في حظر فرنسا للحجاب إذلال للمسلمات وتصنع من الحلفاء المحتملين أعداء مؤكدين
هوية بريس – متابعة
نشرت صحف بريطانية مقالات تنتقد بشدة حظر البوركيني في فرنسا وتشيد بحكم المحكمة الإدارية العليا بتعليق حظره، وقالت إحداها إن هذا الحكم مجرد بداية، ولإنصاف المسلمين هناك العديد من القضايا التي يجب على فرنسا معالجتها.
وقالت غارديان في مقال كتبته ناتالي نوغايريد إن فرنسا لم تجد حتى اليوم طريقا لضمان عدم التمييز ضد مواطنيها المسلمين، مضيفة أنها لا تتذكر يوما في التاريخ الحديث بدت فيه فرنسا معزولة على المسرح العالمي بسبب خياراتها السياسية مثلما هي معزولة اليوم.
وأعربت الكاتبة عن استغرابها من أن ينتهي تبني فرنسا المعلن للقيم العالمية إلى هذه النهاية التي وصفتها بـ “المؤلمة” وعن دهشتها من إمكانية إجبار النساء هناك على ارتداء أو عدم ارتداء ملابس معينة.
وأشارت إلى أن فرنسا سقطت في حفرة تحتاج الآن للخروج منها، وأن الأمر الإيجابي الوحيد في الوضع الفرنسي الذي يكتنفه التشويش والخوف والتشكيك والعنصرية والنفاق حاليا هو حكم المحكمة الإدارية العليا بتعليق حظر البوركيني وتوضيحها ما ينص عليه القانون والمبادئ التي يجب الحفاظ عليها.
ولفتت الكاتبة إلى أن المحكمة قالت إن ذلك يمثل تهديدا فاضحا وغير قانوني للحريات الأساسية أي الحرية في التنقل وحرية الضمير والحرية الشخصية، كما أنها لم توافق على ما يدعيه المدافعون عن حظر البوركيني بقولهم إنه ضروري للحفاظ على علمانية الدولة والنظام العام “خاصة في هذا الوقت الذي تعيش فيه فرنسا رسميا حالة طوارئ عقب الهجمات الإرهابية”.
“صحيفة تايمز نشرت مقالا للكاتبة جانيس تيرنر قالت فيه إن فرنسا التي شلها الرعب من الإرهاب تقوم بإذلال المسلمات وتصنع من الحلفاء المحتملين أعداء مؤكدين”.
جذور فرنسا الحالية
وكتبت نوغايريد أن جذور الدولة الفرنسية الحديثة تعود إلى الصراع بين الكنيسة والدولة وإلى ماضيها الاستعماري، وأن الاختلاف بين بريطانيا “التي تحترم التعدد الثقافي” وفرنسا التي تضيّق عليه كان واضحا في ماضي الدولتين. فالأولى كانت تدير مستعمراتها عبر “الحكم غير المباشر” بينما الأخرى كانت تديرها بالحكم المباشر كما في “تسكين مليون مستوطن في الجزائر على سبيل المثال”.
أما صحيفة تايمز فقد نشرت هي الأخرى مقالا للكاتبة جانيس تيرنر قالت فيه إن فرنسا التي شلها الرعب من “الإرهاب” تقوم بإذلال المسلمات وتصنع من الحلفاء المحتملين أعداء مؤكدين.
وأشارت إلى أن مطالبة المسلمات بالتعري لا يحررهن، وأن الحجاب وغطاء الرأس عموما أصبح بيانا للهوية بالنسبة للمسلمين بالغرب، كما أن البوركيني ربما يصبح هو الآخر رمزا لهوية المسلم كما تشير أنباء تصاعد الطلب على شرائه.
وأضافت أن الأسوأ هو أنه وباستخدام فرنسا للعلمانية مبررا لإذلال النساء فإنها تشوه أيديولوجية تمثل أفضل الآمال بالنسبة للمسلمين الذين يتوقون للحرية، موضحة أن مبادئ العلمانية لا تقسر الطالبات على ارتداء النقاب أو عدم ارتدائه.
واختتمت تيرنر مقالها بأن على فرنسا أن تفهم أن المسلمات جزء من الحل لمعضلات مجتمعها الممزق، ويجب أن تكف عن محاربتهن على شواطئها. وكالات