هذه لغتي العربية… فأروني من لغاتكم مثلها
د. محمد بولوز
هوية بريس – الجمعة 21 نونبر 2014
ثلاث نماذج أريد من كل محب للغته في العالم أن يأتيني بمرادف لهذه الكلمات بهذه الدقة وبهذا الشمول والتنوع والروعة، نموذج لأسماء ساعات النهار وساعات الليل متسلسلة على مدار أربع وعشرين ساعة، ونموذج عمر الإنسان من النطفة إلى الممات ثم نموذج متنوع عشوائي في الأولاد وأوائل الأشياء وصغارها وفي الأمور العظيمة والكثيرة والألوان ونحوها.
أسماء ساعات الليل والنهار:
أورد الثعالبي (رحمه الله) في كتابه “فقه اللغة وسر العربية” أربعة وعشرين لفظا يمثل كل واحد منها مقطعا زمنيا لإحدى سَاعَاتِ النَّهارِ أو اللَّيل، وهي كما يلي:
الشُرُوقُ، ثُمَّ البكورُ، ثُمَّ الغُدْوَةُ، ثُمَّ الضُّحَى، ثُمَّ الهاجِرَةُ، ثُمَّ الظَهِيرَةُ، ثُمَّ الرَّوَاحُ، ثُمَّ العَصْرُ، ثُمَّ القَصْرُ، ثُمَّ الأصِيلُ، ثُمَّ العَشِيُّ، ثُمَّ الغُروبُ، ثم الشَّفَقُ، ثُمَّ الغَسَقُ، ثُمَّ العَتَمَةُ، ثُمَّ السُّدْفَة، ثُمَّ الفَحْمَةُ، ثُمَّ الزُّلَّةُ، ثُمَّ الزُّلْفةُ، ثُمَّ البُهْرَةُ، ثُمَّ السَّحَرُ، ثُمَّ الفَجْرُ، ثُمَّ الصُّبْحُ، ثُمَّ الصَّباحُ.
عمر الإنسان وأحواله:
وأورد في ترتيب عمر الإنسان وأحواله التي ينتقل فيها، فمَا دَامَ فِي الرَّحِمِ فَهُوَ جَنِينٌ. فإذا وُلدَ فَهُوَ وَليدٌ. وَمَا دَامَ لَمْ يَسْتَتِمَّ سَبْعَةَ أَيام فهو صَدِيغٌ. ثُّمَّ مَا دَامَ يَرْضعُ فهو رَضِيعِ. ثُمّ إذا قُطِعَ عَنْهُ اللَّبَنُ فَهُوَ فَطِيم. ثُمَّ إذاَ غَلُظَ وَذَهَبَتْ عَنْهُ تَرَارَةُ الرَّضَاعِ (امتلاء الجسم وتروي العظم) فهُوَ جَحْوَشٌ ثُمَّ هُوَ إذا دب ونما فهو دَارِج. فَإِذا بَلَغَ طُولُهُ خَمْسَةَ أَشْبَارٍ فَهُوَ خُمَاسِي. فإذا سَقَطَتْ رَوَاضِعُهُ (ثنيتاه) فَهُوَ مَثْغور. فإذا نَبَتَتْ أسْنَانُهُ بَعْدَ السُّقُوطِ فَهُوَ مُثَّغِر بالثّاءِ. فإذا كَادَ يُجَاوِزُ العَشْرَ السِّنِينَ أوْ جَاوَزَهَا فَهُوَ مُتْرَعْرعٌ وَنَاشِئ. فإذا كادَ يَبْلُغُ الحُلُمَ أوْ بَلَغَهُ فهو يافِع وَمُرَاهِق. فإذا احْتَلَمَ وَاجْتَمَعَتْ قُوَّتُهُ فَهُوَ حَزَوَّر وَحَزْوَرٌ. واسْمهُ في جَمِيعِ هَذِهِ الأحْوَالِ الّتي ذَكَرْنَا غُلام. فإذا اخضَرَّ شارِبُهً وَأَخَذَ عِذَارُهُ يَسِيلُ قِيلَ: بَقَلَ وَجْهُهُ. فإذا صَارَ ذَا فَتَاء (شباب) فهو فَتًى وَشَارِخ. فإذا اجْتَمَعَتْ لِحْيَتُهُ وبلغ غايةَ شَبابِهِ فَهُوَ مُجْتَمِع. ثُمّ مَا دَامَ بين الثَلاَثِينَ والأَرْبَعِينَ فَهُوَ شَابّ. ثُمَّ هُوَ كهْل إلى أن يَستَوفِيَ السِّتَينَ. ثم يُقَال شَابَ الرَّجُلُ. ثًمّ شَمِطَ (شعر أبيض يخالطه سواد). ثُمّ شَاخَ. ثُمَّ كَبِرَ. ثُمَّ تَوَجَهَ. ثُمَّ دَلَفَ. ثُمَّ دَبَّ. ثُمّ مَجَّ. ثُمَّ هَدَجَ (مشى رويدا في ضعف). ثُمَّ ثَلَّبَ (منتهى الهرم وتكسر الأسنان). ثُمَّ المَوْتُ.
وفي المرأة يقولون: هِيَ طِفْلَة مَا دَامَتْ صَغِيرَةً. ثُمَّ وَليدَةٌ إِذَا تَحَرَّكَتْ. ثُمَّ كَاعِب إذا كَعَبَ ثَدْيُهَا. ثُمَّ نَاهد إذا زَادَ. ثُمَّ مُعْصِر إذا أَدْرَكَتْ. ثُمَّ عَانِس إذا ارْتَفَعَتْ عَنْ حَدِّ الإعْصَارِ. ثُمَّ خَوْد إذا تَوَسَّطَتِ الشَّبَابَ. ثُمَّ مُسْلِف إذا جَاوَزَت الأرْبَعِينَ. ثُمَّ نَصَف إذا كَانَتْ بَيْن الشَّبَاب والتَّعْجِيزِ. ثُمَّ شَهْلَة كَهْلَة إذا وَجَدَتْ مَسَّ الكِبَرِ وَفِيهَا بَقِيَّة وَجَلَدٌ. ثُمَّ شَهْبَرَة إِذَا عَجًّزَتْ وَفِيها تَمَاسُك. ثُمَّ حَيْزَبُون إذَا صَارَتْ عَالِيَةَ السِّنِّ نَاقِصَةَ القوَّةِ. ثُمَّ قَلْعَم وَلطْلِطٌ إذا انْحَنَى قَدُّهَا وَسَقَطَتْ أَسْنَانُهَا.
نماذج متنوعة:
يقول العرب في أولاد مختلف الأصناف ما يلي: فوَلَد كُلِّ بَشَرٍ ابْن وابْنَة، وَلَدُ الفِيلِ دَغْفَل. وَلَدُ النَّاقَةِ حوَارٌ. وَلَدُ الفَرَسِ مُهْر. وَلَد الحِمَارِ جَحْشٌ. وَلَدُ البَقَرَةِ عِجْل. وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ بَحْزَجٌ وَبَرْغَز. وَلَدُ الشّاةِ حَمَل. وَلَدُ العَنْزِ جَدْي. وَلَدُ الأسَدِ شِبْل. وَلَد الظَبيِ خَشْفٌ. وَلَدُ الأرْويَّةِ وَعْل وَغًفْر. وَلَدُ الضَّبُع فُرْعُلٌ. وَلَدُ الدُّبِّ دَيْسَمٌ. وَلَدُ الخِنْزِيرِ خِنَّوْص. وَلَدُ الثَّعْلَب هِجْرِسٌ. وَلَدُ الكَلْبِ جَرْو. وَلَدُ الفَأْرَةِ دِرْصٌ. وَلَدُ الضَّبِّ حِسْل. وَلَدُ القِرْدِ قِشَّةَ. وَلَدُ الأرْنَبِ خِرْنِق. وَلَدُ الببر خِنْصِيصٌ. وَلَدُ الحيّةِ حِرْبِشٌ. وَلَدُ الدَّجَاجِ فَرُّوجٌ. وَلَدُ النَّعامِ رَأْلٌ.
وفي أوائل الأشياء: الصُّبْحُ أوَّلُ النَّهارِ. الغَسَقُ أوَّلُ اللَّيْلِ. الْوَسْمِيُّ أوَّلُ المَطرِ. البَارِضُ أوَّلُ النَّبْتِ. اللُّعَاعُ أوَّلُ الزَرْعِ. واللِّبَأُ أوَّلُ اللَّبنِ. السُّلافُ أوَّلُ العَصِيرِ. البَاكُورَةُ أوَّلُ الفَاكِهَة. البِكْرُ أوَّلُ الْوَلَدِ. الطَّلِيعَةُ أوَّلُ الجَيْشِ. النّهَلُ أوَّلُ الشُرْب. النَّشْوَةُ أوَّلُ السُّكْرِ. الوَخْطُ أوَّلُ الشَّيْبِ. النُّعَاسُ أوَّلُ النَّوْم. والفَرَطُ أوَّلُ الوُرّادِ وفي الحديث: “أنَا فَرَطُكُمْ على الحَوْض” أي أوَّلُكُمْ. والزَّفيرُ أوَّلُ صَوْتِ الحِمَارِ والشَهِيقُ آخِرُهُ. والعِلْقَةُ أوَّلُ ثَوبِ يُتَّخَذُ للصَّبيِّ. والاسْتِهْلالُ أوَّلُ صيَاحِ المولودِ إذا وُلِدً. والعِقْيُ أوَّلُ ما يَخْرُجُ من بَطْنِهِ. النَّبَطُ أوَّلُ ما يَظْهَرُ مِنْ ماءِ البئْرِ إذا حُفِرَتْ. والفَرَعُ أوَّلُ ما تُنْتِجهُ الناقَةُ..
وفي تفصيل صغار الأشياء: الحَصَى صِغَارُ الحِجارَةِ. الفَسِيل صِغَارُ الشَّجرِ. الاشَاءُ صِغَارُ النَخْلِ. الفَرْشُ صِغَارُ الإبِلِ. والنَّقَدُ صِغَارُ الغَنَمِ. والحَفَّانُ صِغَارُ النَّعام والبَهْمُ صِغَارُ أوَّلادِ الضأنِ والمَعِزَ. والحَشَراتُ صِغَار دَوابِّ الأرْضِ. الدُّخَّلُ صِغَار الطَيْرِ. والغَوغاءُ صِغَارُ الجَرَادِ. والذَر صِغَارُ النَّمْلِ. والزَّغَبُ صِغَارُ رِيشِ الطَّيْرِ. واللَّمَمُ صِغَارُ الذُّنُوبِ وبَنَات الارْضِ الأنْهارُ الصِّغَارُ..
وفي الأمور العظيمة: العاقِرُ الرَّمْلُ العَظِيمُ. الشَّارِعُ الطَّرِيقُ العظيمُ. السُّورُ الحائِطُ العَظِيمُ. الرِّتاجُ البَابً العَظِيمُ. والصَّخرَةُ الحَجَرُ العَظِيمُ. والفَيْلَقُ الجَيْشُ العَظِيمُ. والدَّوْحَةُ الشَّجَرَةُ العَظِيمَةُ والثُّعبانُ الحَيَّةُ العَظِيمَةُ. والمِعْوَلُ الفَأْسُ العَظِيمَةُ. والمَلْحَمَةُ الوَقْعةُ العَظِيمَةُ. والرَّقُّ السُّلَحْفاةُ العَظِيمَةُ. والدُّلْدُلُ القُنْفُذُ العَظِيمُ. والفادِرُ الوعِلُ العَظِيمُ…
وفي الكثرة: الدَّثْرُ المَالُ الكَثِيرُ. الغَمرُ المَاءُ الكَثِيرً. المَجْرُ الجَيْشُ الكَثِيرُ. العَرْجُ الإبِلُ الكَثِيرَةُ. الخَشْرَمُ النَّحْلُ الكَثِيرَةُ. الدَّيْلَمُ النَّمْلُ الكَثِيرُ والجُفَالُ الشَّعْرُ الكَثِيرُ. الغَيْطَلُ الشَّجَرُ الكَثِيرُ. الكَيْسُومُ الحَشِيشُ الكَثِيرُ والحشْبَلَةُ العِيَالُ الكَثِيرَةُ.. وامْرَأَةٌ نَثُورٌ كَثِيرَةُ الأوْلادِ. امرَأَة مِهْزَاق كَثِيرَةُ الضَّحِكِ. وعَيْن ثَرَّةُ كَثِيرَةُ المَاءِ. وبَحْرٌ هَمُوم كَثِيرُ المَاءِ. وسَحَابَةٌ صَبِيرٌ كَثِيرَةُ المَاءِ. وشَاة دَرُورٌ كَثِيرَةُ اللَّبَنِ. ورَجُلٌ لَجُوج ولَجُوجَةٌ كَثِيرُ اللَّجَاجِ.
وفي القلة: نَاقَة عَزُوز قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. شَاة جَدُود قَلِيلَةً در اللبن. امْرأَة نَزُور قَلِيلَةُ الوَلَدِ. امْرَأَة قَتِين قَلِيلَةُ الأكْلِ. وشَاةٌ زَمِرَةٌ قَلِيلَةً الصُّوفِ. ورَجُل زَمِر قَلِيلُ المُرُوءَةِ. رَجُل جَحْد قَلِيلُ الخَيْرِ. رَجُل أَزْعَرُ قَلِيلُ الشَّعْرِ…
وفيما يتساقط من الشيء بحسب نوعه: بُرَايَةُ العُودِ. بُرَادَةُ الحَدِيدِ. قُرَامَة الفُرْنِ. قُلاَمَةُ الظُّفْرِ. سُحَالَة الفِضَّةِ والذَّهَبِ. مُكَاكَةُ العَظْمِ. فًتَاتَةُ الخُبْزِ. حُثَالَةُ المَائِدَةِ. قُرَاضَةُ الجَلَمِ (الصوف). حُزَازَةُ الوَسَخَ.
وفي تقسيم الحسن وشروطه حدث ولا حرج: فالصَّبَاحَةُ في الوَجْهِ. والوَضَاءَةُ في البَشَرَةِ. والجَمَالُ في الأَنْفِ. والحَلاوَةُ في العَيْنَيْنِ. والمَلاحَةُ في الفَمِ. والظَّرْفُ في اللِّسَانِ. والرَّشَاقَةُ في القَدِّ. واللَّبَاقَةُ في الشَّمَائِلِ. وكَمَالُ الحُسْن في الشّعر.
وانظر إلى تصنيف الأموال: فإذا كانَ المَالُ مَوْرُوثاً فهو تِلاَدٌ. وإذا كانَ مكْتَسَباً فهو طَارِف. وإذا كان مدفونا فهو رِكَاز. فإذا كَانَ لا يُرْجَى فهو ضِمَار. فإذا كانَ ذَهَباً وَفِضَّةً فهو صَامِتٌ. فإذا كانَ إِبلاً وغَنَماً فَهُوَ نَاطِق. فإذا كانَ ضَيْعَةً ومُستَغَلاً فهو عَقَارٌ.
وفي الشجاعة التي لا نعرف منها في الغالب غير شجاع وبطل، نجد في العربية ترتيبا عجيبا: “شجاع ثم بطل ثم بهمة ثم ذمر ونكل ثم نهيك ومحرب ثُمَّ حَلِسٌ وحَلْبَسٌ ثمَ أهْيَسُ أليس ثُمَّ غَشَمْشَم وأيْهَمُ”.
وفي الجبن والخوف: رَجُل جبَانٌ وهَيَّابَة. ثُمَّ مَفْؤُود إذا كانَ ضَعِيفَ الفُؤَادِ. ثم وَرع ضَرِع. ثُمَّ فَعْفَاع وَوَعْوَاع وَهَاع لاع إذا زَادَ جُبْنُهُ وضعْفُهُ. ثُمَّ مَنْخُوب ومُسْتَوْهِل إذا كانَ نِهَايةً في الجُبْنِ. ثم هَوْهَاة وهَجهَاج إِذا كانَ نَفُوراً فَرُوراً. ثُمَّ رِعْدِيدَة ورِعْشِيشَة إِذا كانَ يَرْتَعِدُ ويرتَعِشُ جُبْناً. ثُمَّ هِرْدَبَّة إذا كانَ مُنْتَفِخَ الجَوْفِ لا فُؤَادَ لَهُ…
وفي معاني الملء والامتلاء يقال: فُلْكٌ مَشْحُونٌ. كَأْس دِهَاق. وَادٍ زَاخِر. بَحْر طَام. نَهْر طَافِح. عَيْن ثَرَة. طَرْفٌ مُغْرَوْرِق. جَفْن مُتْرَعٌ. فُؤَاد مَلأًنُ. كِيسٌ اعْجَرُ. جَفْنَةٌ رَذُوم. قِرْبَةٌ مُتأَقَة. مَجْلِسٌ غَاصّ بأهْلِهِ. جُرْح مُقَصَّعٌ إذا كانَ مُمْتَلِئاً بالدَّم. دَجَاجَة مُرْتِجَةٌ ومًمْكِنَة إذا امْتَلأ بَطْنها بَيْضاً…
وفي معنى الخلاء: أَرْض قَفْر. و دار خاوية. وغَمَام جَهَام لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ. وبِئْر نَزِح لَيْسَ فِيهَا مَاء. وإنَاءٌ صُفْر لَيْسَ فِيهِ شَيْء. وبَطْن طَاوٍ لَيْسَ فِيهِ طَعَام. ولَبَنٌ جَهِير لَيْسَ فِيهِ زُبْد. وبسْتَان خِمٌّ لَيْسَ فِيهِ فَاكِهَة. وشُهْدَة هِفّ لَيْسَ فِيها عَسَل. وقَلْب فَارِغ لَيْسَ فِيهِ شُغْل. وخَدٌ أمْرَدُ لَيْسَ عَلَيْهِ شَعْر. وامْرَأَة عُطْلٌ لَيْسَ عَلَيْهَا حُلِيٌّ. وبَعِير عُلُطٌ لَيْسَ عَلَيهِ وَسْم. ومَحْبُوس طَلْق لَيْسَ عَلَيهِ قَيْد. وشَجَرَة سُلُب لَيسَ عَلَيها وَرَقٌ…
وخذ في الألوان فقط مثال ترتيب درجات البياض وتنوع أسمائه بحسب المجال لتندهش من هذا التفصيل والبيان فيقال: أَبْيَضُ. ثُمَ يَقِقٌ. ثمَّ لَهِقٌ. ثُمَّ واضِح. ثُمَّ نَاصِع. ثم هِجَان وخَالِص. ويقال في البياض أيضا: رَجُل أَزْهَرُ. امرأة رُعْبُوبَةٌ. شَعْر أشْمَطُ. فَرَسٌ أَشْهَبُ. بَعير أَعْيَس. ثَوْر لَهِق. بَقَرَةٌ لِياحٌ. حِمَار أَقْمَرُ. كَبْشٌ أَمْلَحُ. ظَبْيٌ آدَمُ. ثَوْب أبْيَضُ. فِضَّة يَقَقٌ. خُبْز حُوَّارَى. عِنَب مُلاحِي. عَسَلٌ مَاذِي. مَاء صَافٍ.. ويقال: السَّحْلُ أي الثَّوبُ الأبْيَضُ. والنَّقا الرَّمْلُ الأَبْيَضُ. والصبير السَّحابُ الأبيضُ. والوثِيرُ الوردُ الأبيضُ، والقَشْمٌ البُسْرُ (تمر) لأبْيَضُ الَّذِي يُؤْكَلُ قَبْلَ أَنْ يُدْركَ وهُوَ حُلْو. الخًوْعُ الجَبَلُ الأبْيَضُ. والرِّيمُ الظَّبْيُ الأبْيَضُ. واليَرْمَعُ الحَجَرُ الأبْيَضُ. والنَّوْرُ الزَّهْرُ الأبْيَضُ. والقَضِيمُ الجلد الأبيض..وذكر الثعالبي في أشكال البياض التي تعتري الفرس أكثر من أربعين اسما..
وانظر إلى اليد وهي تباشر الأشياء المختلفة، تَقُولُ العَرَبُ: يَدِي مِنَ اللَحْمِ غَمِرَة (من دسم اللحم). ومنَ الشَّحْمِ زَهِمَة. ومِنَ السَّمَكِ صَمِرَةٌ. وَمِنَ الزَّيْتِ قَنِمَة. وَمِنَ البَيْضِ زَهِكَة. وَمِنَ الدُّهْنِ زَنِخَةٌ. ومِنَ الخَلِّ خَمِطَة. وَمِنَ العَسَل والنَّاطِفِ لَزِجَة. وَمِنَ الفَاكِهَةِ لَزِقَة. وَمِنَ الزَعْفَرَانِ رَدِعَة. وَمِنَ الطِّيبِ عَبِقَةٌ. وَمِنَ الدَّم ضَرِجَة. وَمِنَ المَاءِ لَثِقَة. وَمِنَ الطِّينِ رَدِغَة. وَمِنَ الحَدِيدِ سَهِكَة. وَمِنَ العَذِرًةِ طَفِسَة. وَمِنَ البَوْلِ وَشِلَة. وَمِنَ الوَسَخِ دَرِئَةٌ. وَمِنَ العَمَلِ مَجِلَة. وَمِنَ البَرْدِ صردة…
ويقال في كلُّ ضارب بِمُؤخّرِهِ يَلسَعً كالعقربِ والزُّنبُورِ. وكلُّ ضاربٍ بِفَمِهِ يَلْدغُ كالحَيَّةِ وسامّ أبرصَ. وكلَ قابض بأسنانِهِ ينهشُ كالسَّباعِ.
وخِلْفُ النَّاقَةِ بِمَنْزِلَةِ ضَرْعِ البَقَرَةِ وثَدْيِ المَرْأَةِ. و الكَرِشُ مِنَ الدَّابةِ كالمَعِدَةِ مِنَ الإنسانِ والحوْصَلَةِ مِنَ الطّائِر.
والوُعورَةً في الجبَلِ كالوُعُوثَةِ (المكان السهل الدهس تغيب فيه الأقدام) في الرَمْلِ. العَمَى في العَينِ مثلُ الْعَمَهِ في الرَّأي.
ولا يُقالُ كأسٌ إلاّ إذا كان فيها شَرَاب وإلا فهي زُجَاجة. ولا يُقَالُ مائدةٌ إلاّ إذا كان عليها طَعَامٌ وإلاّ فهي خِوَان. ولا يُقالُ قلَمٌ إلاّ إذا كانَ مبريًّا وإلاّ فهو أُنْبوبَة. ولا يُقالُ فَرْوٌ إلاّ إذا كانَ عَلَيْهِ صُوف وإلاّ فَهُوَ جِلْد. ولا يُقال رُمْح إلاّ إذا كانَ عَلَيهِ سِنَانٌ وإلا فهو قناة. لا يُقالُ نَفَقٌ إلاّ إذا كان له مَنْفَذ وإلاّ فهو سَرَبٌ(الطريق تحت الأرض). ولا يُقَالُ عِهْن إلاّ إذا كان مَصْبُوُغاً وإلا فهو صُوفٌ. ولا يُقالُ لحم قديدٌ إلاّ إذا كان مُعالجاً بتوابِلَ وإلاّ فهو طَبِيخٌ. ولا يُقالُ ثَرًى إلاّ إذا كان نَدِيًّا وإلاّ فهو تُراب. لا يُقالُ للمرأةِ ظَعينةٌ إلاّ ما دامَتْ راكِبةً في الهَوْدَج(مركب للنساء).ولا يُقالُ للسَّرِيرِ نَعْش إلاّ ما دامَ عليهِ الميَتُ. لا يُقالُ للعَظْمِ عَرْق إلا ما دامَ عليهِ لَحم. لا يُقالُ للثًوبِ حُلَّة إلاّ إذا كانَ ثَوبَيْنِ اثنينِ منْ جِنْس واحدٍ. لا يُقالُ لِلقَوم رُفْقةٌ إلاّ ما دَامُوا مُنْضَمِّينَ في مَجْلِس واحدٍ أو في مَسِيرٍ واحدٍ فإذا تَفَرَّقوا ذَهَبَ عَنهُمً اسمُ الرُفقَة. لا يُقالُ لِلحجَارَةِ رَضْف إلا إذا كانَتْ مُحْمَاةً بالشَّمسِ أوَ النَّارِ.
لماذا الاستمرار في إهانة العربية؟
فهذه مجرد نماذج يسيرة وقليلة جدا من لغة أكرمها الله بوفرة عظيمة في مفرداتها وكلماتها، ففي أحدث مقارنة دولية جاءت العربية أولا رغم تعطيل أهلها لها في القرون الأخيرة وتخلفهم عن ركب المدنية وتوليد الأسماء للمخترعات الجديدة فقد أحصوا لها من غير تكرار أكثر من مليون مفردة: جاء في الموسوعة العربية العالمية ما يلي: “يُعَدُّ مُعجم العربية أغنى معاجم اللغات في المفردات ومرادفاتها (الثروة اللفظية)؛ إذْ تضُمُّ المعاجم العربية الكبيرة أكثر من مليون مفردة. وحَصْرُ تلك المفردات لا يكون بحَصْر مواد المعجم؛ ذلك لأن العربية لغة اشتقاق، والمادة اللغوية في المعجم العربي التقليدي هي مُجرَّد جذْر، والجِذْر الواحد تتفرَّع منه مفردات عديدة، فالجذْر ع و د مثلاً تتفرَّع منه المفردات: عادَ، وأعادَ، وعوَّدَ، وعاودَ، واعْتادَ، وتَعوَّدَ، واستعادَ، وعَوْد، وعُود، وعَوْدة، وعِيد، ومَعَاد، وعِيادَة، وعادة، ومُعاوَدَة، وإعادة، وتَعْوِيد، واعتِياد، وتَعَوُّد، واسْتِعَادَة، وعَادِيّ. يُضاف إليها قائمة أخرى بالأسماء المشتقَّة من بعض تلك المفردات. وكلُّ مفردة تؤدِّي معنًى مختلفًا عن غيرها”.
وجاءت بعدها الإنجليزية بفارق كبير في المفردات 600.000، وبعدها اللغة الفرنسية بـ150.000، ثم الروسية بـ130.000 مفردة، فالعربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، وعلى سبيل المثال، يحوي معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر أكثر من 80 ألف مادة، بينما في اللغة الإنجليزية فإن قاموس صموئيل جونسون، من القرن الثامن عشر، يحتوي على 42 ألف مادة.
وللعربية تأثير كبير في كثير من لغات الدنيا (أكثر من 30% من المفردات) وهي:
الأردية والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية وكافة اللغات التركية والكردية والعبرية والإسبانية والصومالية والسواحيلية والتيغرينية والتجرية والأورومية والفولانية والهوسية والمالطية والبهاسا وديفيهي (المالديف) وغيرها.
بعض هذه اللغات ما زالت يستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها: الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركستانية الشرقية والكردية والبهاسا (بروناي وآتشيه وجاوة).
ودخلت كلمات عربية كثيرة في الأمازيغية ولغات أوروبية مثل الألمانية، الإنكليزية، الإسبانية، البرتغالية، والفرنسية، وذلك عن طريق الأندلس والتثاقف طويل الأمد الذي حصل طيلة عهد الحروب الصليبية. (انظر موسوعة ويكيبيديا (لغة عربية)).
فاللغة العربية إحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويحبها أكثر من مليار ونصف من المسلمين ويتمنون التمكن منها، وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، ويُحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر كذكرى اعتماد العربية بين لغات العمل في الأمم المتحدة.
فبأي حق تهان هذه اللغة العظيمة في بلادنا وتداس كرامتها وتنتهك حرمتها وتحارب في الإدارة والاقتصاد والإعلام والتعليم وتقصى من ميادين شتى من ميادين الحياة ولا يفتح لها المجال في التعليم العالي في المواد العلمية والتقنية، وتفضل عليها لغات أخرى أقل شأن منها بكثير، لغة أكرمها الله بأن جعلها لغة وحيه ودينه فكيف تعجز عن استيعاب كلام البشر واختراعاته، فهذه لغتي العربية… فأروني من لغاتكم مثلها؟