الشيخ الدكتور البشير عصام يكتب عن: المعلم الذي استهزأ بتلميذته (فيديو)
هوية بريس – متابعة
الجمعة 28 نونبر 2014
كتب الشيخ البشير عصام المراكشي في صفحته الرسمية في “الفيسبوك”، عن فيديو المعلم الذي طلب من تلميذته كتابة رقم خمسة لكنها لم تعرف كتابته، فصار يستهزئ بها:
“قبل أسابيع قليلة، كنت قد تكلمت عن قضية “الأرنبات” وقلت في آخر منشوري:
(كثرة النقد والاستهزاء بالآخرين ليست ظاهرة صحية، بل هي تنم في الغالب عن أمراض مستحكمة في النفوس).
ورأيت اليوم مقطعا قبيحا لمعلم -فيما يبدو- يطلب من طفلة مسكينة أن تكتب شيئا على السبورة، ثم يستهزئ بها ويصور ذلك كله، ليوثق -فيما أحسب- غباءه ومرضه النفسي.
أذكر أنني درست العربية في الصف الخامس عند والدي -حفظه الله- وقد كان معلما يجمع خصلتين عظيمتين:
أولاهما: إتقان مادته العلمية. وكيف لا يكون كذلك، وقد درس في جامعة ابن يوسف العتيقة، وأتقن العربية وما يدور في فلكها بالطريقة التقليدية الرصينة، حتى إنني لا أزال -إلى الآن- أتحفظ في كلامي بالفصحى أمامه خشية اللحن؟!
وقد كنا لا نكاد نسمع له كلاما بالعامية داخل الفصل، إلا لغرض لا بد منه (وقارن هذا بالمعلم المسكين الذي يقول في المقطع: “سلك معوج، باغي يتزوج“: لا رسوخ في العلم ولا خفة دم!).
والثانية: الحرص الشديد على أن يتعلم التلاميذ، ويتقنوا دروسهم. فكان يرى مهنته أمانة عليه القيام بأعبائها على أفضل الوجوه، لا مصدر رزق فقط. ووصل الأمر به أنه كان يحرص على تقويم نطق من كان ألثغ من التلاميذ (لثغة الراء المعروفة)، وذلك بوسائل تقليدية، ما كان أنجعها!
ولم يكن والدي حالة خاصة أو استثنائية في زمننا، بل كان كثير من المعلمين الذين تركوا في نفسي أعظم الأثر، يجمعون بين العلم والحرص. ولذلك تخرج من مدارسنا القديمة نابغون، فيما صار المغرب اليوم يحتل الصفوف الأخيرة في جودة التعليم!
أيها المعلم:
نعم، هنالك إشكالات تعليمية خانقة، راجعة للبرامج والأحوال المادية للمدرّسين وأحوال المدارس (الاكتظاظ والأمن ..) وغير ذلك، ولكن لا تجعل ذلك شماعة للتنصل من مسؤولياتك، وللتعدّي على الأطفال المساكين الذين لا يملكون الدفع عن أنفسهم..
وإلا فهي دوامة لا أول لها ولا آخر..
والله المستعان”.
مقطع الفيديو، المعلم والتلميذة:
