالب عيسى ربط الجانب النظري بالجانب التطبيقي، ونبهه إلى قضايا منهجية، منها ضرورة البحث في بعض القضايا الإشكالية، والتي تناولها الباحث دون الخوض في الاختلاف الحاصل فيها، ونموذج ذلك الخلاف مسألة الإلزام في الفتوى، وطرح عليه سؤالين: ما هي المعالم التي يستند إليها المجلس العلمي في إصدار فتاويه؟ وما هي المعايير التي اعتمدها الباحث في انتقاء فتاوى المجلس العلمي الأعلى؟
ثم تدخل الدكتور سعيد هلاّوي، الأستاذ بكلية الآداب بالرباط، حيث أثنى أيضا على البحث وصاحبه واختياره، وكانت مناقشته تصب في ضرورة تناول هذا الموضوع من الجانب الحضاري للأمة الإسلامية وللمغرب خاصة، وأيضا ضرورة أن تخضع البحوث في الكلية إلى المعايير العالمية، فأكد على ضرورة وجود مسرد لأهم المصطلحات، كما طرح الفرق بين الفتاوى الفردية والفتاوى في الشأن العام، وأنه يجب أن يخصّص بحث كبير لتحديد مفهوم الشأن العام الذي لا ينبغي لكل من هبّ ودبّ أن يتدخّل ويفتي فيه…
وكان الختام من الدكتور محمد الروكي، الذي اعتذر للطالب الباحث، بل ولكل طلبة الماستر بالخصوص على الوقت الضيّق الذي يواجهون به لإعداد بحوثهم، والذي لا يتجاوز ستة أشهر على الأكثر؛ ووجّه الطلبة إلى نهج أسلوب الاختصار.
وتكللت المناقشة بإعلان نجاح الطالب عيسى بن كرين، وبعدها جرت مناقشة رسالة الطالب مروان أوعيني الذي أعلنت اللجنة المناقِشة نجاحه كذلك.