ألمانيا تستثمر مستقبلها بالمسلمين المميزين لخدمة مشروع الإدماج
هوية بريس – الجزيرة
الإثنين 24 نونبر 2014
أعلنت الحكومة الألمانية تكفلها بتمويل دراسة الطلبة الذين يحصلون على منح مؤسسة ابن سينا المعنية برعاية الموهوبين من الطلبة المسلمين.
واعتبر مسؤولون حكوميون وأكاديميون مسلمون أن اعتراف حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بمؤسسة ابن سينا كآلية لدعم طلاب الجامعات والدراسات العليا من المسلمين المتميزين يمثل إثراءً للتعدد الديني والثقافي بالبلاد.
وأعلن وزير الدولة الألماني للتعليم والبحث العلمي توماس راخيل عن تمويل حكومته بالكامل لدراسة 65 من طلاب الجامعات وباحثي الماجستير والدكتوراه المسلمين المتفوقين الذين فازوا بمنح مؤسسة ابن سينا للعام الدراسي 2014/2015.
وقال راخيل -خلال حفل شهدته الأكاديمية الألمانية للعلوم ببرلين-: إن تمويل الحكومة هذه المنح بعد اعترافها الصيف الماضي بمؤسسة ابن سينا يمثل استثمارًا في المستقبل يهدف لاستيعاب الكفاءات المسلمة الشابة في التعليم، ومساواتها مع غيرها من الفئات الدينية الأخرى المتمتعة بهذا الدعم نفسه.
وتضم ألمانيا 13 مؤسسة عريقة لدعم طلاب الجامعات والدراسات العليا، وبعضها يتبع لأحزاب سياسية وهيئات دينية. وبلغ عدد المنح التي مولتها الحكومة الألمانية لهذه المؤسسات العام الجاري 25 ألفًا، منها 4400 لمرحلة الدكتوراه.
وتقدر الإحصائيات الرسمية نسبة الطلاب والباحثين المسلمين بـ3% من بين 2.5 مليون طالب وباحث دراسات عليا بالجامعات الألمانية سنويًّا. وفاز بمنح مؤسسة ابن سينا في عامها الأول الحالي 49 طالبًا جامعيًّا و16 باحث ماجستير ودكتوراه من المسلمين.
وقال وزير الدولة الألماني للتعليم والبحث العلمي توماس راخيل للجزيرة نت: إن حكومته أرادت عبر تمويلها المنح دعم المواهب العلمية المسلمة، وإعطاء إشارة واضحة باتجاه الاعتراف بمسلمي البلاد المقدرين بـ4.3 ملايين نسمة.
وأشار إلى أن الحكومة ترمي من خلال هذا التوجه لمنح الشباب المسلمين النابهين فرصة للحصول على الدعم المالي والعلمي مثل غيرهم من المجموعات المتدينة.
ورأى راخيل أن الاعتراف الرسمي بمؤسسة ابن سينا والتمويل الحكومي لمنحها سيسهم في توطين الشباب المسلمين المتفوقين بألمانيا، ومنحهم بدائل لتطوير أنفسهم علميًّا ووظيفيًّا.
ويشترط في المتقدمين المسلمين لمنحة ابن سينا أن يكونوا حاملين جنسية ألمانيا أو لديهم إقامة مستقرة بها. ويحصل الفائز بمنحة الدراسة الجامعية على تمويل شهري يناهز ألف يورو وتأمين صحي واجتماعي.
ويحصل الفائز بمنحة الدراسات العليا على 1050 يوروا مع التأمين الصحي، ويحصل كل فائز لديه طفل واحد على مبلغ 113 يوروا شهريًّا، و85 يوروا لكل طفل إضافي.
وأوضح المدير العام لوقفية ميركاتور (أحد رعاة ابن سينا) فولفغانغ روهي أن معايير حصول النابهين المسلمين على منحة المؤسسة تتضمن إلى جانب التفوق العلمي تميزًا ونشاطًا مجتمعيًّا.
ولفت إلى أن العالم والفيلسوف المسلم ابن سينا – الذي تحمل المؤسسة اسمه – هو صاحب كتاب القانون بالطب الذي درسته جامعات أوروبا حتى القرن الـ18.
ووفق رئيسها البروفسور بولنت أوغار، فإن ابن سينا تعتبر رابع مؤسسة دينية لدعم الطلاب المتفوقين بألمانيا، حيث وجدت قبلها مؤسسة بروتستانتية وأخرى كاثوليكية وثالثة يهودية للغرض نفسه.
وقال: إن الحكومة الألمانية خصصت عشرة ملايين يورو لتمويل منح المؤسسة حتى عام 2018.
من جانبها، رأت كبيرة أساتذة التربية بجامعة بريمن البروفسورة ياسمين كاركاش أوغلو أن المواهب المسلمة الفائزة بمنح ابن سينا تعتبر أمثلة إيجابية تتحدث عن نفسها بمواجهة صور نمطية شديدة السلبية تقدمها وسائل الإعلام الألمانية عن مسلمي البلاد.
وقال يعقوب هانوش -المولود لأبوين ألمانيين اعتنقا الإسلام قبل ثلاثين عامًا-: إنه حصل على المنحة لاستكمال دراسته الجامعية بمجال الاقتصاد الهندسي.
وتمنى هانوش أن تعطي المنحة لشباب ألمانيا المسلمين دفعة للاهتمام بالتميز العلمي باعتباره وسيلة للتطور الذاتي والأكاديمي.
وقالت حفصة المحوشي -وهي طالبة ذات أصول مغربية-: إن المنحة ستتيح لها دراسة الماجستير في الدراسات الإسلامية.
أما هاتفة يادن -ذات الأصول الأفغانية- فأبدت سعادتها لأن المنحة ستغنيها عن العمل لتمويل دراستها بكلية الطب أو إرهاق أسرتها الفقيرة.