أسبوعية السبيل: ذكرى الاستقلال.. قراءة في مشاورات «إكس ليبان»
هوية بريس – مصطفى الونسافي
السبت 22 نونبر 2014
صدر بتاريخ 16 من الشهر الحالي العدد الجديد من أسبوعية «السبيل» المغربية (ع. 180)، وتضمن ملفا مهما يكشف بعض خفايا وأسرار ما عرف بـ«مفاوضات إكس ليبان» التي جمعت ممثلين عن الاحتلال الفرنسي بتشكيلة متنوعة من النخب السياسية المغربية آنذاك، وكان هدف الاحتلال الفرنسي الرئيسي من هذه المشاورات هو القضاء على مظاهر المقاومة للوجود الفرنسي بالمغرب، والتي تصاعدت بصورة أرعبت باريس، وأعطت رسالة قوية للمحتلين مفادها أن المغاربة لا يمكن أن يقبلوا ببقاء علج فرنسي واحد على أرضهم؛ فاستطاعت فرنسا للأسف من خلال هذه «المفاوضات» تحصيل الكثير من المكاسب، حتى اعتبرها كثير من الوطنيين مؤامرة على الإسلام والمقاومة، ووصفها آخرون بالخيانة، والملف يكشف بعضا من تفاصيل ذلك.
جاء في توطئة الملف: «اخترنا هذا الملف كي نسلط الضوء -ولو بشكل سريع- على مرحلة تاريخية عصيبة عاشها المغاربة؛ وكان ولازال لها الأثر البارز فيما نعيشه اليوم من أحداث..
إنها مرحلة حري بكل من يسعى إلى فهم واقعه وإصلاح ما فيه من خلل وتشوهات أن يقف عندها مليا..
تلك هي مرحلة مفاوضات «إكس ليبان» التي دعا لها رئيس الحكومة الفرنسية «إدكار فور» في غشت 1955م وحشد لها ممثلي الاتجاهات المغربية جميعا.
ففي سنة 1954 إبان الاحتلال؛ لم تكن الحالة التي وصلها المغرب تطمئن الفرنسيين؛ كما قال روم لاندو في تاريخ المغرب في القرن العشرين، لأن أعمال العنف تعاقبت بانتظام، ولم يكن أحد يعرف عنه الميول للفرنسيين يأمل أن تطلع عليه شمس يوم جديد، وكذلك لم يكن باستطاعة المستوطن الفرنسي الذي يسكن بالبادية -على مسافة من المدينة- أن يتنقل دون سلاح.
كما أن مقاطعة البضائع الفرنسية كانت تشتد باستمرار، وأعمال تخريب ممتلكات الفرنسيين والخونة كانت منتظمة في حدوثها. وارتفعت عمليات الجهاد ضد العدو الفرنسي بشكل بارز؛ خاصة بعد نفي الملك محمد الخامس.
وقد كانت الآلة الإعلامية الغربية حينها تشوه صورة المقاومة بشكل فج؛ وادعى المراسل الخاص لجريدة وال ستريت جورنال مثلا في رسالة من المغرب أن القومية المقرونة بالعنف أحب إلى الأهليين من الحركة السلمية التي سبقتها، وأنه: (عندما أخذ الحزب باللجوء إلى الإرهاب مؤخرا صارت له قاعدة شعبية واسعة).
كما ظهرت خلال هذه الفترة الدعوة بشكل علني وسافر إلى تبني اللادينية؛ خاصة في المجال السياسي، الأمر الذي قابله رد من بعض الوطنيين والغيورين على عقيدتهم الإسلامية.
فلا يمكننا من خلال وريقات هذا الملف أن نغطي كل ما حف هذه المرحلة من ملابسات، ولا أن نقف على كل ما تلاها من تداعيات، لكن يكفينا أن نثير فضول القارئ وننوره ببعض المعلومات، وندفعه إلى مزيد بحث وسؤال حول هذه المفاوضات».
كما يشتمل العدد على مقالات متنوعة وقيمة، نذكر من بينها:
– ص.2 / كلمة العدد: ماذا يعني قرار أمريكا إرسال جواسيس إلى المغرب؟
– ص.5: أيام التضييق العالمي على المسلمين
– ص.6: حوار مع الدكتور صالح النعامي حول التطورات الأخيرة بفلسطين المحتلة
– ص.7: الأقصى مغلق حتى إشعار آخر بالكرامة
– ص.8: عصيد: العلم الوطني المغربي وضعته فرنسا
– ص.8: المرأة.. كلمة السر في الإصلاح كما الإفساد
– ص.9: الدب عن السنة في مقابل البدعة أفضل من الجهاد
– ص.9: «كاريكاتير» ليومية «أخبار اليوم» يعرّض بنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام
– ص.10: ملامح من المشروع الكلامي لأبي الحسن الأشعري
– ص.11 / قرآن وسنة: مصادر التشكيك في الأحاديث
– ص.13-14 / مصابيح السبيل:
/ أين أثرك؟
/ وقفات تربوية مع بعض الوصايا النبوية
– ص.15 / سلسلة قراءة في كتاب (28): هذه هي العلمانية (2/2) / للأستاذ مصطفى باحو
– ص.16-19 / ملف العدد: ذكرى الاستقلال.. قراءة في مشاورات «إكس ليبان»
– ص.20 / سلسلة: مسار إصلاح التعليم بالمغرب من الحماية إلى اليوم
– ص.21: يزيد بن معاوية.. من أهل الجنة أم من أهل النار؟
– ص.22: دور المدرس في الاستقرار الاجتماعي
– ص.23: مكانة المرأة في الفكر الشيعي
– ص.23: أنصاف المتعالمين والجهل المركب!
– ص.24: التنظيم الإداري للجباية في عهد الخلافة الراشدة – عمر بن الخطاب رضي الله عنه نموذجا
– ص.25: «ريحانة الجباري».. شهيدة العفة والطهر
إضافة إلى أخبار وطنية ودولية، ومواضيع مختلفة في الأدب، والتاريخ، والملل والنحل، ومعلومات في الطب والصحة الأسرية؛ وفي الصفحة الأخيرة تقرأون رسالة بعنوان «الدين النصيحة».