يوميات عاطل عن العمل (ج2)
حسن المولوع
هوية بريس – الثلاثاء 18 نونبر 2014
أيها العاطل عن العمل أنت تسير في طريق المجهول، بل أنت مجهول فعلا، فهل تحققت أحلامك الأفلاطونية كما كنت تتوهم؟ أم أن كل أحلامك تبدو مستحيلة ولم يتحقق منها أي شيء، وغدوت مقتولا داخل وطن تدّعي حبه والانتماء له ببطاقة وطنية، وهكذا دبّ اليأس إلى قلبك ولم يبق أي شعاع في الأفق ولا نجم ساطع في السماء.
تمسي على تعب الحياة القاسية وتصبح على فراغ قاتل من بقايا أحلام مجهضة، ولم يعد أي خيار غير الصبر.
أيها العاطل عن العمل، اصبر وتوغل في الزمن إلى ما لا نهاية وانتظر الذي يأتي والذي لا يأتي، وربما انتظارك سيتجه بك إلى رقدتك السحيقة الأبدية، لأنك مجرد زمن عابر فوق أجنحة منكسرة، أنت مهزوم مثل المرآة الصدئة، مهزوم من دون أن تخوض أي حرب حياتية.
أنت مهزوم، نعم مهزوم، نقولها بكل صراحة وحزن أيضا، ما الذي ربحته؟ لا شيء..
تتشبث بالزمن وأنت غارق في الأوهام حتى الأذنين ولا تتذكر من طموحك سوى رسوم أماني وأحلام طمستها أقدام من نكتوا بوعودهم، وبقيت تذكارات موجعة ترفرف كالأجنحة، مثيرة تنهدات الأسى في أعماق الصدر، مستقطرة دموع اليأس والأسف.
أنت لا شيء أيها العاطل عن العمل ضمن معادلة صاغها زمننا، أنت تختبئ وراء نفسك القلقة الباحثة عن معناها المفقود.
أيها النكرة في هذا الوطن، أترك لغصات قلبك وأوجاعه قطرات حبر سوداء تتكلم عن آمال دفنت ونفتها صروف الدهر إلى ما وراء البحار.
دع قلمك يحكي، وعينك تبكي، لعل في الكتابة دواء لقلبك يشفي.
(يتبع..)