مفتي السعودية لقادة الخليج: اتقوا الله في أنفسكم وفي شعوبكم واحكموا بشرع الله
هوية بريس – متابعة
الجمعة 21 نونبر 2014
رحب مفتي عام المملكة السعودية، رئيس هيئة كِبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، بمضامين بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بشأن اتفاق الرياض التكميلي الذي جدّد التأكيد فيه على وحدة الصف والموقف الخليجي وتعزيز التضامن العربي والإسلامي.
وقال المفتي في خطبة الجمعة، التي ألقاها اليوم، في جامع الإمام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض: “لقد خطا خادم الحرمين الشريفين خطوة عظيمة وعمل عملاً جليلاً؛ حيث سعى في لمّ دول الخليج العربي والإصلاح والتوفيق بينهم وإشعارهم بأن العدو يستهدفهم دائماً وتحذيرهم من أن تكون هناك أرضية لأي عدوٍ يريد النيل من خيره وكرامته”، وفقا للمفكرة.
وأضاف: “الله منح دول الخليج العربي نعمةً عظيمةً وخيراً عظيماً شريان حياة الأمة تحت أقدامهم، فالواجب عليهم أن يشكروا الله على هذه النعمة، وأن تجتمع كلمتهم على الحق ولا يتنازعوا ولا يمد بعضهم يداً للأعداء؛ بل تكون كلمتهم واحدة وانطلاقتهم موحدة في سياستهم الخارجية والداخلية وألا يتنازعوا وأن يكونوا قوة ضاربة ترهب الأعداء؛ مؤكداً سماحته بأن ذلك لن يتم إلا بشكر الله، على نعمته ثم القيام بالواجب وجعل القوانين والأنظمة توافق شرع الله”.
وأردف: “القوانين الوضعية سبب تصدُّع المجتمع وذهاب قوته وكرامته، فلن تكون قوتهم إلا بتمسكهم بدينهم وعملهم بشريعة ربهم واجتماع كلمتهم وتعاونهم على البر والتقوى ليكونوا أمة واحدة متحدة، قلوبهم وألسنتهم وتصرفاتهم واحدة فبهذا يضمن الخليج العربي الاستقرار والأمن”.
وخاطب مفتي عام المملكة قادة الخليج العربي بقوله: اتقوا الله في أنفسكم وفي شعوبكم واحذروا المتربصين بكم واتقوا الله في ذلك تعاونوا على البر والتقوى واسمعوا النصيحة لمَن له الفضل والمنة عليكم من أناس لهم تجارب جيدة ولهم أخلاق طيبة ولهم نصيحة نافذة يريدون الخير لكم في الحاضر والمستقبل وأن يجنبوها الصراعات السياسية التي عصفت بهذه الأمة وأفقدتها خيرها وكرامتها وعزتها ونشرت فيها الفوضى والبلاء”.
وأشاد بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الإصلاح، قائلاً: “قائد هذه الأمة يريد من قادة المجتمع الخليجي أن يكونوا يداً واحدة وأن يحذروا من المتربصين بهم الذين يحاولون الانقضاض عليهم ليسلبوهم نعمة الله عليهم، وأن هذا خطر عظيم، فالاجتماع والتآلف هما السبب القوي في حماية هذا المجتمع وصيانته عن عدوان العادين وظلم الظالمين الذين ربما ينتسبون للإسلام وهم أعداء الإسلام، فعلى حكام الخليج تقوى الله في أنفسهم وتحكيم شرع الله والإصغاء للناصحين والمخلصين الذين لا غاية لهم إلا السعي في اجتماع الكلمة وتآلف الصفوف ووحدتها”.
وتطرّق مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كِبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، في خطبته اليوم الجمعة، إلى الحديث عن أهمية ومنزلة الإصلاح بين الناس.
وقال: المصلحون بين الناس هم خيرة الخلق، وإن الإصلاح بين الناس خلق عظيم أمر الله به في كتابه العزيز: “فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ“.
وركّز على مكانة العدل في الإسلام وعظم منزلته وعليه قيام أمر الدنيا والآخرة وهو لا يتم إلا إذا عرف العبد ما عليه من حقوق وواجبات؛ لافتاً إلى أن توحيد الله -جل وعلا- وإفراده بجميع انواع العبادة هو أعظم وأكمل العدل لأنه -عز وجل- الخالق الرازق المحيي المميت الرازق، مشيراً إلى أن أعظم الظلم دعوة وعبادة غير الله سبحانه.
وقال: “الإيمان بالله تعظيم القرآن الكريم واحترام نصوصه والعمل به وتحكيمه والتحاكم إليه، وأمن العدل الإيمان بالنبي – صلى الله عليه وسلم – الذي أرسله الله رحمه للعالمين ليخرج العباد من الظلمات إلى النور وتعظيم سنته واتباع هديه والسمع والطاعة له -عليه الصلاة والسلام-“.
وتابع المفتي: “من العدل البر بالوالدين والإحسان إليهما فيجب مخاطبتهما بأحسن خطابٍ وبكل كلامٍ لينٍ وبوجهٍ طلقٍ، ومن العدل تربية الأب أولاده، وأن يكون قدوة بهم، وأن من الظلم عدم الإنفاق عليهما وإساءة تربيتهم ومعاملتهم، ومن العدل صلة الأرحام بالإحسان اليهم”.
ومضى يقول: “من العدل قيام الراعي بشأن رعيته إحساناً ودعوةً، ومن حق الرعية طاعته بالمعروف، ومن الظلم التعدّي علي أولي الأمر والطعن فيهم، وإكرام الجار والإحسان إليه، والقيام بحقوق المسلمين وكف الأذى عنه وبذل المعروف، ومن العدل احترام حقوق غير المسلمين بحفظ دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ومن العدل أن يؤدي الزوج النفقة على زوجته وأن يعاملها بالإحسان وعلى الزوجة إكرام زوجها”.
واختتم بقوله: “من العدل أيضاً تولية وإسناد المسؤولية لأهلها وإعطاء كل إنسان العمل الذي يناسبه ويطيقه، وقيام الموظف بوظيفته كاملة في وقتها، وألا يتطلع لرشوةٍ من الآخرين، وأن يتقي الله ويراقبه في عمله وفيما ينفق من أموال عامة فهي أمانة في عنقه”.