وفاة المؤرخ السوري «محمود شاكر» صاحب كتاب «التاريخ الإسلامي»
هوية بريس – متابعة
الأحد 23 نونبر 2014
فقدت الأمة اليوم المؤرخ الإسلامي الشيخ “أبو أسامة محمود بن شاكر شاكر” الذي أثرى المكتبة الإسلامية بعشرات الكتب كان أبرزها موسوعة كتاب التاريخ الإسلامي بتسعة عشر مجلداً، كما عُرف باهتمامه البالغ بأحوال الأقليات المسلمة حول العالم.
ولد ابن شاكر في حرستا الشام، شمال شرقي دمشق، في شهر رمضان عام 1351هـ، وتربَّى في بيتٍ اشتهر بالدين والعلم والكرم، أنهى دراسته الثانوية عام 1371هـ، وتلقى العلوم الشرعية على بعض أهل العلم في مساجد بلدته، والتحق بالجامعة السورية (دمشق) قسم الجغرافيا، ثم تخرج منها عام 1956-1957م، وحصل على شهادة الجغرافيا بأنواعها البشرية، والطبيعية، والإقليمية.
وحسب موقع “المسلم”، التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية بكلية الضباط، وتخرج ضابطاً برتبة ملازم، ثم انتقل إلى الجبهة كضابط مدفعية على الحدود مع فلسطين في القطاع الشمالي وذلك عام 1381هـ، عاد بعدها إلى التدريس، حيث درَّسَ في مناطق عديدة في سوريا.
تميز بحدة الذهن وصفاء الذاكرة مما ساهم في تنوع محفوظاته العلمية، أقلقته حال الأمة الإسلامية وما آلت إليه من ضعف وذل وهوان وتخلف وبُعد عن دين الله تعالى، وشغِفَ بدراسة علم التاريخ بفنونه، ونهضَ بالتاريخ الإسلامي وبرزَ فيه، وأصبحَ علمَاً من أعلام مؤرخيه، وصنَّف فيه بطريقة مبتكرة، وامتازَ بصياغة تاريخه في ماضيه وحاضره صياغةً دقيقةً من المنطلق الإسلامي مع عرض الأحداث وتحليلها، وتصدَّى لردِّ شبهات وافتراءات المستشرقين وأتباعهم.
اهتمَّ بدراسة علم الأنساب، وبرعَ فيه كما اهتمَّ بدراسة حاضر العالم الإسلامي وبمعالجة حال وواقع المسلمين في أنحاء العالم، وبالأخص حال الأقليات الإسلامية، وشارك في كتابة الفكر الإسلامي الصحيح، وردَّ على الأطروحات والمبادئ الفكرية الهدَّامة.
انتقل -رحمه الله- إلى المملكة عام 1392هـ، وتعاقد مع إدارة الكليات والمعاهد العلمية التي غَدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعمل أستاذاً للجغرافيا والتاريخ الإسلامي في كلية العلوم الاجتماعية بالرياض والقصيم.
شارك في وضع مناهج وخطط دراسية في علمي التاريخ والجغرافيا وأشرف على العديد من الرسائل العلمية (الماجستير، الدكتوراه)، وأعدَّ برنامجاً إذاعياً في إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية باسم (جغرافية العالم الإسلامي).
واتَّصفَ الشيخ بالتمسك بالسنة النبوية وبذل العلم والكرم والحلم والورع والتواضع الجمِّ والبُعد عن الشهرة والأضواء.
له أكثر من مائتي مصنَّف في التاريخ والفكر الإسلامي والجغرافيا، حيث كتب الله لها القبول، وتهافت الكبار والصغار في مختلف الأقطار
يخلط الكثير من المثقفين والدارسين والقراء بين محمود شاكر “أبو أسامة” الدمشقي صاحب كتاب “التاريخ الإسلامي”، وكتب أخرى، والشيخ محمود شاكر المحدث الأديب “أبو فهر” صاحب كتاب “رسالة في الطريق إلي ثقافتنا” وكتاب: “المتنبي”، وكتاب: “أباطيل وأسمار”، وكتب أخرى رحم الله الجميع .